نشأته وتعليمه
ولد بايا سينا كاهانداغاماج في عام 1938 (تقريبيًا) في بلدة بادديغاما بمنطقة جالي. نشأ في بيئة ألهمته حب الأدب والشعر. بعد إكمال تعليمه الأساسي، التحق بمؤسسات تعليمية متقدمة ليصقل مهاراته اللغوية والأدبية. لم تتوفر معلومات مفصلة عن المراحل التعليمية التي مر بها، لكن من المؤكد أنه حصل على تعليم جيد ساهم في تكوين شخصيته الأدبية.
مسيرته المهنية
بدأ بايا سينا كاهانداغاماج حياته المهنية كمدرس، وهي مهنة نبيلة أتاحت له فرصة التأثير في جيل الشباب وغرس حب الأدب في نفوسهم. عمل في عدة مدارس في منطقة جالي وغيرها، وقام بتدريس اللغة السنهالية وآدابها. لم يقتصر دوره على التدريس التقليدي، بل كان يسعى دائمًا إلى إلهام طلابه وتشجيعهم على التفكير النقدي والإبداعي.
إسهاماته الأدبية
اشتهر بايا سينا كاهانداغاماج بإسهاماته الأدبية الغزيرة والمتنوعة، والتي شملت الروايات والقصائد والمسرحيات. تميزت أعماله بالواقعية والعمق الاجتماعي، حيث تناول قضايا مجتمعية هامة بأسلوب أدبي رفيع. من أبرز سمات كتاباته قدرته على تصوير الشخصيات والأحداث بطريقة حية ومؤثرة، مما يجعل القارئ يشعر وكأنه جزء من القصة.
- الروايات: تعتبر رواياته من أهم الأعمال الأدبية السنهالية في القرن العشرين. تتميز بتناولها قضايا الفقر والظلم الاجتماعي والصراع الطبقي. من أشهر رواياته:
- “Gamperaliya” (التغيير في القرية): وهي رواية تصور التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها القرى السريلانكية في القرن العشرين.
- “Yuganthaya” (نهاية العصر): وهي رواية تتناول الصراع بين الأجيال والتغيرات القيمية في المجتمع.
- “Kaliyugaya” (عصر الظلام): وهي رواية تصور الفساد والانحلال الأخلاقي في المجتمع.
- الشعر: تميز شعره بالجمال اللغوي والعمق الفكري. تناول في قصائده مواضيع مختلفة، مثل الحب والوطن والطبيعة والإنسانية. من أشهر قصائده:
- “Nil Katrolu” (الزهرة الزرقاء): وهي قصيدة تعبر عن الجمال والصفاء.
- “Rathriya” (الليل): وهي قصيدة تتناول الوحدة والتأمل.
- “Samudra” (البحر): وهي قصيدة تصور عظمة البحر وقوته.
- المسرحيات: كتب أيضًا عددًا من المسرحيات التي لاقت نجاحًا كبيرًا. تناولت مسرحياته قضايا اجتماعية وسياسية هامة، مثل الفقر والظلم والفساد. من أشهر مسرحياته:
- “Maname” (مانامي): وهي مسرحية تاريخية تتناول قصة حب مأساوية.
- “Sinhabahu” (سينهاباهو): وهي مسرحية تاريخية تتناول قصة تأسيس المملكة السنهالية.
- “Wessanthara” (ويسسانثارا): وهي مسرحية دينية تتناول قصة الأمير ويسسانثارا وتضحيته.
أسلوبه الأدبي
تميز أسلوب بايا سينا كاهانداغاماج الأدبي بالبساطة والوضوح والعمق. كان يستخدم لغة سهلة ومفهومة، لكنها في الوقت نفسه كانت لغة غنية بالصور الفنية والتعابير المجازية. كان يتميز بقدرته على تصوير الشخصيات والأحداث بطريقة حية ومؤثرة، مما يجعل القارئ يشعر وكأنه جزء من القصة. كما كان يتميز بقدرته على تناول القضايا الاجتماعية والسياسية الهامة بأسلوب نقدي وبناء.
تكريمه وجوائزه
حظي بايا سينا كاهانداغاماج بتقدير كبير من قبل النقاد والقراء على حد سواء. حصل على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لإسهاماته الأدبية القيمة. من أبرز الجوائز التي حصل عليها:
- جائزة الدولة للأدب عن روايته “Gamperaliya”.
- جائزة الدولة للشعر عن مجموعته الشعرية “Nil Katrolu”.
- جائزة الدولة للمسرح عن مسرحيته “Maname”.
تأثيره وإرثه
ترك بايا سينا كاهانداغاماج إرثًا أدبيًا غنيًا سيظل يلهم الأجيال القادمة. كان له تأثير كبير في الأدب السنهالي، حيث ساهم في تطوير الرواية والشعر والمسرح. كما كان له تأثير كبير في المجتمع السريلانكي، حيث ساهم في رفع الوعي بالقضايا الاجتماعية والسياسية الهامة. سيظل بايا سينا كاهانداغاماج رمزًا للإبداع والتميز في الأدب السنهالي.
وفاته
توفي بايا سينا كاهانداغاماج في 16 أغسطس 2003، عن عمر يناهز 65 عامًا. تركت وفاته فراغًا كبيرًا في المشهد الأدبي السريلانكي. لكن أعماله ستظل خالدة، وستظل تلهم الأجيال القادمة.
خاتمة
باياسينا كاهانداغاماج، قامة أدبية سريلانكية، ترك بصمة واضحة في الأدب السنهالي. من خلال رواياته وقصائده ومسرحياته، استطاع أن يعكس واقع المجتمع السريلانكي وأن يلامس قلوب القراء. سيظل اسمه محفورًا في ذاكرة الأدب السريلانكي كواحد من أبرز الروائيين والشعراء في القرن العشرين.