نشأته وبداياته
ولد روجر باركر في مدينة ويليامزبرغ بولاية كانساس الأمريكية. حصل على درجة البكالوريوس من جامعة كانساس عام 1926، ثم حصل على درجة الماجستير والدكتوراه في علم النفس من جامعة ستانفورد في عامي 1929 و 1934 على التوالي. بدأ اهتمامه المبكر في علم النفس في التأثيرات البيئية على السلوك الإنساني، وهو ما قاده إلى مساره المهني الذي تميز بالابتكار والريادة.
مساهماته في علم النفس البيئي
كانت مساهمات باركر في علم النفس البيئي جوهرية، حيث ركز على دراسة البيئات الطبيعية والاجتماعية التي يعيش فيها الأفراد. طور باركر وزملائه منهجية بحثية أطلقوا عليها اسم “علم بيئة السلوك” (Behavior Settings). هذه المنهجية ركزت على دراسة الأنماط المتكررة للسلوك في بيئات محددة، مثل الفصول الدراسية، والملاعب، والمتاجر. كان الهدف هو فهم كيفية تأثير هذه البيئات على سلوك الأفراد وتجاربهم.
“علم بيئة السلوك” يعتبر إسهامًا كبيرًا لباركر، حيث قدم إطارًا منهجيًا لدراسة العلاقة بين البيئة والسلوك. قام باركر وفريقه بتحديد وقياس الخصائص المختلفة للبيئات السلوكية، بما في ذلك عدد الأشخاص المشاركين، والأنشطة التي تحدث، والوقت الذي تقضيه في البيئة. أظهرت أبحاثهم أن البيئات المختلفة تفرض قيودًا وفرصًا مختلفة على السلوك، وأن فهم هذه البيئات أمر ضروري لفهم سلوك الإنسان.
أبحاثه ومنهجه
تميز منهج باركر بالتركيز على الملاحظة الميدانية والمشاركة في البيئات التي كان يدرسها. كان يهدف إلى فهم السلوك في سياقه الطبيعي، بدلاً من الاعتماد على الدراسات المختبرية المعزولة. استخدم باركر وزملاؤه مجموعة متنوعة من الأساليب البحثية، بما في ذلك الملاحظة المباشرة، والمقابلات، والاستبيانات، وتحليل الوثائق. سمحت لهم هذه الأساليب بجمع بيانات غنية ومتنوعة حول سلوك الأفراد والبيئات التي يعيشون فيها.
أحد أبرز مشاريع باركر البحثية كان دراسة مجتمع صغير في ولاية كانساس يسمى “يورويا”. قام باركر وفريقه بدراسة شاملة لهذا المجتمع على مدى سنوات عديدة، وجمعوا بيانات تفصيلية حول الأنشطة التي يشارك فيها السكان، والعلاقات الاجتماعية، والقيم الثقافية. أظهرت هذه الدراسة كيف تؤثر البيئات الاجتماعية والثقافية على سلوك الأفراد وتطورهم.
البيئة والسلوك: نظرة عامة
ركزت أعمال باركر على فكرة أن البيئة ليست مجرد خلفية للسلوك، بل هي عامل مؤثر نشط يشكل سلوك الأفراد وتجاربهم. جادل باركر بأن فهم البيئة أمر ضروري لفهم السلوك الإنساني، وأنه يجب علينا أن ندرس البيئات الطبيعية والاجتماعية التي يعيش فيها الأفراد من أجل فهم سلوكهم بشكل كامل.
قدم باركر مساهمات كبيرة في فهمنا للعلاقة بين البيئة والسلوك. أظهرت أبحاثه أن البيئات المختلفة تفرض قيودًا وفرصًا مختلفة على السلوك، وأن فهم هذه البيئات أمر ضروري لفهم سلوك الإنسان. يعتبر عمل باركر ذا أهمية خاصة في علم النفس البيئي، وعلم الاجتماع، والتصميم البيئي.
أهمية أعماله وتأثيرها
كان لعمل باركر تأثير كبير على تطور علم النفس البيئي. ألهمت أبحاثه العديد من الباحثين الآخرين في هذا المجال، وساهمت في تشكيل فهمنا للعلاقة بين البيئة والسلوك. لا تزال رؤاه ونظرياته ذات صلة حتى يومنا هذا، ويتم تدريسها في الجامعات في جميع أنحاء العالم.
أحد أهم إسهامات باركر كان تأكيده على أهمية البيئة في فهم السلوك. جادل بأن البيئة ليست مجرد خلفية للسلوك، بل هي عامل مؤثر نشط يشكل سلوك الأفراد وتجاربهم. كان لنهجه هذا تأثير كبير على علم النفس، وعلم الاجتماع، والتصميم البيئي، والعديد من المجالات الأخرى.
