إلين ثورني كروفت فاولر (Ellen Thorneycroft Fowler)

نشأتها وحياتها المبكرة

ولدت إلين في 9 أبريل 1860 في كوليتون هول، وهو منزل يقع في إقليم ستافوردشاير بإنجلترا. كانت الابنة الوحيدة لجون كوايل فاولر، وهو مصرفي ورجل سياسي بارز، وزوجته، إلين ثورني كروفت. تلقت إلين تعليمًا جيدًا في المنزل، حيث درست الأدب الكلاسيكي، والفلسفة، واللغات. كانت قارئة نهمة منذ صغرها، وقد تأثرت بشكل كبير بالأدب الإنجليزي في القرن التاسع عشر، وخاصةً أعمال جين أوستن وشقيقات برونتي.

في شبابها، بدأت إلين في كتابة الشعر والقصص القصيرة. لم تنشر أعمالها في البداية، لكنها استمرت في تطوير مهاراتها الكتابية. كان والدها يدعمها ويشجعها على مواصلة الكتابة، وقد كان له دور كبير في تعزيز شغفها بالأدب.

مسيرتها المهنية

بدأت إلين مسيرتها المهنية ككاتبة في أواخر ثمانينيات القرن التاسع عشر. نشرت أول رواية لها، “أرواح العمالقة” (A Double Thread)، عام 1896، وحققت نجاحًا فوريًا. كانت الرواية قصة حب رومانسية تدور أحداثها في الريف الإنجليزي، وقد نالت استحسان النقاد والقراء على حد سواء. تميزت الرواية بأسلوب فاولر السهل والممتع، وشخصياتها الجذابة، وقصتها المشوقة.

بعد نجاح “أرواح العمالقة”، واصلت فاولر الكتابة بمعدل سريع. نشرت العديد من الروايات الأخرى، بما في ذلك “سقوط إيفا” (The Farringdons) عام 1900، و”الدنيا البهية” (Concerning Isabel Carnaby) عام 1901، و”سر أليس” (Alice of Old Vincennes) عام 1900 (باسمها الحركي). غالبًا ما كانت رواياتها تدور حول موضوعات الحب، والعلاقات الاجتماعية، والحياة الأسرية. كما كتبت الشعر وبعض الكتب المخصصة للأطفال.

حققت روايات فاولر شعبية كبيرة خلال حياتها. بيعت منها ملايين النسخ، وترجمت إلى العديد من اللغات. كانت أعمالها تحظى بشعبية خاصة لدى النساء، اللواتي وجدن فيها انعكاسًا لتجاربهن الخاصة. بالإضافة إلى ذلك، كان أسلوبها في الكتابة يتميز بالذكاء والحس الفكاهي، مما جعل قراءتها ممتعة.

أسلوبها الأدبي

تميز أسلوب فاولر الأدبي بالعديد من السمات المميزة. كانت كتاباتها سهلة ومفهومة، مما جعلها في متناول القراء من جميع الخلفيات. كانت قادرة على التقاط تفاصيل الحياة اليومية بدقة، مما أضفى على قصصها طابعًا من الواقعية. كما كانت تتمتع بحس فكاهي حاد، مما أضفى على أعمالها لمسة من المرح والبهجة. استخدمت فاولر اللغة الإنجليزية ببراعة، وقدرتها على وصف الشخصيات والمناظر الطبيعية والظواهر الاجتماعية، جعلت من كتاباتها أعمالاً فنية متميزة.

من أبرز سمات أسلوبها هو قدرتها على تصوير العلاقات الإنسانية المعقدة. استكشفت فاولر العلاقات بين الأزواج، والأصدقاء، وأفراد العائلة بعمق، وكشفت عن تعقيدات الحب، والصداقة، والصراع. كما تناولت قضايا اجتماعية مهمة، مثل دور المرأة في المجتمع، والطبقات الاجتماعية، والفساد.

أعمالها البارزة

من بين أعمال إلين ثورني كروفت فاولر الأكثر شهرة:

  • أرواح العمالقة (A Double Thread): رواية رومانسية تدور أحداثها في الريف الإنجليزي.
  • سقوط إيفا (The Farringdons): تستكشف العلاقات الأسرية.
  • الدنيا البهية (Concerning Isabel Carnaby): تصور الحياة الاجتماعية في إنجلترا الفيكتورية.
  • سر أليس (Alice of Old Vincennes): رواية تاريخية تدور أحداثها في القرن الثامن عشر.
  • الزواج (The Bride’s Book): مجموعة من القصص والشعر حول الزواج.

حياتها الشخصية

تزوجت إلين فاولر من ألفريد فيلتون في عام 1904، وهو رجل دين. لم يكن لديهما أطفال. استمرت في الكتابة حتى سنواتها الأخيرة، على الرغم من تدهور صحتها. كانت معروفة بحبها للحدائق والحيوانات، وكانت تستمتع بقضاء الوقت في منزلها الريفي في ستافوردشاير.

إرثها

تركت إلين ثورني كروفت فاولر إرثًا أدبيًا مهمًا. كانت واحدة من أكثر الكتاب شعبية في عصرها، ولا تزال رواياتها تقرأ حتى اليوم. تعتبر أعمالها شهادة على موهبتها في سرد القصص، وقدرتها على التقاط روح العصر الفيكتوري. ساهمت في الأدب الإنجليزي من خلال رواياتها وقصائدها، و تركت بصمة واضحة في الأدب النسائي في عصرها. أعمالها لا تزال تحظى بالتقدير لقيمتها الفنية والاجتماعية.

توفيت إلين ثورني كروفت فاولر في 22 يونيو 1929، عن عمر يناهز 69 عامًا. تركت وراءها مجموعة كبيرة من الأعمال الأدبية التي لا تزال تحظى بالتقدير حتى اليوم. تعتبر قصصها نافذة على الحياة في إنجلترا الفيكتورية، وتقدم للقراء رؤية ثاقبة في العلاقات الإنسانية.

خاتمة

كانت إلين ثورني كروفت فاولر كاتبة إنجليزية بارزة تركت بصمة كبيرة في الأدب الإنجليزي. اشتهرت برواياتها الرومانسية السهلة والممتعة، والتي استكشفت الحياة الاجتماعية والعلاقات الإنسانية في إنجلترا الفيكتورية. حققت نجاحًا كبيرًا خلال حياتها، ولا تزال أعمالها تحظى بشعبية حتى اليوم، مما يجعلها شخصية مهمة في تاريخ الأدب.

المراجع

“`