حركة القمصان الصفراء في تايلاند: نظرة عامة
حركة تحالف الشعب من أجل الديمقراطية، المعروفة باسم “القمصان الصفراء” (بالتايلاندية: พันธมิตรประชาชนเพื่อประชาธิปไตย)، هي حركة احتجاجية تايلاندية لعبت دورًا بارزًا في المشهد السياسي للبلاد منذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. تتكون الحركة بشكل أساسي من مؤيدي الملكية ورجال الأعمال من الطبقة المتوسطة والعليا في بانكوك، بالإضافة إلى بعض العناصر من الجيش. تأسست الحركة في الأصل لمعارضة رئيس الوزراء التايلاندي آنذاك، ثاكسين شيناواترا، واتهمته بالفساد وإساءة استخدام السلطة وتقويض المؤسسة الملكية.
اتخذت الحركة اللون الأصفر كلون مميز لها، وذلك لارتباطه بالملك الراحل بوميبول أدولياديج، الذي كان يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه رمز للوحدة والاستقرار في تايلاند. كان ارتداء القمصان الصفراء بمثابة وسيلة لإظهار الولاء للملكية والتعبير عن الدعم لأهداف الحركة.
تاريخ الحركة وأبرز محطاتها
بدأت حركة القمصان الصفراء في الظهور بقوة في عام 2005، عندما نظمت سلسلة من الاحتجاجات ضد حكومة ثاكسين شيناواترا. تصاعدت الاحتجاجات في عام 2006، وبلغت ذروتها في انقلاب عسكري أطاح بثاكسين من السلطة. على الرغم من الإطاحة بثاكسين، استمرت حركة القمصان الصفراء في نشاطها، حيث سعت إلى ضمان عدم عودة أنصاره إلى السلطة.
في عام 2008، عادت الحركة إلى الشوارع مرة أخرى، احتجاجًا على حكومة رئيس الوزراء ساماك سوندارافيج، الذي اعتبرته الحركة دمية في يد ثاكسين. احتلت الحركة المطارين الرئيسيين في بانكوك لعدة أيام، مما تسبب في تعطيل كبير للسفر الجوي وإلحاق الضرر بالاقتصاد التايلاندي. انتهى الاحتلال باستقالة سوندارافيج وتشكيل حكومة جديدة.
في عام 2010، نظمت حركة القمصان الصفراء احتجاجات أخرى ضد حكومة رئيس الوزراء أبهيسيت فيجاجيفا، مطالبة بإجراء إصلاحات سياسية. اشتبكت الحركة مع أنصار ثاكسين، المعروفين باسم “القمصان الحمراء”، في سلسلة من الاشتباكات العنيفة التي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
أهداف الحركة ومبادئها
تتمحور أهداف حركة القمصان الصفراء حول عدة مبادئ أساسية، يمكن تلخيصها فيما يلي:
- حماية المؤسسة الملكية: تعتبر الحركة نفسها حامية للملكية التايلاندية، وتعارض أي محاولة لتقويض سلطة الملك أو المساس بمكانته.
- مكافحة الفساد: تدعو الحركة إلى مكافحة الفساد المستشري في السياسة التايلاندية، وتطالب بمحاسبة المسؤولين المتورطين في قضايا فساد.
- الإصلاح السياسي: تسعى الحركة إلى إجراء إصلاحات سياسية تهدف إلى تقليل نفوذ السياسيين المنتخبين وزيادة سلطة المؤسسات غير المنتخبة، مثل الجيش والقضاء.
- الدفاع عن القيم التايلاندية التقليدية: تؤكد الحركة على أهمية الحفاظ على القيم التايلاندية التقليدية، مثل احترام كبار السن والولاء للملكية والدين البوذي.
انتقادات للحركة ومواقف مثيرة للجدل
واجهت حركة القمصان الصفراء انتقادات واسعة النطاق بسبب تكتيكاتها وأيديولوجيتها. اتهمت الحركة بتقويض الديمقراطية والدعوة إلى نظام سياسي غير ديمقراطي. كما اتهمت بالتحيز الطبقي والعنصرية، حيث يُنظر إليها على أنها تمثل مصالح الطبقة المتوسطة والعليا في بانكوك على حساب مصالح الفقراء والمهمشين.
أثارت الحركة جدلاً واسعًا بسبب دعمها للانقلابات العسكرية وتدخل الجيش في السياسة. يعتبر منتقدو الحركة أن دعمها للانقلابات يمثل انتهاكًا للديمقراطية وتقويضًا لحكم القانون.
بالإضافة إلى ذلك، اتهمت الحركة بالتحريض على العنف والكراهية ضد أنصار ثاكسين شيناواترا، مما أدى إلى تفاقم الانقسامات السياسية في تايلاند.
تأثير الحركة على السياسة التايلاندية
كان لحركة القمصان الصفراء تأثير كبير على السياسة التايلاندية. ساهمت الحركة في الإطاحة بحكومتين منتخبتين، ولعبت دورًا رئيسيًا في تشكيل المشهد السياسي للبلاد. ومع ذلك، فقد أدت أيضًا إلى تفاقم الانقسامات السياسية وزيادة عدم الاستقرار.
أثبتت الحركة قدرتها على حشد أعداد كبيرة من المتظاهرين والتأثير على الرأي العام. ومع ذلك، فقد فقدت بعضًا من نفوذها في السنوات الأخيرة، حيث ظهرت حركات احتجاجية جديدة أكثر شمولاً وتمثيلًا لمختلف شرائح المجتمع التايلاندي.
دلالات أخرى لمصطلح “القمصان الصفراء”
بالإضافة إلى حركة تحالف الشعب من أجل الديمقراطية في تايلاند، قد يشير مصطلح “القمصان الصفراء” إلى معاني أخرى، مثل:
- فرق رياضية: قد يكون اللون الأصفر هو اللون الأساسي أو الثانوي لبعض الفرق الرياضية، وبالتالي يُطلق على لاعبي هذه الفرق لقب “القمصان الصفراء”.
- حركات اجتماعية أو سياسية أخرى: قد تستخدم حركات اجتماعية أو سياسية أخرى في بلدان مختلفة اللون الأصفر كلون مميز لها، وبالتالي يُطلق على أعضائها أو أنصارها لقب “القمصان الصفراء”.
- أزياء أو ملابس: قد يشير المصطلح ببساطة إلى ارتداء قميص أصفر اللون، دون أي دلالات سياسية أو اجتماعية محددة.
خاتمة
في الختام، حركة القمصان الصفراء في تايلاند هي حركة احتجاجية لعبت دورًا بارزًا في السياسة التايلاندية. تأسست الحركة لمعارضة ثاكسين شيناواترا وحماية المؤسسة الملكية، ولكنها واجهت انتقادات بسبب تكتيكاتها وأيديولوجيتها. كان للحركة تأثير كبير على السياسة التايلاندية، لكنها أدت أيضًا إلى تفاقم الانقسامات السياسية وزيادة عدم الاستقرار. بالإضافة إلى ذلك، قد يشير مصطلح “القمصان الصفراء” إلى معاني أخرى غير الحركة التايلاندية، مثل الفرق الرياضية أو الحركات الاجتماعية الأخرى.