خلفية تاريخية
قبل عام 1885، كان نظام الاقتراع في المملكة المتحدة مقيدًا للغاية. كان يحق للذكور البالغين الذين يمتلكون ممتلكات معينة أو يدفعون ضرائب معينة التصويت. كان هذا يعني أن غالبية السكان، بمن فيهم النساء والعمال والشباب، كانوا محرومين من حق التصويت. كان نظام الانتخابات أيضًا معقدًا وغير عادل، مع وجود عدد كبير من الدوائر الانتخابية التي كانت تختلف بشكل كبير في عدد السكان. وقد أدى هذا إلى تشويه التمثيل، حيث كان بإمكان عدد قليل من الناخبين في بعض الدوائر الانتخابية أن يكون لهم تأثير أكبر من عدد كبير من الناخبين في دوائر انتخابية أخرى.
بدأت المطالبة بالإصلاح الانتخابي في الظهور في القرن التاسع عشر، مع ظهور حركات مثل حركة الميثاقية التي طالبت بحقوق تصويت أوسع. ومع ذلك، لم يتم إحراز تقدم كبير حتى عام 1867، عندما أقر البرلمان قانون الإصلاح الذي وسع حق التصويت ليشمل عددًا أكبر من الرجال العاملين في المدن. ومع ذلك، ظل الريفيون محرومين إلى حد كبير من حق التصويت، واستمرت النساء في عدم القدرة على التصويت.
قانون إعادة توزيع المقاعد لعام 1885
كان قانون إعادة توزيع المقاعد لعام 1885 علامة فارقة في تاريخ الانتخابات البريطانية. قام هذا القانون بإعادة توزيع المقاعد البرلمانية لضمان تمثيل أكثر عدالة للسكان. قضى القانون على العديد من الدوائر الانتخابية الصغيرة، وأنشأ دوائر انتخابية جديدة لتشمل المناطق الصناعية التي نمت بسرعة. وقد أدى هذا إلى زيادة كبيرة في عدد المقاعد المتنافس عليها، مما أدى إلى زيادة اهتمام الأحزاب السياسية بالوصول إلى الناخبين الجدد. كان لهذا القانون تأثير كبير على التمثيل السياسي.
التوسع التدريجي في حق الاقتراع
بعد عام 1885، استمرت عملية توسيع حق التصويت بوتيرة أبطأ. في عام 1884، أقر البرلمان قانونًا آخر للإصلاح وسع حق التصويت ليشمل المزيد من الرجال العاملين في المناطق الريفية. ومع ذلك، ظلت النساء محرومات من حق التصويت. في أوائل القرن العشرين، بدأت حركة المطالبة بحق المرأة في التصويت في النمو، مع قيام الناشطات بحملات وحملات احتجاجية مختلفة.
شهدت بداية القرن العشرين ظهور حركات نسائية قوية تطالب بحق التصويت، مثل حركة “السافرجست”. استخدمن هذه الحركات أساليب مختلفة، بما في ذلك الاحتجاجات السلمية، والمسيرات، وحتى أعمال التخريب، لإبراز مطالبهن.
الحرب العالمية الأولى وتأثيرها على الاقتراع
أدت الحرب العالمية الأولى إلى تسريع عملية توسيع حق التصويت. مع اندلاع الحرب، كان على النساء تولي أدوار الرجال الذين ذهبوا للقتال في الخارج. أثبتت النساء أنهن قادرات على القيام بمجموعة واسعة من الوظائف، مما أدى إلى زيادة الدعم لمنحهن حق التصويت. في عام 1918، أقر البرلمان قانون تمثيل الشعب، الذي منح حق التصويت لجميع الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 21 عامًا، وبعض النساء اللواتي تزيد أعمارهن عن 30 عامًا.
كان لقانون تمثيل الشعب لعام 1918 تأثير كبير على السياسة البريطانية. فقد ضاعف عدد الناخبين المؤهلين، مما أدى إلى تغيير كبير في التركيبة السكانية للناخبين. أصبح العمال والنساء يتمتعون بقوة تصويتية أكبر، مما أدى إلى تحول في سياسات الأحزاب السياسية. أدى القانون أيضًا إلى تغيير الطريقة التي تم بها خوض الحملات الانتخابية، حيث بدأت الأحزاب السياسية في استهداف مجموعات جديدة من الناخبين.
