الحياة المبكرة والتعليم
ولد جاكوب ريس-موج في مستشفى سانت تشاد في بريستول، إنجلترا. تلقى تعليمه في كلية إيتون، وهي مدرسة داخلية مرموقة، حيث كان رئيسًا لجمعية النقاش. ثم درس التاريخ في كلية ترينيتي، أكسفورد. خلال فترة وجوده في أكسفورد، شارك بنشاط في السياسة الجامعية وكان رئيسًا لجمعية أكسفورد الاتحادية، وهي جمعية نقاش بارزة.
بعد الانتهاء من دراسته، عمل ريس-موج في مجال التمويل. بدأ حياته المهنية في سيتي أوف لندن، حيث عمل في عدد من الشركات المالية قبل دخوله السياسة.
المسيرة السياسية المبكرة
دخل ريس-موج السياسة لأول مرة في عام 1997، عندما ترشح عن دائرة في شمال ويلتشاير. على الرغم من خسارته في هذه الانتخابات، إلا أنه استمر في الانخراط في السياسة المحلية والوطنية. ترشح مرة أخرى في عام 2005 عن دائرة شمال شرق سومرست، لكنه خسر مرة أخرى. ومع ذلك، فاز ريس-موج أخيرًا بمقعد شمال شرق سومرست في انتخابات عام 2010.
بمجرد دخوله البرلمان، سرعان ما برز ريس-موج كعضو مؤثر. اشتهر بآرائه المحافظة، ودعمه القوي للتقاليد، وخطبه الرصينة. سرعان ما اكتسب شعبية داخل حزب المحافظين، وظهر كصوت رائد في الجناح اليميني للحزب.
دور بارز في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
كان ريس-موج من المؤيدين المتحمسين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. لعب دورًا بارزًا في حملة التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث كان يدافع عن وجهة نظره بشدة. كان مؤيدًا قويًا لـ”خروج صعب” من الاتحاد الأوروبي، مما يعني أن بريطانيا يجب أن تترك الاتحاد الأوروبي بالكامل، بما في ذلك السوق الموحدة والاتحاد الجمركي.
بعد التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2016، استمر ريس-موج في لعب دور رئيسي في المناقشات حول كيفية مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي. كان منتقدًا صريحًا لاتفاقية الانسحاب التي تفاوضت عليها رئيسة الوزراء تيريزا ماي، ودعا إلى نهج أكثر حزمًا. استمر في الضغط على الحكومة لتنفيذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مما جعله شخصية مركزية في المناقشات السياسية في تلك الفترة.
المناصب الوزارية
في يوليو 2019، بعد أن أصبح بوريس جونسون رئيسًا للوزراء، تم تعيين ريس-موج كزعيم لمجلس العموم. في هذا الدور، كان مسؤولاً عن إدارة أعمال الحكومة في مجلس العموم. كان أيضًا بمثابة نقطة اتصال رئيسية بين الحكومة والنواب. لعب ريس-موج دورًا حاسمًا في قيادة الحكومة خلال فترة صعبة من تاريخ المملكة المتحدة، بما في ذلك خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وجائحة كوفيد-19.
في التعديل الوزاري في سبتمبر 2022، خلال فترة ولاية ليز تروس كرئيسة للوزراء، تم تعيين ريس-موج كوزير للأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية. في هذا الدور، كان مسؤولاً عن مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك سياسة الطاقة، والتحول الصناعي، والتجارة. ومع ذلك، بعد استقالة تروس في أكتوبر 2022، غادر ريس-موج الحكومة.
الآراء السياسية
يشتهر ريس-موج بآرائه المحافظة. وهو يدعم بشدة التقاليد الملكية، ويؤمن بأهمية الحكم الدستوري. وهو أيضًا مؤيد قوي لخفض الضرائب، وتقليل الإنفاق الحكومي، وتقليل التنظيم. كما أنه يدعم وجهات النظر الليبرالية المحافظة حول قضايا مثل حقوق الأفراد وحرية التعبير.
أثار ريس-موج جدلاً بسبب آرائه حول عدد من القضايا. على سبيل المثال، انتقد بشدة سياسة تغير المناخ، ودعا إلى استكشاف المزيد من الوقود الأحفوري. كما تم انتقاده بسبب تصريحاته حول قضايا مثل الإجهاض وحقوق المثليين. ومع ذلك، يواصل ريس-موج الحفاظ على شعبيته داخل حزبه، ويُنظر إليه على أنه صوت مهم في السياسة البريطانية.
