تاريخ المجلة وتطورها
تأسست مجلة المكتبة الفصلية في وقت كان فيه علم المكتبات في مرحلة تطور وتغير كبيرين. ساهمت المجلة في تشكيل وتعريف مجال علم المكتبات كعلم مستقل له أسسه النظرية والمنهجية الخاصة به. خلال العقود التي تلت تأسيسها، نشرت المجلة مجموعة واسعة من المقالات التي غطت مختلف جوانب علوم المكتبات، بما في ذلك تاريخ المكتبات، وإدارة المكتبات، والتنظيم المعرفي، وتكنولوجيا المعلومات، والخدمات المكتبية، والقراءة، وعلم الاجتماع الثقافي.
مرت المجلة بعدة مراحل من التطور، وشهدت تغيرات في هيئة التحرير والسياسات التحريرية والموضوعات التي تغطيها. ومع ذلك، حافظت المجلة على التزامها بالجودة الأكاديمية العالية والحيادية في التحكيم، مما أكسبها سمعة مرموقة في الأوساط الأكاديمية. كما ساهمت المجلة في تحديد الاتجاهات البحثية الرئيسية في علوم المكتبات والمعلومات، وأثرت في تطور الممارسات المكتبية في جميع أنحاء العالم.
نطاق المجلة وموضوعاتها
يغطي نطاق مجلة المكتبة الفصلية مجموعة واسعة من الموضوعات المتعلقة بعلوم المكتبات والمعلومات. تشمل هذه الموضوعات على سبيل المثال لا الحصر:
- تاريخ المكتبات: دراسة تطور المكتبات والمجموعات المكتبية عبر العصور، ودورها في المجتمع والثقافة.
- إدارة المكتبات: دراسة مبادئ وأساليب إدارة المكتبات والمؤسسات المعلوماتية، بما في ذلك التخطيط والتنظيم والقيادة والتقييم.
- التنظيم المعرفي: دراسة مبادئ وأساليب تنظيم المعلومات والمعرفة، بما في ذلك الفهرسة والتصنيف والتكشيف والبحث عن المعلومات.
- تكنولوجيا المعلومات: دراسة استخدام التكنولوجيا في المكتبات والمؤسسات المعلوماتية، بما في ذلك الأنظمة الآلية وقواعد البيانات والشبكات والإنترنت.
- الخدمات المكتبية: دراسة الخدمات التي تقدمها المكتبات للمستفيدين، بما في ذلك الإعارة والمرجعية والتدريب على المعلومات.
- القراءة: دراسة سلوك القراءة وأثره على الفرد والمجتمع.
- علم الاجتماع الثقافي: دراسة العلاقة بين المكتبات والثقافة والمجتمع.
- الأخلاقيات في علم المكتبات: دراسة القضايا الأخلاقية المتعلقة بمجال المكتبات والمعلومات.
- البيانات الضخمة وتحليل البيانات في المكتبات: دراسة كيفية استخدام البيانات الضخمة والتحليلات في تحسين الخدمات المكتبية واتخاذ القرارات.
تهدف المجلة إلى نشر الأبحاث الأصلية والمبتكرة التي تساهم في تطوير المعرفة في مجال علوم المكتبات والمعلومات. كما تشجع المجلة على نشر الأبحاث التي تتناول قضايا الساعة والتحديات التي تواجه المكتبات والمؤسسات المعلوماتية في العصر الرقمي.
عملية مراجعة الأقران
تتبع مجلة المكتبة الفصلية نظام مراجعة الأقران المزدوجة (double-anonymous peer-review)، مما يعني أن هويات المؤلفين والحكام تبقى مجهولة لبعضهما البعض. تضمن هذه العملية الحيادية في عملية التحكيم وتقييم المقالات بناءً على جودتها الأكاديمية وأهميتها للمجال. تعتبر هذه العملية من أهم عناصر ضمان جودة المجلة ومصداقيتها.
تتضمن عملية مراجعة الأقران الخطوات التالية:
- تقديم المقال: يقوم المؤلفون بتقديم مقالاتهم إلى المجلة عبر نظام التقديم الإلكتروني الخاص بها.
- التقييم الأولي: يقوم رئيس التحرير أو أحد المحررين بتقييم المقال بشكل أولي لتحديد ما إذا كان يقع ضمن نطاق المجلة ويستوفي معايير الجودة الأساسية.
- اختيار المحكمين: إذا اجتاز المقال التقييم الأولي، يقوم رئيس التحرير باختيار اثنين أو ثلاثة من الخبراء في المجال لمراجعة المقال.
- المراجعة والتقييم: يقوم المحكمون بمراجعة المقال وتقديم تعليقاتهم وتقييماتهم إلى رئيس التحرير، مع إعطاء توصياتهم بشأن ما إذا كان يجب قبول المقال أو رفضه أو إجراء تعديلات عليه.
- اتخاذ القرار: بناءً على تقييمات المحكمين، يتخذ رئيس التحرير قرارًا بشأن المقال، ويتم إبلاغ المؤلفين بالقرار والتعليقات.
