<![CDATA[
تاريخ وتطوير الفئة 115
في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، كانت خطوط تشيلترن تعاني من الازدحام الشديد خلال ساعات الذروة. كان الحل الأمثل هو إدخال وحدات ديزل متعددة (DMU) يمكنها توفير سعة أكبر وزيادة في عدد الرحلات. تم تصميم الفئة 115 خصيصًا لتلبية هذه الاحتياجات، مع التركيز على توفير مقاعد مريحة وكافية للركاب.
تم بناء الوحدات في ورشة ديربي التابعة لشركة بريتيش ريل، وهي معروفة بجودتها العالية في التصنيع. تم تصميمها لتكون قادرة على العمل بسرعات تصل إلى 75 ميلاً في الساعة، مما يضمن رحلات سريعة وموثوقة.
التصميم والمواصفات الفنية
تتكون كل وحدة من الفئة 115 عادةً من أربع عربات: عربة قيادة بمحرك (Driving Motor Brake Second – DMBS)، وعربة ثانوية (Trailer Second – TS)، وعربة ثانوية بمرحاض (Trailer Second Lavatory – TSL)، وعربة قيادة بمحرك آخر (DMBS). هذا التكوين سمح بتوفير مرونة كبيرة في التشغيل، حيث يمكن ربط الوحدات معًا لتشكيل قطارات أطول خلال ساعات الذروة.
- المحركات: كانت الوحدات مجهزة بمحركات ديزل قوية من نوع رولز رويس C8NFLH، والتي توفر قوة كافية لتسريع القطار بسرعة والحفاظ على سرعة ثابتة على طول الخط.
- ناقل الحركة: استخدمت ناقل حركة هيدروليكي من نوع توين ديسك، مما يوفر تبديلًا سلسًا للتروس ويساهم في راحة الركاب.
- المقاعد: تم تصميم المقاعد لتوفير أقصى قدر من الراحة، مع تنجيد مريح ومساحة واسعة للأرجل.
- المكابح: استخدمت مكابح هوائية لضمان توقف آمن وفعال.
- التدفئة والتهوية: تم تجهيز الوحدات بنظام تدفئة وتهوية للحفاظ على درجة حرارة مريحة داخل العربات بغض النظر عن الظروف الجوية الخارجية.
الخدمة والتشغيل
خدمت الفئة 115 خطوط تشيلترن بشكل أساسي، حيث قامت بتشغيل خدمات الضواحي الخارجية من ماريليبون إلى مدن مثل أيليسبري وأكسفورد. كانت الوحدات تحظى بشعبية كبيرة بين الركاب بسبب موثوقيتها وراحتها.
خلال سنوات خدمتها، خضعت الفئة 115 لعدة عمليات تجديد وتحديث لضمان استمرارها في العمل بكفاءة. ومع ذلك، بحلول التسعينيات، بدأت تظهر عليها علامات التقادم، وبدأ استبدالها بوحدات أحدث.
الانسحاب والتقاعد
بدأ سحب الفئة 115 من الخدمة في أوائل التسعينيات، مع إدخال وحدات جديدة من الفئة 165 و 168. تم سحب آخر الوحدات في عام 1994، مما يمثل نهاية حقبة في تاريخ خطوط تشيلترن.
على الرغم من تقاعدها، تركت الفئة 115 إرثًا دائمًا. لقد لعبت دورًا حيويًا في توفير خدمات نقل موثوقة ومريحة للركاب لسنوات عديدة، وساهمت بشكل كبير في تطوير خطوط تشيلترن.
الحفظ والتراث
لحسن الحظ، تم الحفاظ على عدد قليل من وحدات الفئة 115. يمكن رؤية بعضها في خطوط السكك الحديدية التراثية في جميع أنحاء المملكة المتحدة، حيث تستمر في العمل كقطارات سياحية.
