نشأته وتعليمه
ولد جلبرت مايلز في أوكلاند، نيوزيلندا. تلقى تعليمه في مدرسة كورنوال بارك الابتدائية ومدرسة أوكلاند النحوية. بعد الانتهاء من دراسته الثانوية، التحق بجامعة أوكلاند، حيث درس التجارة.
مسيرته المهنية قبل السياسة
قبل دخوله عالم السياسة، عمل مايلز في عدة وظائف في القطاع الخاص. شغل منصب مدير تنفيذي في شركة استثمارية، وكان لديه خبرة واسعة في مجال الأعمال التجارية. كما عمل مستشارًا ماليًا، وقدم المشورة للشركات والأفراد حول كيفية إدارة أموالهم بشكل فعال.
دخوله البرلمان
في عام 1990، انتخب جلبرت مايلز عضوًا في البرلمان عن الحزب الوطني، ممثلاً لدائرة روسكيل الانتخابية. كانت هذه هي المرة الأولى التي يفوز فيها الحزب الوطني بهذه الدائرة منذ فترة طويلة، مما جعله شخصية بارزة في الحزب.
فترة عضويته في البرلمان
خلال فترة عضويته في البرلمان، شغل مايلز العديد من المناصب الهامة. عمل في لجان برلمانية مختلفة، حيث ساهم في مناقشة وصياغة القوانين. كما شغل منصب وزير مساعد في الحكومة، حيث كان مسؤولاً عن ملفات اقتصادية وتجارية.
كان مايلز مدافعًا قويًا عن سياسات السوق الحرة والخصخصة. كان يعتقد أن هذه السياسات ستساعد على تحسين الاقتصاد النيوزيلندي وخلق فرص عمل جديدة. كما كان مهتمًا بتعزيز العلاقات التجارية بين نيوزيلندا والدول الأخرى.
في عام 1993، ترك مايلز الحزب الوطني وأسس حزبًا جديدًا تحت اسم “الحزب المستقل”. كان يعتقد أن الحزب الوطني قد ابتعد عن قيمه الأصلية، وأنه بحاجة إلى حزب جديد يمثل مصالح الناخبين بشكل أفضل.
لم يحقق الحزب المستقل نجاحًا كبيرًا في الانتخابات العامة لعام 1993، ولم يتمكن مايلز من الاحتفاظ بمقعده في البرلمان. ومع ذلك، فقد استمر في نشاطه السياسي بعد ذلك.
إنجازاته السياسية
يمكن تلخيص بعض إنجازات جلبرت مايلز السياسية في النقاط التالية:
- الفوز بمقعد روسكيل الانتخابي لصالح الحزب الوطني بعد فترة طويلة من سيطرة حزب العمال عليه.
- المساهمة في صياغة القوانين والسياسات الاقتصادية والتجارية.
- الدفاع عن سياسات السوق الحرة والخصخصة.
- تأسيس الحزب المستقل.
مواقفه السياسية
تميز جلبرت مايلز بمواقفه السياسية الواضحة والجريئة. كان يؤمن بشدة بأهمية الحرية الاقتصادية ودور القطاع الخاص في التنمية. كان يعتقد أن الحكومة يجب أن تلعب دورًا محدودًا في الاقتصاد، وأن تسمح للشركات والأفراد باتخاذ قراراتهم الخاصة.
كما كان مايلز مدافعًا عن حقوق الفرد والحريات المدنية. كان يعتقد أن الحكومة يجب أن تحمي هذه الحقوق، وأن تسمح للأفراد بالتعبير عن آرائهم بحرية.
فيما يتعلق بالقضايا الاجتماعية، كان مايلز يعتبر محافظًا بشكل عام. كان يؤمن بأهمية الأسرة والقيم التقليدية. ومع ذلك، كان أيضًا منفتحًا على النقاش حول القضايا الاجتماعية المثيرة للجدل.
