<![CDATA[
التصميم والتطوير
بدأ تطوير فئة أمريكا في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، مدفوعًا بالحاجة إلى سفن هجومية برمائية أكثر قدرة على دعم مجموعة واسعة من الطائرات، بما في ذلك طائرات الجيل الخامس المقاتلة من طراز إف-35 بي (F-35B Lightning II). تم التركيز بشكل خاص على زيادة القدرة الاستيعابية للطائرات، ومساحة سطح الطيران، وإمكانيات صيانة الطائرات.
الاختلافات الرئيسية عن فئة تاراوا:
- زيادة مساحة سطح الطيران: تم تصميم سفن فئة أمريكا بزيادة كبيرة في مساحة سطح الطيران مقارنة بسفن فئة تاراوا، مما يسمح لها باستيعاب عدد أكبر من الطائرات وتشغيلها بكفاءة أكبر.
- زيادة سعة وقود الطائرات: تم زيادة سعة وقود الطائرات لتلبية احتياجات العمليات الجوية المكثفة.
- مساحات صيانة أكبر: تم توفير مساحات صيانة أكبر للطائرات لضمان قدرة السفينة على دعم عمليات الطيران لفترات طويلة.
- تقليل مساحة حوض الإنزال: في النسخ الأولى من فئة أمريكا (مثل سفينة يو إس إس أمريكا LHA-6)، تم إلغاء حوض الإنزال التقليدي الموجود في سفن الهجوم البرمائي الأخرى. تم اتخاذ هذا القرار لتوفير مساحة إضافية للطائرات ومرافق الصيانة. ومع ذلك، أثار هذا القرار جدلاً، وتم إعادة تصميم السفن اللاحقة من الفئة (بدءًا من سفينة يو إس إس بوغانفيل LHA-8) لتضمين حوض إنزال جزئي.
المواصفات الفنية
تتميز سفن فئة أمريكا بالمواصفات الفنية التالية:
- الإزاحة: حوالي 45,000 طن (حمولة كاملة).
- الطول: حوالي 257 مترًا (844 قدمًا).
- العرض: حوالي 32 مترًا (106 أقدام).
- الدفع: نظام دفع توربيني غازي يوفر قوة دفع عالية.
- السرعة: أكثر من 20 عقدة (37 كيلومترًا في الساعة).
- الطاقم: حوالي 1,000 بحار وضابط، بالإضافة إلى حوالي 1,700 من مشاة البحرية.
القدرات
تمتلك سفن فئة أمريكا مجموعة واسعة من القدرات، بما في ذلك:
- عمليات الطيران: القدرة على دعم مجموعة واسعة من الطائرات، بما في ذلك طائرات إف-35 بي المقاتلة، ومروحيات النقل الثقيل سي إتش-53 سوبر ستاليون (CH-53 Super Stallion)، ومروحيات الهجوم إيه إتش-1 زد فايبر (AH-1Z Viper)، ومروحيات النقل يو إتش-1 واي فينوم (UH-1Y Venom)، وطائراتMV-22 أوسبري (MV-22 Osprey) ذات القدرة على الإقلاع والهبوط العمودي.
- عمليات الإنزال البرمائي: القدرة على نقل وإنزال قوات مشاة البحرية والمعدات إلى الشاطئ باستخدام مجموعة متنوعة من المركبات البرمائية، بما في ذلك مركبات الإنزال الهجومية البرمائية (AAVs) (في السفن التي تحتوي على حوض إنزال).
- القيادة والسيطرة: القدرة على العمل كمنصة قيادة وسيطرة متقدمة للعمليات البرمائية.
- الدفاع الذاتي: مجهزة بأنظمة دفاعية مختلفة، بما في ذلك صواريخ RIM-116 Rolling Airframe Missile (RAM) للدفاع الجوي القريب، وأنظمة مدافع فالانكس (Phalanx CIWS) المضادة للصواريخ، بالإضافة إلى أنظمة حرب إلكترونية.
- الدعم الطبي: توفير مرافق طبية متكاملة لدعم العمليات القتالية والإغاثة الإنسانية.