علم بيئة السلوك: تفصيل إضافي
تعتبر منهجية “علم بيئة السلوك” التي طورها باركر من أبرز إسهاماته. ركزت هذه المنهجية على دراسة الأنماط المتكررة للسلوك في بيئات محددة، مثل الفصول الدراسية، والملاعب، والمتاجر. كان الهدف هو فهم كيفية تأثير هذه البيئات على سلوك الأفراد وتجاربهم. قام باركر وفريقه بتحديد وقياس الخصائص المختلفة للبيئات السلوكية، بما في ذلك عدد الأشخاص المشاركين، والأنشطة التي تحدث، والوقت الذي يقضيه في البيئة. أظهرت أبحاثهم أن البيئات المختلفة تفرض قيودًا وفرصًا مختلفة على السلوك، وأن فهم هذه البيئات أمر ضروري لفهم سلوك الإنسان.
ركز باركر على مفهوم “وحدات السلوك” (behavior settings)، وهي أنماط سلوكية متكررة تحدث في بيئات محددة. على سبيل المثال، يمكن اعتبار الفصل الدراسي وحدة سلوك، حيث يشارك الطلاب والمعلمون في أنشطة محددة، مثل المحاضرات، والمناقشات، والامتحانات. من خلال تحليل وحدات السلوك، تمكن باركر من فهم كيفية تأثير البيئة على سلوك الأفراد وتجاربهم.
أثر البيئة على التنمية
أكدت أبحاث باركر على أهمية البيئة في التنمية البشرية. أظهرت دراساته أن البيئات المختلفة تقدم فرصًا مختلفة للأفراد للتفاعل مع الآخرين، وتطوير مهاراتهم، واكتشاف اهتماماتهم. على سبيل المثال، قد توفر بيئة مدرسية غنية بالفرص التعليمية والتفاعلية للأطفال فرصة أفضل لتطوير مهاراتهم المعرفية والاجتماعية. في المقابل، قد تحد البيئات الفقيرة بالفرص من التنمية البشرية.
أشار باركر إلى أن البيئة لا تؤثر فقط على السلوك الفردي، بل تؤثر أيضًا على تطور المجتمع ككل. فمن خلال فهم كيفية تأثير البيئات المختلفة على سلوك الأفراد، يمكننا تصميم بيئات أفضل تعزز التنمية البشرية والرفاهية الاجتماعية. ويمكن أن يشمل ذلك تصميم المدارس والمستشفيات والمساحات العامة التي تدعم الصحة النفسية والاجتماعية للأفراد.
نقد أعمال باركر
على الرغم من أهمية أعمال باركر، فقد تعرضت بعض الانتقادات. أحد هذه الانتقادات هو أن منهجه قد يكون معقدًا ويستغرق وقتًا طويلاً لتطبيقه. بالإضافة إلى ذلك، يرى بعض النقاد أن تركيز باركر على البيئات الطبيعية قد أهمل بعض العوامل الأخرى التي تؤثر على السلوك، مثل العوامل النفسية والاجتماعية الفردية.
ومع ذلك، لا يزال عمل باركر يحظى بتقدير كبير، ويعتبر إسهامًا مهمًا في فهمنا للعلاقة بين البيئة والسلوك. أثرت رؤاه على العديد من الباحثين والممارسين في علم النفس البيئي، وعلم الاجتماع، والتصميم البيئي، وغيرها من المجالات. على الرغم من الانتقادات، فإن مساهمات باركر في فهمنا للعلاقة بين البيئة والسلوك لا يمكن إنكارها.
إرث روجر باركر
ترك روجر باركر إرثًا دائمًا في علم النفس وعلم الاجتماع. ساهمت أبحاثه في تشكيل فهمنا للعلاقة بين البيئة والسلوك، وألهمت العديد من الباحثين الآخرين في هذا المجال. لا تزال رؤاه ونظرياته ذات صلة حتى يومنا هذا، ويتم تدريسها في الجامعات في جميع أنحاء العالم.
كان باركر رائدًا في علم النفس البيئي، وأسهمت أعماله في وضع الأسس لهذا المجال. لقد أظهرت أبحاثه أن البيئة ليست مجرد خلفية للسلوك، بل هي عامل مؤثر نشط يشكل سلوك الأفراد وتجاربهم. لقد قدم باركر إطارًا منهجيًا لدراسة العلاقة بين البيئة والسلوك، وأكد على أهمية دراسة البيئات الطبيعية والاجتماعية التي يعيش فيها الأفراد.
خاتمة
كان روجر باركر شخصية بارزة في علم النفس البيئي وعلم الاجتماع. من خلال منهجه المبتكر في دراسة البيئات والسلوك، قدم باركر مساهمات كبيرة في فهمنا للعلاقة بين البيئة وسلوك الإنسان. تركت أبحاثه بصمة دائمة في هذا المجال، ولا تزال رؤاه ونظرياته ذات صلة حتى يومنا هذا، مما يجعل إرثه يمتد على نطاق واسع ويؤثر في مجالات متعددة.