- التعديلات والمراجعة النهائية: إذا تم قبول المقال مع الحاجة إلى إجراء تعديلات، يقوم المؤلفون بإجراء التعديلات المطلوبة وإعادة تقديم المقال للمراجعة النهائية.
- النشر: بعد الموافقة النهائية، يتم نشر المقال في المجلة.
تضمن هذه العملية أن المقالات المنشورة في المجلة قد خضعت لتدقيق صارم وأنها تلبي أعلى معايير الجودة الأكاديمية.
أهمية المجلة وتأثيرها
تعتبر مجلة المكتبة الفصلية من أهم المجلات في مجال علوم المكتبات والمعلومات، وذلك للأسباب التالية:
- جودة الأبحاث: تنشر المجلة أبحاثًا عالية الجودة تساهم في تطوير المعرفة في المجال.
- التأثير: تؤثر الأبحاث المنشورة في المجلة على الفكر والممارسة في مجال علوم المكتبات والمعلومات.
- السمعة: تتمتع المجلة بسمعة مرموقة في الأوساط الأكاديمية، مما يجعلها وجهة مفضلة للباحثين لنشر أبحاثهم.
- التاريخ: لديها تاريخ طويل وحافل بالإنجازات، مما يجعلها مرجعًا مهمًا للباحثين والطلاب.
- الوصول: يمكن الوصول إلى المجلة من خلال العديد من قواعد البيانات والفهارس، مما يسهل على الباحثين والطلاب العثور على الأبحاث المنشورة فيها.
تُستخدم المجلة على نطاق واسع من قبل الباحثين والطلاب والأكاديميين والممارسين في مجال المكتبات والمعلومات. كما تعتبر المجلة مرجعًا أساسيًا للمكتبات والمؤسسات المعلوماتية في جميع أنحاء العالم.
الجمهور المستهدف
تستهدف مجلة المكتبة الفصلية جمهورًا واسعًا من المهتمين بعلوم المكتبات والمعلومات، بمن فيهم:
- الباحثون والأكاديميون: الذين يعملون في مجال علوم المكتبات والمعلومات، وينشرون أبحاثهم في المجلة ويستخدمونها في أبحاثهم.
- الطلاب: الذين يدرسون علوم المكتبات والمعلومات، ويستخدمون المجلة كمرجع أساسي في دراساتهم وأبحاثهم.
- الممارسون: الذين يعملون في المكتبات والمؤسسات المعلوماتية، ويستخدمون الأبحاث المنشورة في المجلة لتطوير ممارساتهم وتحسين خدماتهم.
- صناع القرار: الذين يعملون في مجال السياسات المتعلقة بالمكتبات والمعلومات، ويستخدمون الأبحاث المنشورة في المجلة لاتخاذ قرارات مستنيرة.
تسعى المجلة إلى تلبية احتياجات هذا الجمهور من خلال نشر أبحاث عالية الجودة وموثوقة وحديثة.
التحديات المستقبلية
تواجه مجلة المكتبة الفصلية، مثلها مثل غيرها من المجلات الأكاديمية، بعض التحديات في العصر الرقمي. تشمل هذه التحديات:
- التحول الرقمي: الحاجة إلى التكيف مع التغيرات في طريقة الوصول إلى المعلومات واستهلاكها، وتوفير وصول رقمي فعال للمقالات.
- الوصول المفتوح: الضغط المتزايد من أجل توفير الوصول المفتوح إلى الأبحاث، مما يتطلب النظر في نماذج النشر البديلة.
- المنافسة: المنافسة المتزايدة من المجلات الأخرى والمصادر الأخرى للمعلومات، مما يتطلب الحفاظ على الجودة والابتكار.
- التقييم: تطوير مقاييس تقييم جديدة للمجلات تتجاوز الاعتماد على معامل التأثير، مع مراعاة التأثير المجتمعي.
بالرغم من هذه التحديات، تظل مجلة المكتبة الفصلية ملتزمة بالحفاظ على جودتها وتقديم أبحاث قيمة للمجتمع الأكاديمي والمجتمع ككل. تسعى المجلة إلى مواكبة التطورات في مجال علوم المكتبات والمعلومات وتلبية احتياجات جمهورها المستهدف.
خاتمة
تعد مجلة المكتبة الفصلية منارة في عالم علوم المكتبات والمعلومات، حيث تقدم على مدى عقود طويلة أبحاثًا رائدة أثرت بشكل كبير في تطور هذا المجال. من خلال التزامها بالجودة الأكاديمية، وعملية مراجعة الأقران الصارمة، ونطاقها الواسع من المواضيع، لعبت المجلة دورًا حاسمًا في تشكيل الفكر والممارسة في مجال علوم المكتبات والمعلومات. على الرغم من التحديات التي تواجهها في العصر الرقمي، فإن التزامها بالتميز والاستمرار في تقديم أبحاث قيمة يجعلها مرجعًا لا غنى عنه للباحثين والطلاب والممارسين على حد سواء. من المتوقع أن تستمر المجلة في لعب دور محوري في تطوير هذا المجال الحيوي في المستقبل.