<![CDATA[
مقدمة
جون دروموند، إيرل ملفورت الأول، والذي لُقب بدوق ملفورت في النبالة اليعقوبية (8 أغسطس 1650 – 25 يناير 1715)، كان نبيلًا اسكتلنديًا وسياسيًا بارزًا في فترة مضطربة من التاريخ البريطاني. اشتهر بدعمه القوي لآل ستيوارت، ولا سيما الملك جيمس السابع ملك اسكتلندا والثاني ملك إنجلترا، مما جعله شخصية محورية في الحركة اليعقوبية التي سعت لاستعادة العرش لآل ستيوارت بعد الثورة المجيدة عام 1688.
نشأته وحياته المبكرة
ولد جون دروموند في 8 أغسطس 1650، وهو الابن الثاني لجيمس دروموند، إيرل بيرث الثالث. كانت عائلته من النبلاء الاسكتلنديين البارزين، ولعبت دورًا هامًا في السياسة الاسكتلندية لعدة قرون. تلقى جون تعليمه في بيئة أرستقراطية، مما أكسبه فهمًا عميقًا للسياسة والشؤون الحكومية. في شبابه، أظهر ولاءً قويًا للملكية، وهو الولاء الذي سيحدد مسيرته المهنية لاحقًا.
دوره في عهد جيمس السابع
صعد جون دروموند إلى الصدارة في عهد الملك جيمس السابع ملك اسكتلندا والثاني ملك إنجلترا. تم تعيينه في مناصب حكومية هامة، مما جعله شخصية مؤثرة في إدارة المملكة. كان دروموند من المؤيدين المتحمسين لسياسات الملك جيمس، بما في ذلك جهوده لمنح المزيد من الحقوق الكاثوليك. أدت هذه السياسات إلى معارضة واسعة النطاق في إنجلترا واسكتلندا، حيث كان ينظر إليها على أنها تهديد للهيمنة البروتستانتية.
شغل دروموند منصب وزير الخارجية لاسكتلندا، وهو منصب منحه سلطة كبيرة في الشؤون الاسكتلندية. استخدم نفوذه لتعزيز مصالح الملك جيمس ودعم جهوده لتعزيز الكاثوليكية. ومع ذلك، أثارت أفعاله استياء العديد من البروتستانت الاسكتلنديين، الذين رأوا فيه تهديدًا لدينهم وحرياتهم.
في عام 1686، تم تكريم جون دروموند بلقب إيرل ملفورت، وهو اعتراف بخدماته للملك جيمس. عزز هذا اللقب مكانته في النبالة الاسكتلندية وجعله شخصية أكثر نفوذاً في السياسة الاسكتلندية.
الثورة المجيدة واليعقوبية
في عام 1688، أدت الثورة المجيدة إلى خلع الملك جيمس السابع ملك اسكتلندا والثاني ملك إنجلترا من العرش. استبدل البرلمان الملك جيمس بابنته ماري وزوجها ويليام أوف أورانج، اللذين حكما معًا كملكة وملكة إنجلترا واسكتلندا وأيرلندا. مثلت الثورة المجيدة نقطة تحول حاسمة في التاريخ البريطاني، حيث أسست السيادة البرلمانية وحدت من سلطة الملكية.
رفض جون دروموند الاعتراف بالنظام الجديد واستمر في دعم الملك جيمس. أصبح شخصية بارزة في الحركة اليعقوبية، التي سعت لاستعادة العرش لآل ستيوارت. اليعقوبية هي حركة سياسية نشأت في بريطانيا العظمى وأيرلندا في القرن السابع عشر، تهدف إلى إعادة الملك جيمس الثاني ملك إنجلترا وأبنائه إلى العرش بعد خلعه في الثورة المجيدة عام 1688. أخذت الحركة اسمها من الاسم اللاتيني لجيمس (Jacobus).
بعد الثورة، تبع جون دروموند الملك جيمس إلى المنفى في فرنسا. خدم دروموند كسكرتير دولة للملك جيمس في المنفى ولعب دورًا رئيسيًا في التخطيط للغزوات اليعقوبية لاستعادة العرش. كان متورطًا في مؤامرات مختلفة وشارك في تنظيم القوات اليعقوبية.
