نشأته وتعليمه
ولد إيان باروت في لندن، ولكنه قضى معظم حياته في ويلز، مما أكسبه لقب “المؤلف الويلزي”. تلقى تعليمه في كلية هارو وكلية نيو بجامعة أكسفورد، حيث درس الموسيقى وحصل على درجة البكالوريوس في الموسيقى. ثم درس التأليف الموسيقي في الكلية الملكية للموسيقى مع آرثر بنجامين. كما درس مع ناديا بولانجر في باريس، مما أثر بشكل كبير على أسلوبه الموسيقي.
حياته المهنية
بدأ باروت حياته المهنية كمدرس موسيقى في كلية سانت جون، كامبريدج، ثم انتقل إلى جامعة ويلز، أبيريستويث، حيث عمل محاضرًا ثم أستاذًا للموسيقى. شغل هذا المنصب حتى تقاعده في عام 1983. خلال فترة وجوده في أبيريستويث، لعب دورًا حيويًا في تطوير الحياة الموسيقية في الجامعة والمنطقة المحيطة بها.
بالإضافة إلى عمله الأكاديمي، كان باروت مؤلفًا غزير الإنتاج. قام بتأليف مجموعة واسعة من الأعمال الموسيقية، بما في ذلك الأوبرا، والسيمفونيات، والموسيقى الحجرية، والأغاني، والموسيقى التصويرية للأفلام. تميزت موسيقاه بأسلوبها الغنائي والوصفي، وغالبًا ما استلهمت من المناظر الطبيعية الويلزية والفولكلور الويلزي.
أعماله الموسيقية
تشمل أبرز أعمال إيان باروت:
- الأوبرا: قام بتأليف العديد من الأوبرات، بما في ذلك “The Sergeant Musgrave’s Dance” (رقصة الرقيب مسجريف)، المقتبسة عن مسرحية بنفس الاسم للكاتب المسرحي جون أوزبورن.
- السيمفونيات: كتب خمس سيمفونيات، تتميز كل منها بأسلوبها الفريد وتعكس تطوره الموسيقي.
- الموسيقى الحجرية: ألف العديد من المقطوعات الموسيقية الحجرية لمجموعات مختلفة، بما في ذلك الرباعيات الوترية والخماسيات البيانو.
- الأغاني: قام بتأليف أكثر من 200 أغنية، والتي غالبًا ما كانت تستند إلى قصائد لويلزيين وإنجليز.
- الموسيقى التصويرية للأفلام: كتب الموسيقى لعدد من الأفلام الوثائقية والروائية، مما يدل على تنوع مواهبه.
تتميز موسيقى باروت بتنوعها وأسلوبها الغنائي. غالبًا ما استخدم العناصر الموسيقية الويلزية التقليدية في مؤلفاته، مما يمنحها طابعًا فريدًا. كما كان مهتمًا باستكشاف أساليب موسيقية جديدة، مما جعله شخصية بارزة في المشهد الموسيقي الويلزي.
كتاباته
بالإضافة إلى كونه مؤلفًا موسيقيًا، كان إيان باروت كاتبًا غزير الإنتاج في مجال الموسيقى. نشر العديد من الكتب والمقالات حول مجموعة واسعة من الموضوعات الموسيقية، بما في ذلك تاريخ الموسيقى الويلزية، وتحليل الأعمال الموسيقية، ودليل الملحن. تعتبر كتاباته مساهمة قيمة في فهم الموسيقى الويلزية وتاريخها.
من بين أبرز كتبه:
- The Music of Rosemary Brown (موسيقى روزماري براون): دراسة حول الموسيقى التي زعمت روزماري براون أنها تلقتها من مؤلفين موسيقيين متوفين.
- A Guide to Musical Composition (دليل التأليف الموسيقي): دليل شامل لعملية التأليف الموسيقي، موجه للطلاب والمؤلفين الطموحين.
- Parrottcisms (باروتسيزم): مجموعة من كتاباته الساخرة والفكاهية حول الموسيقى والحياة.
