مقدمة
نيلس غوستاف إكهولم (9 أكتوبر 1848 – 5 أبريل 1923) كان عالم أرصاد جوية سويديًا رائدًا، اشتهر بمساهماته الهامة في فهمنا لظواهر الغلاف الجوي وعمله الرائد في استكشاف القطب الشمالي. قاد إكهولم بعثة جيوفيزيائية سويدية إلى سفالبارد، حيث أجرى دراسات مكثفة حول المغناطيسية الأرضية والشفق القطبي. لعب دورًا حاسمًا في تطوير علم الأرصاد الجوية في السويد وكان له تأثير كبير على الجيل القادم من العلماء.
حياته المبكرة وتعليمه
ولد نيلس غوستاف إكهولم في سودرهام، السويد، في عام 1848. أظهر اهتمامًا مبكرًا بالعلوم الطبيعية، ودرس الرياضيات والفيزياء في جامعة أوبسالا. حصل على درجة الدكتوراه في عام 1876، وسرعان ما بدأ مسيرته المهنية في الأرصاد الجوية.
بعثة سفالبارد
في عام 1882، قاد إكهولم بعثة سويدية جيوفيزيائية إلى سفالبارد، وهي مجموعة جزر تقع في المحيط المتجمد الشمالي. كانت هذه البعثة جزءًا من السنة القطبية الدولية الأولى، وهي جهد دولي منسق لدراسة مناطق القطب الشمالي والقطب الجنوبي. أمضى إكهولم وفريقه عامًا كاملاً في سفالبارد، حيث أجروا قياسات تفصيلية للمغناطيسية الأرضية والشفق القطبي والطقس. كانت نتائج هذه القياسات ذات قيمة كبيرة للعلماء في جميع أنحاء العالم، وساعدت في تعزيز فهمنا للعمليات الفيزيائية التي تحدث في الغلاف الجوي للأرض.
- المغناطيسية الأرضية: قام إكهولم وفريقه بقياس المجال المغناطيسي للأرض في مواقع مختلفة في سفالبارد. ساعدت هذه القياسات العلماء على فهم كيفية تغير المجال المغناطيسي بمرور الوقت وكيف يتفاعل مع الجسيمات المشحونة القادمة من الشمس.
- الشفق القطبي: درس إكهولم وفريقه الشفق القطبي، وهو عرض ضوئي طبيعي يظهر في سماء الليل في المناطق القطبية. اكتشفوا أن الشفق القطبي مرتبط بالنشاط الشمسي وأن الجسيمات المشحونة القادمة من الشمس تتسبب في تأين الغلاف الجوي للأرض، مما يؤدي إلى ظهور الشفق القطبي.
- الطقس: سجل إكهولم وفريقه بيانات الطقس في سفالبارد. ساعدت هذه البيانات العلماء على فهم كيفية تغير الطقس في القطب الشمالي وكيف يؤثر على بقية العالم.
مساهماته في علم الأرصاد الجوية
بعد عودته من سفالبارد، واصل إكهولم مسيرته المهنية في الأرصاد الجوية. عمل في المعهد المركزي للأرصاد الجوية في السويد، حيث أصبح فيما بعد مديرًا. نشر العديد من المقالات العلمية حول مجموعة متنوعة من الموضوعات المتعلقة بالأرصاد الجوية، بما في ذلك الديناميكا الحرارية للغلاف الجوي، وتكوين السحب، وهطول الأمطار. كان إكهولم مدافعًا قويًا عن استخدام الأساليب العلمية في التنبؤ بالطقس، ولعب دورًا حاسمًا في تطوير خدمات الأرصاد الجوية في السويد.
كان إكهولم أيضًا من أوائل العلماء الذين أدركوا أهمية تأثير الاحتباس الحراري. في عام 1895، نشر مقالًا بعنوان “حول تأثير ثاني أكسيد الكربون في الهواء على درجة حرارة الأرض”، حيث جادل بأن حرق الوقود الأحفوري قد يؤدي إلى زيادة في درجة حرارة الأرض. كانت هذه واحدة من أولى الدراسات العلمية التي تناولت قضية تغير المناخ، وأظهرت أن إكهولم كان يتمتع ببصيرة كبيرة.
بالإضافة إلى عمله العلمي، كان إكهولم أيضًا معلمًا موهوبًا. قام بتدريس علم الأرصاد الجوية في جامعة ستوكهولم، وألهم العديد من الطلاب لمتابعة مهن في هذا المجال. كان له تأثير كبير على الجيل القادم من علماء الأرصاد الجوية في السويد.
تأثيره وإرثه
ترك نيلس غوستاف إكهولم إرثًا دائمًا في مجال الأرصاد الجوية. ساهمت أبحاثه الرائدة في فهمنا لظواهر الغلاف الجوي، وعمله في استكشاف القطب الشمالي ساعد في تعزيز المعرفة العلمية حول هذه المنطقة المهمة من العالم. كان إكهولم أيضًا مدافعًا قويًا عن استخدام الأساليب العلمية في التنبؤ بالطقس، ولعب دورًا حاسمًا في تطوير خدمات الأرصاد الجوية في السويد. لا يزال عمله يلهم العلماء والباحثين حتى اليوم.
أفكار حول التحكم في الطقس
في عام 1903، نشر إكهولم ورقة بحثية اقترح فيها استخدام انفجارات ضخمة لإطلاق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون (CO2) في الغلاف الجوي. كان الهدف من ذلك هو تسخين الغلاف الجوي وتقليل تكرار درجات الحرارة الباردة خلال العصر الجليدي الصغير. اقترح إكهولم حرق الفحم في مناطق مختلفة من العالم لتحقيق هذا الهدف. هذه الفكرة تعتبر سابقة لأعمال لاحقة حول هندسة المناخ.
يجدر بالذكر أن هذه الفكرة ظهرت في وقت مبكر جدًا من فهمنا لآثار ثاني أكسيد الكربون على المناخ. اليوم، نعلم أن إطلاق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي يمكن أن يؤدي إلى تغير المناخ وتأثيرات سلبية أخرى. ومع ذلك، فإن اقتراح إكهولم يُظهر أن العلماء كانوا يفكرون في إمكانية التحكم في الطقس والمناخ منذ فترة طويلة.
الجوائز والتكريمات
- عضو في الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم
- وسام فارس من وسام النجمة القطبية
- دكتوراه فخرية من جامعة أوبسالا
خاتمة
كان نيلس غوستاف إكهولم عالم أرصاد جوية سويديًا بارزًا، قدم مساهمات كبيرة في فهمنا للغلاف الجوي وعلم المناخ. قاد بعثة إلى سفالبارد، حيث أجرى دراسات مهمة حول المغناطيسية الأرضية والشفق القطبي والطقس. كان إكهولم أيضًا من أوائل العلماء الذين أدركوا أهمية تأثير الاحتباس الحراري. ترك إرثًا دائمًا في مجال الأرصاد الجوية، ولا يزال عمله يلهم العلماء والباحثين حتى اليوم.