نشأته وبداياته
ولد ستيوارت بترفيلد في بلدة لوكسبورغ بمقاطعة كولومبيا البريطانية في كندا. نشأ في طفولة غير تقليدية، حيث تربى في مجتمع ريفي يعتمد على تربية الأغنام والزراعة. انتقلت عائلته إلى مدينة فيكتوريا عندما كان في الثانية عشرة من عمره. حصل على درجة البكالوريوس في الفلسفة من جامعة كامبريدج، ثم حصل على درجة الماجستير في الفلسفة من جامعة كامبريدج أيضًا. قبل دخوله عالم التكنولوجيا، عمل بترفيلد ككاتب وكشاعر.
مسيرته المهنية
بدأ بترفيلد مسيرته المهنية في مجال التكنولوجيا في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. في عام 2002، أسس بترفيلد وزوجته فيليسيتي كولمان وزملاؤهم شركة لوديكورب (Ludicorp)، وهي شركة لتطوير الألعاب عبر الإنترنت. خلال عملهم على لعبة متعددة اللاعبين عبر الإنترنت تسمى “جامبر” (Game Neverending)، أدركوا الحاجة إلى أداة لمشاركة الصور وتنظيمها. هذا الإدراك قادهم إلى تطوير خدمة مشاركة الصور المعروفة باسم فليكر (Flickr).
فليكر (Flickr)
أطلقت فليكر في عام 2004، وسرعان ما أصبحت واحدة من أكثر منصات مشاركة الصور شعبية على الإنترنت. سمحت فليكر للمستخدمين بتحميل الصور ومشاركتها مع الأصدقاء والعائلة، بالإضافة إلى تصفح صور الآخرين. تميزت فليكر بواجهتها سهلة الاستخدام وميزاتها المبتكرة، مثل القدرة على وضع علامات على الصور وتنظيمها في مجموعات. في عام 2005، استحوذت شركة ياهو (Yahoo) على فليكر مقابل مبلغ لم يكشف عنه. استمر بترفيلد في العمل في ياهو حتى عام 2008.
سلاك (Slack)
بعد مغادرته لشركة ياهو، أسس بترفيلد شركة جديدة تسمى تينايوس (Tiny Speck) في عام 2009. قامت تينايوس بتطوير لعبة متعددة اللاعبين عبر الإنترنت تسمى “جلوتش” (Glitch). خلال عملية تطوير جلوتش، أدرك فريق العمل الحاجة إلى أداة اتصال داخلية فعالة. طور الفريق أداة مراسلة داخلية استخدمها للتواصل والتعاون. في عام 2013، قرر بترفيلد وفريقه تحويل أداة الاتصال الداخلية إلى منتج قائم بذاته. أطلقوا على هذا المنتج اسم سلاك (Slack).
أصبح سلاك سريعًا منصة رائدة في مجال التعاون والتواصل في مكان العمل. سمح سلاك للفرق بالتواصل في الوقت الفعلي من خلال الرسائل الفورية، ومشاركة الملفات، وإجراء مكالمات الفيديو، وتنظيم المحادثات في قنوات مختلفة. اكتسب سلاك شعبية كبيرة بين الشركات والمنظمات من جميع الأحجام. في عام 2021، استحوذت شركة سيلز فورس (Salesforce) على سلاك مقابل 27.7 مليار دولار.
القيادة والإدارة
يُعرف بترفيلد بأسلوب قيادته المبتكر ورؤيته الثاقبة. يركز بترفيلد على بناء ثقافة عمل إيجابية وتشجيع الإبداع والتعاون. يؤمن بترفيلد بأهمية تصميم المنتجات مع وضع المستخدم في الاعتبار، ويسعى دائمًا إلى تحسين تجربة المستخدم. لقد لعب دورًا حاسمًا في تشكيل ثقافات الشركتين اللتين أسسهما، فليكر وسلاك.