الأسلوب والسمات المميزة
يشتهر ريس-موج بأسلوبه وسماته المميزة. غالبًا ما يرتدي ملابس تقليدية، بما في ذلك البدلات المخصصة والياقات الصلبة. وهو معروف بحديثه الرصين واستخدامه للغة الإنجليزية الرسمية. كما أنه معروف بتفضيله للوسائل التقليدية للتواصل، مثل الرسائل المكتوبة بخط اليد.
أصبح ريس-موج شخصية معروفة في الثقافة الشعبية البريطانية. لقد ظهر في العديد من البرامج التلفزيونية والإذاعية، وأصبح موضوعًا للعديد من المقالات والرسوم الكاريكاتورية. غالبًا ما يُنظر إليه على أنه شخصية ملونة وغريبة الأطوار، وأسلوبه الفريد يجعله بارزًا في عالم السياسة.
الحياة الشخصية
ريس-موج متزوج من هيلين دي لايتون بيلي، ولديهما ستة أطفال. هو كاثوليكي متدين، وقد تحدث علنًا عن أهمية إيمانه في حياته. وهو أيضًا عضو في جمعية الكاثوليكيين الأرستقراطيين.
يمتلك ريس-موج مجموعة واسعة من الاهتمامات خارج السياسة. هو من محبي الأدب والتاريخ، ويستمتع بالقراءة والكتابة. كما أنه يستمتع بالأنشطة الخارجية مثل المشي وصيد السمك.
الانتقادات والجدل
خلال مسيرته السياسية، واجه ريس-موج العديد من الانتقادات والجدل. كان موضع انتقادات بسبب آرائه حول مجموعة متنوعة من القضايا، بما في ذلك تغير المناخ وحقوق المثليين. كما تم انتقاده بسبب أسلوبه المتميز، والذي اعتبره البعض بعيدًا عن الواقع.
واجه ريس-موج أيضًا انتقادات بشأن مصالحه المالية. لديه ثروة كبيرة، وكان لديه استثمارات في عدد من الشركات. تعرض للانتقاد بسبب عدم إعلانه الكامل عن مصالحه المالية، وكذلك بسبب تعارض المصالح المحتمل.
التأثير والإرث
ترك جاكوب ريس-موج تأثيرًا كبيرًا على السياسة البريطانية. كان له دور فعال في حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأصبح صوتًا رائدًا في الجناح اليميني لحزب المحافظين. شغل مناصب وزارية مهمة، وكان له دور فعال في قيادة الحكومة خلال فترة صعبة. إن إرثه معقد، لكن لا شك في أنه سيُذكر كشخصية بارزة في السياسة البريطانية في القرن الحادي والعشرين.
التطلعات المستقبلية
لم يعلن ريس-موج بعد عن خططه للمستقبل. ومع ذلك، فمن المتوقع أن يستمر في لعب دور مهم في السياسة البريطانية. من المحتمل أن يبقى عضوًا مؤثرًا في البرلمان، وأن يواصل التعبير عن آرائه المحافظة. بغض النظر عن الخطوات التي سيتخذها، فإن تأثير ريس-موج على السياسة البريطانية سيكون له تأثير طويل الأمد.
خاتمة
جاكوب ريس-موج هو سياسي بريطاني بارز، اشتهر بآرائه المحافظة وشخصيته المميزة. لعب دورًا مهمًا في السياسة البريطانية لسنوات، وشغل مناصب وزارية مختلفة. على الرغم من الجدل الذي يحيط بآرائه، إلا أنه يظل شخصية مؤثرة في السياسة البريطانية، وستستمر مسيرته في التأثير على المشهد السياسي لسنوات قادمة. شخصيته الفريدة وأسلوبه المميز يجعله شخصية بارزة في المشهد السياسي البريطاني، حيث يثير النقاشات ويترك بصمة واضحة.
المراجع
- Parliament.uk – Jacob Rees-Mogg
- GOV.UK – Jacob Rees-Mogg
- Encyclopedia Britannica – Jacob Rees-Mogg
- BBC News – Jacob Rees-Mogg
“`