السفن في الفئة
تشمل السفن في فئة أمريكا ما يلي:
- يو إس إس أمريكا (LHA-6): السفينة الرائدة في الفئة، دخلت الخدمة في عام 2014.
- يو إس إس طرابلس (LHA-7): دخلت الخدمة في عام 2020.
- يو إس إس بوغانفيل (LHA-8): أول سفينة في الفئة تعيد دمج حوض الإنزال، دخلت الخدمة في 2023.
- يو إس إس فالوود (LHA-9): قيد الإنشاء.
- يو إس إس بويسي (LHA-10): قيد الإنشاء.
الأهمية الاستراتيجية
تلعب سفن فئة أمريكا دورًا حيويًا في استراتيجية الانتشار الأمامي للبحرية الأمريكية وقوات مشاة البحرية. توفر هذه السفن منصة متعددة الاستخدامات يمكن استخدامها في مجموعة واسعة من المهام، بما في ذلك:
- الاستجابة للأزمات: توفير قوة استجابة سريعة للأزمات الإنسانية والكوارث الطبيعية.
- العمليات القتالية: دعم العمليات القتالية البرمائية والجوية.
- حماية المصالح الأمريكية: حماية المصالح الأمريكية في جميع أنحاء العالم.
- الردع: ردع الخصوم المحتملين من خلال إظهار القوة البحرية الأمريكية.
تعتبر سفن فئة أمريكا إضافة قيمة إلى القدرات البحرية الأمريكية، مما يعزز قدرة الولايات المتحدة على الاستجابة للتحديات الأمنية في جميع أنحاء العالم. إن قدراتها المحسنة في مجال الطيران وقدرتها على العمل كمنصات قيادة وسيطرة متقدمة تجعلها أصولًا لا تقدر بثمن في البيئات العملياتية المعاصرة.
التحديات والانتقادات
على الرغم من قدراتها المتقدمة، واجهت فئة أمريكا بعض التحديات والانتقادات، بما في ذلك:
- إلغاء حوض الإنزال (في السفن الأولى): أثار قرار إلغاء حوض الإنزال في النسخ الأولى من الفئة جدلاً، حيث اعتبره البعض تقويضًا للقدرات البرمائية التقليدية. أدى هذا الانتقاد إلى إعادة تصميم السفن اللاحقة لتضمين حوض إنزال جزئي.
- التكاليف: تعتبر سفن فئة أمريكا من السفن باهظة الثمن، مما أثار تساؤلات حول القدرة على تحمل تكاليف بناء وصيانة عدد كبير منها.
- الاعتماد على الطائرات: يعتمد تصميم الفئة بشكل كبير على القدرات الجوية، مما قد يجعلها عرضة للخطر في حالة ضعف الدعم الجوي أو مواجهة تهديدات جوية متطورة.
مستقبل الفئة
من المتوقع أن تستمر سفن فئة أمريكا في لعب دور مهم في البحرية الأمريكية لعقود قادمة. ومع ذلك، قد تخضع الفئة لبعض التعديلات والتحديثات في المستقبل لتلبية المتطلبات العملياتية المتغيرة. قد تشمل هذه التحديثات:
- دمج تقنيات جديدة: دمج تقنيات جديدة في مجالات مثل الحرب الإلكترونية، والدفاع الصاروخي، والأنظمة غير المأهولة.
- تحسين القدرات البرمائية: تحسين القدرات البرمائية من خلال تطوير مركبات إنزال برمائية جديدة وأكثر قدرة.
- زيادة المرونة: زيادة المرونة من خلال تصميم السفن لتكون قادرة على دعم مجموعة واسعة من المهام، بما في ذلك العمليات الخاصة والإغاثة الإنسانية.
خاتمة
تعد فئة أمريكا لسفن الهجوم البرمائي تطورًا هامًا في القدرات البحرية الأمريكية. تجمع هذه الفئة بين القدرات الجوية والبرمائية، مما يوفر منصة متعددة الاستخدامات يمكن استخدامها في مجموعة واسعة من المهام. على الرغم من بعض التحديات والانتقادات، من المتوقع أن تستمر هذه السفن في لعب دور حيوي في استراتيجية الانتشار الأمامي للبحرية الأمريكية لعقود قادمة.