تعتبر هذه الوحدات المحفوظة بمثابة تذكير مهم بتاريخ السكك الحديدية البريطانية، وهي شهادة على الهندسة والجودة العالية التي تميزت بها شركة بريتيش ريل.
التأثير على خطوط تشيلترن
كان للقطارات من الفئة 115 تأثير كبير على خطوط تشيلترن. لقد حسّنت بشكل كبير من قدرة الخط على استيعاب عدد متزايد من الركاب، ووفرت خدمة موثوقة ومريحة ساهمت في نمو وتطوير المنطقة.
بفضل تصميمها المبتكر وموثوقيتها العالية، أصبحت الفئة 115 جزءًا لا يتجزأ من هوية خطوط تشيلترن لسنوات عديدة. لقد لعبت دورًا حاسمًا في ربط المجتمعات وتسهيل السفر للعمل والترفيه.
مقارنة مع الفئات الأخرى من وحدات الديزل المتعددة
تتميز الفئة 115 عن غيرها من وحدات الديزل المتعددة في عدة جوانب. أولاً، تم تصميمها خصيصًا لخدمات الضواحي الخارجية، مما يعني أنها كانت تتميز بسعة جلوس عالية وراحة للركاب على المدى الطويل.
ثانيًا، كانت الفئة 115 مجهزة بمحركات قوية وناقل حركة متطور، مما سمح لها بالعمل بسرعات عالية والحفاظ على جدول زمني دقيق. هذا جعلها خيارًا مثاليًا لخطوط تشيلترن، حيث كان الموثوقية والسرعة من الأولويات القصوى.
التحديات والصيانة
على الرغم من موثوقيتها، واجهت الفئة 115 بعض التحديات خلال سنوات خدمتها. تضمنت هذه التحديات الحاجة إلى صيانة دورية للمحركات وناقل الحركة، بالإضافة إلى التعامل مع التآكل الناتج عن الاستخدام المكثف.
ومع ذلك، تمكنت شركة بريتيش ريل من التغلب على هذه التحديات من خلال برنامج صيانة شامل، مما يضمن استمرار الوحدات في العمل بكفاءة لسنوات عديدة.
الابتكارات التكنولوجية المستخدمة
تضمنت الفئة 115 العديد من الابتكارات التكنولوجية في وقتها. على سبيل المثال، كانت مجهزة بنظام مكابح هوائية متطور، مما يوفر قوة كبح عالية ويضمن السلامة.
كما استخدمت الوحدات نظام تدفئة وتهوية فعالًا، مما يوفر بيئة مريحة للركاب بغض النظر عن الظروف الجوية الخارجية. هذه الابتكارات ساهمت في جعل الفئة 115 واحدة من أنجح وحدات الديزل المتعددة في تاريخ السكك الحديدية البريطانية.
أثر الفئة 115 على التصميم المستقبلي للقطارات
كان للفئة 115 تأثير كبير على التصميم المستقبلي للقطارات في المملكة المتحدة. لقد أظهرت أهمية توفير سعة جلوس عالية وراحة للركاب على المدى الطويل، وهو أمر تم أخذه في الاعتبار في تصميم الوحدات اللاحقة.
كما أثبتت الفئة 115 أن وحدات الديزل المتعددة يمكن أن تكون حلاً فعالاً لخدمات الضواحي الخارجية، مما أدى إلى تطوير المزيد من الوحدات المتخصصة في هذا النوع من الخدمات.
خاتمة
كانت القطارات البريطانية من الفئة 115 عبارة عن وحدات ديزل متعددة ناجحة للغاية خدمت خطوط تشيلترن لسنوات عديدة. بفضل تصميمها المبتكر وموثوقيتها العالية وراحتها، لعبت دورًا حيويًا في توفير خدمات نقل موثوقة ومريحة للركاب. على الرغم من تقاعدها، لا تزال الفئة 115 تحظى بتقدير كبير من قبل عشاق السكك الحديدية، وتعتبر رمزًا مهمًا لتاريخ السكك الحديدية البريطانية.