<![CDATA[
مقدمة
تستعرض هذه المقالة الأحداث البارزة التي شهدتها نيوزيلندا خلال عام 1938، وتسلط الضوء على مختلف الجوانب من التركيبة السكانية إلى السياسة والاقتصاد والثقافة. كان عام 1938 عامًا مهمًا في تاريخ نيوزيلندا، حيث شهد تطورات هامة في مختلف المجالات.
السكان
بلغ عدد السكان المقدر في نيوزيلندا في 31 ديسمبر 1938 حوالي 1,618,000 نسمة. يمثل هذا الرقم زيادة ملحوظة مقارنة بالأعوام السابقة، مما يعكس النمو السكاني المطرد الذي شهدته البلاد في تلك الفترة. تعزى هذه الزيادة إلى عدة عوامل، بما في ذلك ارتفاع معدلات المواليد، وانخفاض معدلات الوفيات، والهجرة الوافدة.
السياسة والحكومة
في عام 1938، استمر حزب العمال في نيوزيلندا، بقيادة رئيس الوزراء مايكل جوزيف سافاج، في السلطة. كان حزب العمال قد فاز في الانتخابات العامة عام 1935، وشكل حكومة ملتزمة بتطبيق إصلاحات اجتماعية واقتصادية واسعة النطاق. خلال عام 1938، واصلت الحكومة تنفيذ برنامجها الطموح، الذي شمل قوانين جديدة في مجالات الرعاية الاجتماعية والصحة والتعليم والإسكان.
أهم التشريعات التي صدرت في عام 1938:
- قانون الضمان الاجتماعي: يعتبر هذا القانون من أهم إنجازات حكومة حزب العمال، حيث وضع نظامًا شاملاً للضمان الاجتماعي يهدف إلى توفير الدعم المالي والرعاية الصحية لجميع المواطنين. شمل القانون تقديم إعانات البطالة، ومعاشات الشيخوخة، ومزايا الأمومة، والرعاية الصحية المجانية أو المدعومة.
- قانون الإسكان: يهدف هذا القانون إلى توفير مساكن ميسورة التكلفة للعائلات ذات الدخل المنخفض. أنشأت الحكومة بموجب هذا القانون برنامجًا لبناء المساكن الحكومية، والتي تم تأجيرها بأسعار معقولة.
- قانون التعليم: أدخل هذا القانون إصلاحات هامة على نظام التعليم، بما في ذلك زيادة الإنفاق على التعليم، وتحسين ظروف عمل المعلمين، وتوسيع نطاق التعليم الثانوي.
واجهت حكومة حزب العمال خلال عام 1938 بعض التحديات، بما في ذلك معارضة من الحزب الوطني المعارض، وضغوط اقتصادية بسبب تداعيات الكساد الكبير. ومع ذلك، تمكنت الحكومة من الحفاظ على شعبيتها، وتحقيق تقدم كبير في تنفيذ برنامجها الإصلاحي.
الاقتصاد
شهد الاقتصاد النيوزيلندي خلال عام 1938 تحسنًا ملحوظًا مقارنة بالسنوات السابقة، بعد فترة من الركود الاقتصادي الناجم عن الكساد الكبير. انتعش قطاع الزراعة، وهو القطاع الرئيسي في الاقتصاد النيوزيلندي، بفضل ارتفاع أسعار الصوف واللحوم في الأسواق العالمية. كما شهد قطاع الصناعة نموًا مطردًا، مدفوعًا بالسياسات الحكومية التي تهدف إلى تشجيع التصنيع المحلي.
أهم المؤشرات الاقتصادية في عام 1938:
- النمو الاقتصادي: سجل الاقتصاد النيوزيلندي نموًا بنسبة تقدر بنحو 5٪ في عام 1938.
- البطالة: انخفض معدل البطالة إلى حوالي 4٪، وهو أدنى مستوى له منذ بداية الكساد الكبير.
- التضخم: بقي معدل التضخم منخفضًا، مما ساهم في استقرار الأسعار.