حياته الشخصية
جلبرت مايلز متزوج ولديه أطفال. يعيش حاليًا في أوكلاند، نيوزيلندا. بعد ترك السياسة، عاد إلى العمل في القطاع الخاص. كما يشارك في العديد من الأنشطة المجتمعية.
يهوى مايلز القراءة والسفر. كما أنه مهتم بالرياضة، ويستمتع بمشاهدة مباريات الرغبي والكريكيت.
تحليل مسيرته السياسية
تعتبر مسيرة جلبرت مايلز السياسية مسيرة مثيرة للجدل. فقد حقق بعض النجاحات، لكنه واجه أيضًا بعض الإخفاقات. كان شخصية بارزة في الحزب الوطني، لكنه ترك الحزب في النهاية وأسس حزبًا جديدًا. لم يتمكن من الاحتفاظ بمقعده في البرلمان، لكنه استمر في نشاطه السياسي بعد ذلك.
يمكن القول أن مايلز كان سياسيًا مبدئيًا ومستقلاً. كان يؤمن بشدة بآرائه، وكان على استعداد للدفاع عنها حتى لو كان ذلك يعني معارضة حزبه. كان أيضًا سياسيًا جريئًا ومبتكرًا. لم يخشَ تجربة أفكار جديدة، وكان دائمًا يبحث عن طرق لتحسين الوضع في نيوزيلندا.
على الرغم من أن مسيرته السياسية لم تكن طويلة، إلا أنها تركت بصمة واضحة على السياسة النيوزيلندية. سيظل مايلز يُذكر كمدافع عن الحرية الاقتصادية وحقوق الفرد.
تأثيره على السياسة النيوزيلندية
على الرغم من عدم استمراره طويلاً في البرلمان، إلا أن جلبرت مايلز كان له تأثير ملحوظ على السياسة النيوزيلندية. يمكن رؤية هذا التأثير في عدة جوانب:
- الدفاع عن سياسات السوق الحرة: كان مايلز من أبرز المدافعين عن سياسات السوق الحرة والخصخصة في نيوزيلندا. ساهم في نشر هذه الأفكار وتطبيقها في الواقع.
- تأسيس الحزب المستقل: على الرغم من عدم تحقيق الحزب المستقل نجاحًا كبيرًا، إلا أنه كان بمثابة رسالة قوية بأن هناك بدائل للأحزاب التقليدية. شجع مايلز الآخرين على التفكير بشكل مستقل وتحدي الوضع الراهن.
- التركيز على حقوق الفرد: كان مايلز مهتمًا بحماية حقوق الفرد والحريات المدنية. ساهم في رفع مستوى الوعي بهذه القضايا وتشجيع النقاش العام حولها.
نظرة مستقبلية
على الرغم من أن جلبرت مايلز قد تقاعد من السياسة، إلا أنه لا يزال مهتمًا بالشأن العام. يواصل المساهمة في النقاش العام من خلال الكتابة والمشاركة في المؤتمرات والندوات. كما يواصل دعم القضايا التي يؤمن بها.
من المرجح أن يظل مايلز يُذكر كمدافع عن الحرية الاقتصادية وحقوق الفرد. سيظل تأثيره على السياسة النيوزيلندية محسوسًا لسنوات قادمة.
خاتمة
جلبرت مايلز سياسي نيوزيلندي سابق، ترك بصمة واضحة على الحياة السياسية في بلاده رغم قصر مدة تمثيله في البرلمان. عرف بدفاعه الشديد عن سياسات السوق الحرة وحقوق الفرد، وتأسيسه للحزب المستقل الذي شكل تحديًا للأحزاب التقليدية. مسيرته، على الرغم من أنها لم تخلُ من الجدل، إلا أنها أظهرت إيمانه القوي بمبادئه واستعداده للدفاع عنها. سيظل مايلز شخصية مؤثرة في تاريخ السياسة النيوزيلندية.