تأثير التوسع في حق التصويت
كان لتوسيع حق التصويت في الفترة من 1885 إلى 1918 تأثير كبير على السياسة البريطانية. فقد أدى إلى زيادة التمثيل الديمقراطي، حيث تم تمثيل عدد أكبر من السكان في البرلمان. كما أدى إلى تحول في سياسات الأحزاب السياسية، حيث بدأت الأحزاب السياسية في الاستجابة لمطالب الناخبين الجدد. بالإضافة إلى ذلك، أدى التوسع في حق التصويت إلى تغيير الطريقة التي تم بها خوض الحملات الانتخابية، حيث بدأت الأحزاب السياسية في استخدام تقنيات جديدة للوصول إلى الناخبين.
وبشكل عام، كان توسيع حق التصويت في المملكة المتحدة في الفترة من 1885 إلى 1918 بمثابة تحول مهم في تاريخ الديمقراطية البريطانية. لقد وسع نطاق المشاركة السياسية، وغير الطريقة التي تم بها ممارسة السياسة.
التغيرات في التركيبة السكانية للناخبين
شهدت التركيبة السكانية للناخبين تغييرات كبيرة خلال هذه الفترة. قبل عام 1885، كان الناخبون في الغالب من الذكور الأثرياء الذين يمتلكون ممتلكات. ومع ذلك، مع توسع حق التصويت، انضم إلى الناخبين أعداد كبيرة من الرجال العاملين والنساء. أدى هذا إلى تحول كبير في التركيبة السكانية للناخبين، مما أدى إلى تغيير في أولويات الناخبين.
تأثير التوسع على الأحزاب السياسية
أدى توسيع حق التصويت إلى تغييرات كبيرة في الأحزاب السياسية. أدركت الأحزاب السياسية أنه يتعين عليها جذب ناخبين جدد من أجل الفوز بالانتخابات. أدت الأحزاب السياسية إلى تبني سياسات جديدة تهدف إلى جذب العمال والنساء. بدأت الأحزاب السياسية أيضًا في استخدام تقنيات جديدة للوصول إلى الناخبين، مثل الحملات الانتخابية الجماعية ووسائل الإعلام.
التغيرات في قوانين الانتخابات
شهدت قوانين الانتخابات أيضًا تغييرات كبيرة خلال هذه الفترة. في عام 1872، تم إدخال التصويت السري، مما جعل من الصعب على الناخبين أن يتعرضوا للتهديد أو الإكراه للتصويت بطريقة معينة. في عام 1883، تم تمرير قانون الممارسات الانتخابية، الذي يهدف إلى الحد من الفساد في الانتخابات. تم إدخال تغييرات على الدوائر الانتخابية لضمان تمثيل أكثر عدالة للسكان. كل هذه التغييرات ساهمت في جعل الانتخابات أكثر عدالة وشفافية.
التحديات والقيود
على الرغم من التوسع الكبير في حق التصويت، إلا أن هناك تحديات وقيودًا ظلت قائمة. ظلت النساء، على الرغم من حصولهن على بعض حقوق التصويت في عام 1918، محرومات بشكل كامل من حق التصويت على قدم المساواة مع الرجال حتى عام 1928. كما أن بعض الفئات الأخرى من السكان، مثل أولئك الذين يعيشون في المؤسسات أو المدانين في جرائم خطيرة، ظلوا محرومين من حق التصويت. استمرت عمليات الاحتيال الانتخابي والتلاعب حتى مع إدخال تدابير جديدة.
خاتمة
شهدت الفترة من 1885 إلى 1918 تحولًا جذريًا في نظام الاقتراع في المملكة المتحدة، مع توسع كبير في عدد الناخبين المؤهلين. أثرت هذه التغييرات على تركيبة الناخبين، وتوجهات الأحزاب السياسية، وقوانين الانتخابات. كان لتوسيع حق التصويت تأثير كبير على السياسة البريطانية، مما أدى إلى زيادة التمثيل الديمقراطي وتغيير الطريقة التي تم بها ممارسة السياسة. على الرغم من التحديات والقيود التي ظلت قائمة، إلا أن هذه الفترة مثلت خطوة مهمة نحو ديمقراطية أكثر شمولاً في المملكة المتحدة.
المراجع
“`