ومع ذلك، واجه الاقتصاد النيوزيلندي بعض التحديات خلال عام 1938، بما في ذلك ارتفاع الدين العام، والاعتماد الكبير على الصادرات الزراعية، والتقلبات في الأسواق العالمية.
الثقافة والفنون
شهد عام 1938 نشاطًا ثقافيًا وفنيًا ملحوظًا في نيوزيلندا. استمر الأدب النيوزيلندي في التطور، مع ظهور كتاب جدد قدموا أعمالًا متميزة تعكس الحياة والمجتمع في نيوزيلندا. كما ازدهرت الفنون التشكيلية والموسيقى والمسرح، وشهدت البلاد العديد من المعارض الفنية والحفلات الموسيقية والعروض المسرحية.
أهم الأحداث الثقافية والفنية في عام 1938:
- معرض الفن النيوزيلندي المعاصر: أقيم هذا المعرض في مدينة أوكلاند، وضم أعمالًا فنية لفنانين نيوزيلنديين معاصرين.
- مهرجان الموسيقى النيوزيلندية: أقيم هذا المهرجان في مدينة ويلينغتون، وشارك فيه موسيقيون من مختلف أنحاء البلاد.
- عرض مسرحية “بروتوس” لشكسبير: قدمت فرقة مسرحية نيوزيلندية عرضًا متميزًا لمسرحية “بروتوس” لشكسبير في مدينة كرايستشيرش.
بالإضافة إلى ذلك، شهد عام 1938 اهتمامًا متزايدًا بالحفاظ على التراث الثقافي للماوري، السكان الأصليين لنيوزيلندا. تم إنشاء العديد من المؤسسات والمبادرات التي تهدف إلى حماية اللغة والثقافة والفنون الماورية.
الرياضة
شهد عام 1938 نشاطًا رياضيًا مكثفًا في نيوزيلندا. شاركت نيوزيلندا في دورة ألعاب الإمبراطورية البريطانية التي أقيمت في سيدني، أستراليا، وحققت نتائج جيدة في العديد من الألعاب. كما استضافت نيوزيلندا العديد من المسابقات الرياضية المحلية والدولية في مختلف الألعاب، بما في ذلك الرغبي والكريكيت وألعاب القوى.
أهم الأحداث الرياضية في عام 1938:
- دورة ألعاب الإمبراطورية البريطانية: شاركت نيوزيلندا في دورة ألعاب الإمبراطورية البريطانية التي أقيمت في سيدني، وحققت 25 ميدالية (5 ذهبية، 7 فضية، 13 برونزية).
- مباراة الرغبي بين نيوزيلندا وأستراليا: فاز فريق نيوزيلندا للرغبي (أول بلاكس) على فريق أستراليا في مباراة ودية أقيمت في مدينة أوكلاند.
- بطولة الكريكيت النيوزيلندية: فاز فريق أوكلاند ببطولة الكريكيت النيوزيلندية.
الكوارث الطبيعية
لم يشهد عام 1938 كوارث طبيعية كبيرة في نيوزيلندا. ومع ذلك، تعرضت بعض المناطق لفيضانات وأعاصير خفيفة، تسببت في أضرار محدودة للممتلكات.
النقل والمواصلات
استمر تطوير شبكة النقل والمواصلات في نيوزيلندا خلال عام 1938. تم بناء طرق جديدة، وتوسيع الطرق القائمة، وتحسين خدمات النقل العام. كما شهد قطاع الطيران نموًا مطردًا، مع زيادة عدد الرحلات الجوية وتوسيع شبكة المطارات.
خاتمة
كان عام 1938 عامًا حافلًا بالأحداث في نيوزيلندا. شهدت البلاد تطورات هامة في مختلف المجالات، من السياسة والاقتصاد إلى الثقافة والفنون والرياضة. تميز هذا العام بتطبيق إصلاحات اجتماعية واقتصادية واسعة النطاق، وتحسن الأوضاع الاقتصادية، وازدهار الحياة الثقافية والفنية. على الرغم من بعض التحديات، تمكنت نيوزيلندا من تحقيق تقدم كبير في مختلف المجالات، ووضع أسس لمستقبل أفضل.