نشأته وتعليمه
ولد روبرت أ. ويلسون في الولايات المتحدة. تلقى تعليمه الطبي وتخصص في أمراض النساء والتوليد. تفاصيل دقيقة عن نشأته المبكرة وتعليمه الطبي المحدد شحيحة، ولكن من المعروف أنه عمل كطبيب نسائي قبل أن يصبح معروفًا على نطاق واسع بسبب كتابه “الأنوثة إلى الأبد”.
كتاب “الأنوثة إلى الأبد”
نُشر كتاب “الأنوثة إلى الأبد” في عام 1966، وسرعان ما أصبح من الكتب الأكثر مبيعًا. زعم الكتاب أن انقطاع الطمث هو مرض نقص هرموني، وأن العلاج بالهرمونات البديلة (HRT)، وخاصة الإستروجين، يمكن أن يعالج أعراض انقطاع الطمث ويمنع الشيخوخة والأمراض المزمنة مثل أمراض القلب وهشاشة العظام. قدم الكتاب صورة قاتمة عن حياة المرأة بعد انقطاع الطمث، واصفاً إياها بأنها فترة انحدار جسدي وعقلي. شدد ويلسون على أن العلاج بالهرمونات البديلة ليس فقط علاجًا للأعراض، بل هو أيضًا وسيلة للحفاظ على “الأنوثة” والشباب إلى الأبد.
الجدل والانتقادات
أثار كتاب “الأنوثة إلى الأبد” جدلاً كبيراً منذ نشره. على الرغم من شعبيته، إلا أنه واجه انتقادات شديدة من بعض الأطباء والباحثين والناشطات النسويات. اتُهم ويلسون بالمبالغة في فوائد العلاج بالهرمونات البديلة والتقليل من مخاطره المحتملة. كما اتُهم بترويج صورة نمطية سلبية عن المرأة بعد انقطاع الطمث، واعتبارها كائناً “ناقصاً” بدون هرمون الإستروجين.
من أهم الانتقادات التي وجهت للكتاب:
- المبالغة في الفوائد: ادعى ويلسون أن العلاج بالهرمونات البديلة يمكن أن يمنع مجموعة واسعة من الأمراض، بما في ذلك أمراض القلب وهشاشة العظام والاكتئاب. في حين أن بعض الدراسات أظهرت أن العلاج بالهرمونات البديلة يمكن أن يخفف من أعراض انقطاع الطمث ويقلل من خطر الإصابة بهشاشة العظام، إلا أن الأدلة على فوائده الوقائية للأمراض الأخرى كانت أقل وضوحًا.
- التقليل من المخاطر: تجاهل ويلسون أو قلل من شأن المخاطر المحتملة للعلاج بالهرمونات البديلة، مثل زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي والجلطات الدموية والسكتة الدماغية. في الواقع، أظهرت الدراسات اللاحقة أن العلاج بالهرمونات البديلة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بهذه الحالات.
- التحيز الجنسي: اتُهم ويلسون بالتحيز الجنسي بسبب تصويره السلبي للمرأة بعد انقطاع الطمث واعتباره أن “الأنوثة” تعتمد على هرمون الإستروجين. رأى النقاد أن هذا التصوير يقلل من قيمة المرأة كإنسان ويتجاهل إنجازاتها وخبراتها الحياتية.
- تمويل البحث: تبين لاحقًا أن ويلسون تلقى تمويلاً من شركات الأدوية التي تنتج هرمون الإستروجين، مما أثار تساؤلات حول مصداقيته واستقلاليته.
تأثير “الأنوثة إلى الأبد”
على الرغم من الجدل والانتقادات، كان لكتاب “الأنوثة إلى الأبد” تأثير كبير على كيفية تعامل الأطباء والمرأة مع انقطاع الطمث. ساهم الكتاب في زيادة الوعي بانقطاع الطمث والعلاج بالهرمونات البديلة، وشجع النساء على التحدث مع أطبائهن حول خيارات العلاج. في الواقع، بعد نشر الكتاب، شهدت مبيعات هرمون الإستروجين ارتفاعًا كبيرًا، وأصبح العلاج بالهرمونات البديلة علاجًا شائعًا للنساء في فترة ما بعد انقطاع الطمث.
ومع ذلك، أدت المخاوف المتزايدة بشأن مخاطر العلاج بالهرمونات البديلة إلى انخفاض في استخدامه في العقود اللاحقة. أظهرت الدراسات الكبيرة التي أجريت في التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين أن العلاج بالهرمونات البديلة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي وأمراض القلب والسكتة الدماغية. ونتيجة لذلك، تغيرت التوصيات الطبية بشأن العلاج بالهرمونات البديلة، وأصبح الأطباء أكثر حذرًا في وصفه، ونصحوا النساء باستخدامه بأقل جرعة ممكنة ولأقصر فترة ممكنة.
إرث روبرت أ. ويلسون
لا يزال إرث روبرت أ. ويلسون مثيراً للجدل. يرى البعض أنه ساهم في تحسين حياة النساء من خلال الترويج للعلاج بالهرمونات البديلة وتوفير معلومات حول انقطاع الطمث. بينما يرى آخرون أنه تسبب في ضرر كبير من خلال المبالغة في فوائد العلاج بالهرمونات البديلة والتقليل من مخاطره. بغض النظر عن وجهة النظر، لا يمكن إنكار أن ويلسون كان شخصية مؤثرة في تاريخ الطب النسائي، وأن كتابه “الأنوثة إلى الأبد” أحدث ثورة في كيفية فهمنا وعلاجنا لانقطاع الطمث.
تطور العلاج بالهرمونات البديلة
شهد العلاج بالهرمونات البديلة تطورات كبيرة منذ نشر كتاب “الأنوثة إلى الأبد”. تتوفر اليوم أنواع مختلفة من العلاج بالهرمونات البديلة، بما في ذلك الإستروجين والبروجستين والإستروجين الموضعي. كما أن هناك طرقًا مختلفة لتناول الهرمونات، مثل الحبوب واللصقات والكريمات والحلقات المهبلية. يعتمد اختيار العلاج المناسب على احتياجات المرأة الفردية وتاريخها الطبي.
تستمر الأبحاث حول العلاج بالهرمونات البديلة، ويسعى العلماء إلى فهم أفضل لفوائده ومخاطره. هناك أيضًا اهتمام متزايد بالعلاجات غير الهرمونية لأعراض انقطاع الطمث، مثل العلاج بالأعشاب والوخز بالإبر واليوجا. يمكن أن تكون هذه العلاجات مفيدة للنساء اللاتي لا يرغبن في تناول الهرمونات أو لا يستطعن ذلك.
خاتمة
روبرت أ. ويلسون كان طبيب نسائي أمريكي أثار جدلاً واسعاً بكتابه “الأنوثة إلى الأبد”، الذي روج للعلاج بالهرمونات البديلة للنساء بعد انقطاع الطمث. بينما ساهم الكتاب في زيادة الوعي بانقطاع الطمث، إلا أنه واجه انتقادات بسبب المبالغة في الفوائد والتقليل من المخاطر المحتملة للعلاج بالهرمونات البديلة. لا يزال إرث ويلسون مثيراً للجدل، لكن لا يمكن إنكار تأثيره على الطب النسائي وكيفية فهمنا وعلاجنا لانقطاع الطمث. تطور العلاج بالهرمونات البديلة بشكل كبير منذ نشر الكتاب، وهناك اليوم خيارات علاجية متنوعة للنساء اللاتي يعانين من أعراض انقطاع الطمث.