حياته المبكرة وتعليمه
ولد يوهانس كيبلوس في سيبيوس، ترانسيلفانيا (الآن سيبيو، رومانيا) عام 1667. كانت ترانسيلفانيا في ذلك الوقت جزءًا من مملكة المجر تحت حكم الإمبراطورية النمساوية. تلقى كيبلوس تعليمًا شاملاً، حيث درس اللاهوت والفلسفة واللغات والعلوم الطبيعية. كان على دراية جيدة باللاتينية واليونانية والعبرية، بالإضافة إلى لغته الأم الألمانية. أظهر كيبلوس اهتمامًا مبكرًا بالتصوف والأعمال الكتابية لجاكوب بوهم وغيره من المتصوفين.
التحق بجامعة ألتدورف، حيث درس اللاهوت تحت إشراف البروفيسور يوهان كريستوف فاغلر، وهو من أنصار التقوى. التقوى كانت حركة إصلاحية داخل اللوثرية أكدت على التجربة الدينية الشخصية والأخلاق العملية. تأثر كيبلوس بشدة بتعاليم فاغلر وأصبح ملتزمًا بشدة بالمثل التقوية.
الهجرة إلى أمريكا
في عام 1694، غادر كيبلوس ألمانيا متوجهًا إلى أمريكا مع مجموعة من حوالي 40 شخصًا من التقويين. كانت المجموعة بقيادة يوهانس يعقوب زيمر، وهو محامٍ ولاهوتي. كان لدى المجموعة رؤية لإنشاء مجتمع مثالي في العالم الجديد، مجتمع مكرس للصلاة والتأمل والعيش البسيط. اختاروا الاستقرار في ولاية بنسلفانيا، التي تأسست حديثًا على يد ويليام بن كملاذ للحرية الدينية.
وصلت المجموعة إلى فيلادلفيا في صيف عام 1694 واستقرت على طول نهر ويساهيكون، شمال المدينة. أطلقوا على مستوطنتهم اسم “مجتمع النساء في البرية”، في إشارة إلى سفر رؤيا يوحنا في العهد الجديد. بنى كيبلوس وأتباعه كوخًا، استخدموه كمسكن ومكان للاجتماع. قاموا أيضًا بزراعة حديقة نباتية، حيث قاموا بزراعة الأعشاب الطبية والنباتات الأخرى.
الحياة في ويساهيكون
في ويساهيكون، عاش كيبلوس وأتباعه حياة انعزالية وتقشفية. أمضوا وقتهم في الصلاة والتأمل ودراسة الكتاب المقدس والكتابات الصوفية. اعتقدوا أنهم يعيشون في فترة استعداد لمجيء المسيح الثاني، وأن عليهم تطهير أنفسهم من خلال الانضباط الروحي.
أصبح كيبلوس قائدًا محترمًا للغاية للمجتمع. كان معروفًا بتقواه ومعرفته وحكمته. كان أيضًا موسيقيًا موهوبًا، ولعب على مجموعة متنوعة من الآلات، بما في ذلك الأرغن والكمان والقيثارة. كتب العديد من الترانيم والأغاني، والتي غناها المجتمع في عباداتهم.
كان كيبلوس أيضًا مهتمًا جدًا بالعلوم الطبيعية، وخاصة علم النبات. درس خصائص النباتات الطبية واستخدمها لعلاج المرضى. كان يعتقد أن الطبيعة هي كتاب الله، وأن دراسة الطبيعة يمكن أن تقرب المرء من الله.
- التقوى: حركة دينية بروتستانتية ظهرت في القرن السابع عشر، تؤكد على التجربة الدينية الشخصية والأخلاق العملية.
- التصوف: السعي إلى الاتحاد مع الله من خلال التأمل والتأمل.
- الزاهدية: ممارسة الانضباط الذاتي والتخلي عن ملذات الدنيا من أجل النمو الروحي.
كتابات كيبلوس
على الرغم من حياته القصيرة، أنتج كيبلوس عددًا كبيرًا من الكتابات، بما في ذلك الرسائل والمقالات والترانيم والأطروحات الصوفية. أشهر أعماله هو “رؤيا يوهانس كيبلوس”، وهي أطروحة صوفية كتبها باللغة الألمانية ونشرت بعد وفاته في عام 1764. تستكشف هذه الأطروحة موضوعات مثل طبيعة الله، والروح البشرية، والعلاقة بين الله والعالم.
تُظهر كتابات كيبلوس تأثيرًا قويًا من الكتابات الصوفية لجاكوب بوهم. كان بوهم لاهوتيًا ألمانيًا ومتصوفًا عاش في القرنين السادس عشر والسابع عشر. اعتقد بوهم أن الله هو قوة ديناميكية ومبدعة وأن العالم هو تعبير عن طبيعة الله. شارك كيبلوس العديد من أفكار بوهم، ودمجها في نظامه اللاهوتي الخاص.
كما كان كيبلوس مؤلفًا للموسيقى، وقد نجا عدد قليل من مؤلفاته. كتب ترانيم وأغاني لجماعته، والتي غنوها في عباداتهم. تعكس موسيقاه معتقداته الروحية العميقة وتقديره لجمال الطبيعة.
تأثيره وإرثه
على الرغم من أن مجتمع كيبلوس لم يدم طويلاً بعد وفاته، إلا أنه ترك إرثًا دائمًا في تاريخ بنسلفانيا. كان كيبلوس شخصية رائدة في تاريخ التقوى الأمريكية، وكان له تأثير كبير على تطور الفكر الروحي في المنطقة. غالبًا ما يُنظر إليه على أنه شخصية غامضة ورومانسية، وقد ألهمت حياته وكتاباته الفنانين والكتاب على مر القرون.
اليوم، لا يزال كيبلوس يُذكر لالتزامه بالنمو الروحي واهتمامه بالعلوم الطبيعية ومساهماته في الموسيقى والأدب. تظل قصته تذكيرًا بقوة الإيمان وقيمة العيش البسيط.
توفي يوهانس كيبلوس في عام 1708، عن عمر يناهز 41 عامًا. لا يزال سبب وفاته غير معروف، ولكن يعتقد البعض أنه توفي بسبب مرض السل. تم دفنه في مقبرة مجتمع النساء في البرية.
خاتمة
كان يوهانس كيبلوس شخصية فريدة ومثيرة للاهتمام لعبت دورًا مهمًا في تاريخ التقوى الأمريكية والتصوف. كان عالمًا ولاهوتيًا وموسيقيًا وكاتبًا موهوبًا، وكان له تأثير عميق على أولئك الذين عرفوه. تظل حياته وكتاباته مصدر إلهام للباحثين الروحيين اليوم.