تتميز كتابات باروت بأسلوبها الواضح والموجز، وقدرتها على جعل الموضوعات المعقدة في متناول القارئ العادي. كان لديه شغف حقيقي بالموسيقى، وكان حريصًا على مشاركة معرفته مع الآخرين.
أسلوبه الموسيقي
يتميز أسلوب إيان باروت الموسيقي بمزيج من التأثيرات الويلزية التقليدية والتأثيرات الأوروبية الحديثة. غالبًا ما استخدم المقاييس والألحان الويلزية في مؤلفاته، مما يمنحها طابعًا فريدًا. كما كان مهتمًا باستكشاف أساليب موسيقية جديدة، مثل استخدام التنافر وعدم التوافق.
كان باروت مؤلفًا متعدد الاستخدامات، قادرًا على الكتابة في مجموعة واسعة من الأساليب. ومع ذلك، يمكن التعرف على موسيقاه دائمًا من خلال أسلوبها الغنائي والوصفي. كان لديه موهبة في التقاط جمال المناظر الطبيعية الويلزية في موسيقاه، وغالبًا ما استلهم من الفولكلور الويلزي.
لقد كان باروت أيضًا مؤلفًا ماهرًا في استخدام الأوركسترا. كان لديه فهم عميق لإمكانيات الآلات المختلفة، واستخدمها ببراعة لخلق مجموعة واسعة من الألوان والقوامات الصوتية.
إرثه
يعتبر إيان باروت شخصية مهمة في الموسيقى الويلزية في القرن العشرين. كان مؤلفًا غزير الإنتاج وكاتبًا موهوبًا، لعب دورًا حيويًا في تطوير الحياة الموسيقية في ويلز. لا تزال موسيقاه تُعزف وتُستمتع بها حتى اليوم، وتعتبر كتاباته مساهمة قيمة في فهم الموسيقى الويلزية وتاريخها.
لقد ألهم باروت العديد من المؤلفين والموسيقيين الويلزيين، ولا يزال إرثه حياً من خلال موسيقاه وكتاباته. يعتبره الكثيرون رمزًا للموسيقى الويلزية الحديثة.
الجوائز والتكريمات
حصل إيان باروت على العديد من الجوائز والتكريمات خلال حياته المهنية، بما في ذلك:
- زمالة الكلية الملكية للموسيقى.
- جائزة المجلس الويلزي للفنون.
- وسام الإمبراطورية البريطانية (OBE) لخدماته في مجال الموسيقى.
تعكس هذه الجوائز والتكريمات المساهمة الكبيرة التي قدمها إيان باروت في الموسيقى الويلزية والعالمية.
حياته الشخصية
تزوج إيان باروت من مارغريت لويس في عام 1942، وأنجبا ثلاثة أطفال. كان لديه اهتمام كبير بالفنون الأخرى، وخاصة الأدب والرسم. كان أيضًا محبًا للطبيعة، واستمتع بقضاء الوقت في المشي لمسافات طويلة في المناظر الطبيعية الويلزية.
توفي إيان باروت في 4 سبتمبر 2012 عن عمر يناهز 96 عامًا. ترك وراءه إرثًا غنيًا من الموسيقى والكتابات، وسيظل في الذاكرة كشخصية مهمة في الموسيقى الويلزية.
خاتمة
كان إيان باروت مؤلفًا موسيقيًا وكاتبًا أنجلو-ويلزيًا متميزًا، ساهم بشكل كبير في الموسيقى الويلزية. تميزت أعماله بالتنوع، والأسلوب الغنائي، والقدرة على دمج العناصر الويلزية التقليدية مع التأثيرات الموسيقية الحديثة. بالإضافة إلى ذلك، قدم إسهامات قيمة من خلال كتاباته حول الموسيقى. سيظل إيان باروت شخصية بارزة في المشهد الموسيقي الويلزي، وسيستمر إرثه في إلهام الأجيال القادمة من الموسيقيين والمؤلفين.