تم تجريد جون دروموند من ألقابه وممتلكاته من قبل الحكومة البريطانية بسبب ولائه للملك جيمس. ومع ذلك، استمر في دعم القضية اليعقوبية وقضى بقية حياته في المنفى.
حياته في المنفى
قضى جون دروموند سنواته الأخيرة في المنفى في فرنسا، حيث استمر في خدمة الملك جيمس في المنفى. عاش في فقر نسبي، لكنه ظل ملتزمًا بالقضية اليعقوبية. لعب دورًا في التخطيط للغزوات اليعقوبية المختلفة، لكن أيا منها لم ينجح.
في المنفى، حصل جون دروموند على لقب دوق ملفورت في النبالة اليعقوبية. كان هذا اللقب بمثابة اعتراف بخدماته للقضية اليعقوبية، لكنه لم يحمل أي سلطة قانونية في بريطانيا العظمى.
وفاته وإرثه
توفي جون دروموند في 25 يناير 1715 في فرنسا. كان شخصية مثيرة للجدل طوال حياته، ولا يزال إرثه موضوع نقاش بين المؤرخين. يراه البعض على أنه خائن لدينه ووطنه، بينما يراه آخرون على أنه رجل مبدأ ظل مخلصًا لمعتقداته حتى في مواجهة الشدائد.
بغض النظر عن وجهة النظر، لا يمكن إنكار أن جون دروموند كان شخصية هامة في التاريخ البريطاني. لعب دورًا رئيسيًا في السياسة الاسكتلندية في عهد الملك جيمس السابع، وكان شخصية بارزة في الحركة اليعقوبية. يظل إرثه بمثابة تذكير بالفترة المضطربة في التاريخ البريطاني والصراعات التي شكلت الأمة.
إنجازاته
- وزير الخارجية لاسكتلندا: شغله هذا المنصب الهام في عهد الملك جيمس السابع، مما منحه سلطة كبيرة في الشؤون الاسكتلندية.
- إيرل ملفورت: حصل على هذا اللقب النبيل عام 1686 تكريماً لخدماته للملك جيمس.
- دوق ملفورت (في النبالة اليعقوبية): حصل على هذا اللقب في المنفى، تقديراً لولائه للقضية اليعقوبية.
- شخصية بارزة في الحركة اليعقوبية: لعب دوراً محورياً في محاولات استعادة آل ستيوارت للعرش.
تحدياته
- فقدان منصبه وممتلكاته: جُرّد من ألقابه وممتلكاته بسبب دعمه للملك جيمس بعد الثورة المجيدة.
- المنفى: قضى سنواته الأخيرة في المنفى في فرنسا، بعيداً عن وطنه وعائلته.
- الفشل في استعادة آل ستيوارت: لم تنجح أي من المؤامرات والغزوات اليعقوبية التي شارك فيها.
- الجدل حول إرثه: يراه البعض خائناً، بينما يراه آخرون رجلاً مخلصاً لمبادئه.
أقوال مأثورة
على الرغم من عدم وجود أقوال مأثورة مشهورة ومنسوبة بشكل قاطع إلى جون دروموند، إلا أن مواقفه وأفعاله تعكس فلسفة سياسية واضحة: الولاء المطلق للملكية، والإيمان الراسخ بالحق الإلهي للملوك، والاستعداد للتضحية بكل شيء من أجل القضية التي يؤمن بها.
خاتمة
كان جون دروموند، إيرل ملفورت الأول، شخصية معقدة ومثيرة للجدل في التاريخ البريطاني. كان نبيلًا اسكتلنديًا وسياسيًا بارزًا لعب دورًا رئيسيًا في عهد الملك جيمس السابع. بعد الثورة المجيدة، أصبح شخصية بارزة في الحركة اليعقوبية، وكرس حياته لاستعادة العرش لآل ستيوارت. على الرغم من أنه لم ينجح في تحقيق هذا الهدف، إلا أنه ترك بصمة دائمة على التاريخ البريطاني. سيظل إرثه موضوع نقاش بين المؤرخين لعقود قادمة، حيث يراه البعض خائنًا بينما يراه آخرون رجل مبدأ.