السياسة والحكومة
وصول حزب العمال إلى السلطة: يعتبر عام 1936 عامًا تاريخيًا في السياسة النيوزيلندية، حيث فاز حزب العمال بقيادة مايكل جوزيف سافاج في الانتخابات العامة بأغلبية ساحقة. كان هذا الفوز بمثابة نهاية حقبة من حكم الحزب الوطني (National Party) وبداية حقبة جديدة من السياسات الاشتراكية الديمقراطية.
الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية: شرعت حكومة حزب العمال في تنفيذ سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية الطموحة التي تهدف إلى تحسين مستوى معيشة النيوزيلنديين وتوفير شبكة أمان اجتماعي قوية. شملت هذه الإصلاحات:
- قانون الضمان الاجتماعي (Social Security Act): تم تمرير هذا القانون في عام 1938، ولكنه بدأ التخطيط له في عام 1936، وهو يعتبر حجر الزاوية في دولة الرفاهية في نيوزيلندا. قدم القانون مجموعة واسعة من المزايا الاجتماعية، بما في ذلك المعاشات التقاعدية، وإعانات البطالة، والرعاية الصحية المجانية أو المدعومة.
- تأميم بعض الصناعات: قامت الحكومة بتأميم بعض الصناعات الرئيسية، مثل السكك الحديدية والطيران، بهدف تحسين الكفاءة وتوفير خدمات أفضل للجمهور.
- تنظيم سوق العمل: تم إدخال قوانين جديدة لتنظيم سوق العمل، بما في ذلك تحديد الحد الأدنى للأجور وساعات العمل، وتعزيز حقوق العمال.
- الإسكان الاجتماعي: أطلقت الحكومة برنامجًا طموحًا للإسكان الاجتماعي، بهدف توفير مساكن ميسورة التكلفة للعائلات ذات الدخل المنخفض.
الاقتصاد
التعافي من الكساد الكبير: كانت نيوزيلندا لا تزال تعاني من آثار الكساد الكبير في عام 1936. ساهمت سياسات حكومة حزب العمال في تحسين الوضع الاقتصادي، من خلال زيادة الإنفاق الحكومي وتحفيز الطلب المحلي. كما استفادت نيوزيلندا من ارتفاع أسعار الصوف والمنتجات الزراعية الأخرى في الأسواق العالمية.
الزراعة: ظلت الزراعة هي القطاع المهيمن في الاقتصاد النيوزيلندي. كانت نيوزيلندا تعتمد بشكل كبير على تصدير المنتجات الزراعية إلى بريطانيا. سعت الحكومة إلى دعم المزارعين من خلال تقديم الدعم المالي وتنظيم الأسواق.
الصناعة: بدأت الصناعة في نيوزيلندا في النمو ببطء في عام 1936، مدفوعة بالسياسات الحكومية التي تهدف إلى تشجيع التصنيع المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات.
المجتمع والثقافة
تأثير الإصلاحات الاجتماعية: كان للإصلاحات الاجتماعية التي نفذتها حكومة حزب العمال تأثير عميق على المجتمع النيوزيلندي. ساهمت هذه الإصلاحات في تحسين مستوى معيشة النيوزيلنديين وتوفير شبكة أمان اجتماعي قوية. كما ساهمت في تقليل التفاوتات الاجتماعية وتعزيز المساواة.
التعليم: شهد قطاع التعليم في نيوزيلندا تحسينات في عام 1936، مع زيادة الإنفاق الحكومي على التعليم وتوسيع نطاق الوصول إلى التعليم الثانوي والعالي.
الفنون والثقافة: شهدت الفنون والثقافة في نيوزيلندا ازدهارًا في عام 1936، مع ظهور جيل جديد من الفنانين والكتاب والموسيقيين الذين استلهموا من التحولات الاجتماعية والسياسية التي تشهدها البلاد.
العلاقات الخارجية
العلاقات مع بريطانيا: ظلت نيوزيلندا حليفًا وثيقًا لبريطانيا في عام 1936. كانت نيوزيلندا جزءًا من الإمبراطورية البريطانية، وكانت تعتمد على بريطانيا في التجارة والدفاع. ومع ذلك، بدأت نيوزيلندا في تطوير هويتها المستقلة وسياستها الخارجية الخاصة بها.
عصبة الأمم: كانت نيوزيلندا عضوًا في عصبة الأمم، وسعت إلى لعب دور نشط في المنظمة الدولية. دعمت نيوزيلندا جهود عصبة الأمم في تعزيز السلام والأمن الدوليين.
أحداث بارزة أخرى
- ألعاب الإمبراطورية البريطانية: استضافت سيدني، أستراليا، ألعاب الإمبراطورية البريطانية في عام 1938، وبدأ التخطيط والإعداد لها في عام 1936. شاركت نيوزيلندا في هذه الألعاب وحققت نجاحًا كبيرًا.
- الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس ويلينغتون: تم الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس مدينة ويلينغتون، عاصمة نيوزيلندا، في عام 1936.
تأثير عام 1936 على المستقبل
كان لعام 1936 تأثير عميق على مستقبل نيوزيلندا. شكلت الإصلاحات التي نفذتها حكومة حزب العمال الأساس لدولة الرفاهية في نيوزيلندا، والتي استمرت في التطور والازدهار لعقود قادمة. كما ساهمت هذه الإصلاحات في تعزيز المساواة الاجتماعية وتحسين مستوى معيشة النيوزيلنديين. يعتبر عام 1936 نقطة تحول في تاريخ نيوزيلندا، حيث بدأت البلاد في التحول إلى مجتمع أكثر عدلاً وازدهارًا.
خاتمة
عام 1936 كان عامًا محوريًا في تاريخ نيوزيلندا، شهد وصول حزب العمال إلى السلطة وإطلاق سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي غيرت وجه البلاد. هذه الإصلاحات، وعلى رأسها قانون الضمان الاجتماعي، وضعت الأساس لدولة الرفاهية النيوزيلندية وأثرت بشكل كبير على المجتمع والاقتصاد والسياسة. شكل هذا العام بداية حقبة جديدة من الازدهار والعدالة الاجتماعية في نيوزيلندا.