يمتلك بترفيلد أسلوب قيادة فريد من نوعه يركز على التواصل المفتوح والشفافية. يشجع موظفيه على التعبير عن أفكارهم بحرية ويؤمن بأهمية التعاون. يرى بترفيلد أن القيادة الفعالة تتطلب القدرة على فهم احتياجات الموظفين والعمل على تحقيق أهداف مشتركة. كما يولي اهتمامًا كبيرًا لثقافة الشركة، ويعتقد أن الثقافة الإيجابية هي مفتاح النجاح.
الجوائز والتقدير
حصل ستيوارت بترفيلد على العديد من الجوائز والتقديرات خلال مسيرته المهنية. في عام 2006، تم اختياره كواحد من “أفضل 100 مبتكر تحت سن 35” من قبل مجلة “إم آي تي تكنولوجي ريفيو”. في عام 2014، اختير كواحد من “أكثر 100 شخص مؤثر في العالم” من قبل مجلة “تايم”. بالإضافة إلى ذلك، تم الاعتراف بسلاك كواحدة من الشركات الأكثر ابتكارًا في العالم من قبل العديد من المنظمات.
الحياة الشخصية
بترفيلد متزوج من فيليسيتي كولمان، ولديهما طفلان. يظهر اهتمامًا كبيرًا بالفن والثقافة، وهو يمتلك مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية. بالإضافة إلى ذلك، هو ناشط في مجال المسؤولية الاجتماعية للشركات ويدعم العديد من المبادرات الخيرية.
تأثيره على عالم التكنولوجيا
ترك ستيوارت بترفيلد بصمة كبيرة على عالم التكنولوجيا. من خلال فليكر وسلاك، غير طريقة تفاعل الناس مع الصور والتواصل في مكان العمل. ساهمت رؤيته الإبداعية وأسلوب قيادته في إلهام جيل جديد من رواد الأعمال. تعتبر شركاته بمثابة نماذج يحتذى بها في مجال الابتكار وثقافة العمل.
يعتبر بترفيلد رائدًا في مجال تصميم المنتجات وواجهة المستخدم. لقد أظهر أهمية تصميم المنتجات التي تركز على المستخدم، مما يضمن تجربة سلسة وبديهية. لقد أثرت رؤيته في هذا المجال على العديد من الشركات الأخرى.
التحديات والمستقبل
واجه بترفيلد بعض التحديات في مسيرته المهنية، بما في ذلك ضغوط إدارة شركة ناشئة والتعامل مع الاستحواذات. ومع ذلك، فقد أظهر قدرة كبيرة على التكيف والمرونة. بالنسبة للمستقبل، من المتوقع أن يستمر بترفيلد في لعب دور قيادي في عالم التكنولوجيا، سواء من خلال المشاريع الجديدة أو من خلال دعم رواد الأعمال الآخرين. قد يركز في المستقبل على استكشاف مجالات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي أو العملات المشفرة.
الاستثمار والأنشطة الأخرى
بالإضافة إلى عمله في فليكر وسلاك، استثمر بترفيلد في العديد من الشركات الناشئة. شارك في تمويل شركات في مجالات مختلفة، بما في ذلك التكنولوجيا المالية والرعاية الصحية. يشارك بترفيلد أيضًا في عدد من الأنشطة الأخرى، مثل تقديم المشورة للشركات الناشئة والمشاركة في المؤتمرات والفعاليات الصناعية.
خاتمة
ستيوارت بترفيلد هو رجل أعمال كندي بارز، اشتهر بتأسيسه لشركتي فليكر وسلاك. من خلال رؤيته الإبداعية وأسلوب قيادته المبتكر، غيّر طريقة تفاعل الناس مع الصور والتواصل في مكان العمل. ترك بترفيلد بصمة كبيرة على عالم التكنولوجيا ويستمر في إلهام جيل جديد من رواد الأعمال.
المراجع
- ويكيبيديا – ستيوارت بترفيلد
- موسوعة بريتانيكا – ستيوارت بترفيلد
- فوربس – ستيوارت بترفيلد
- بلومبرج – ستيوارت بترفيلد
“`