<![CDATA[
السيرة الذاتية والتعليم
ولد بول دوريش في عام 1966. حصل على درجة البكالوريوس في علوم الحاسوب والرياضيات من جامعة إيست أنجليا في عام 1987. ثم أكمل دراساته العليا في جامعة كوين ماري في لندن، حيث حصل على درجة الماجستير في علوم الحاسوب في عام 1989، ودرجة الدكتوراه في علوم الحاسوب في عام 1993. أطروحته للدكتوراه بعنوان “التعاون والتواصل في بيئات الحاسوب: نهج تصوري”.
المسيرة المهنية والأبحاث
بدأ دوريش مسيرته المهنية بالعمل في شركة “Rank Xerox EuroPARC” في كامبريدج، المملكة المتحدة، حيث أجرى أبحاثًا حول الحوسبة المتمركزة حول الإنسان. في عام 1999، انتقل إلى الولايات المتحدة للانضمام إلى هيئة التدريس في جامعة كاليفورنيا، إرفاين (UCI)، حيث شغل منصب أستاذ في قسم علوم الحاسوب. لا يزال يعمل كأستاذ في UCI حتى يومنا هذا. خلال فترة عمله في UCI، شغل دوريش أيضًا منصب مدير مختبر التفاعل الإنساني والحاسوب (HCIL).
ركزت أبحاث دوريش بشكل أساسي على تصميم التفاعل والحوسبة الاجتماعية، مع التركيز على كيفية استخدام التكنولوجيا لدعم التعاون والتواصل والتنظيم الاجتماعي. وقد أجرى أبحاثًا في مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك:
- الحوسبة المتمركزة حول الإنسان: استكشاف كيفية تصميم التكنولوجيا لتلبية احتياجات المستخدمين وسياقاتهم.
- الحوسبة الاجتماعية: دراسة كيفية استخدام التكنولوجيا لدعم التفاعلات الاجتماعية والتعاون.
- تصميم التفاعل: تطوير طرق وتقنيات لتصميم واجهات مستخدم فعالة وذات مغزى.
- الحياة الرقمية: فحص العلاقة بين التكنولوجيا والثقافة، وكيف تؤثر التكنولوجيا على حياتنا اليومية.
المفاهيم والمساهمات الرئيسية
قدم دوريش العديد من المساهمات الهامة في مجال علوم الحاسوب. تشمل بعض المفاهيم الرئيسية التي طورها:
- الحوسبة كعمل: يرى دوريش أن التكنولوجيا ليست مجرد أدوات، بل هي جزء من حياتنا اليومية وعملنا. يركز هذا المفهوم على كيفية استخدام التكنولوجيا في سياقات العمل والتنظيم الاجتماعي.
- التفاعل المكاني: يستكشف هذا المفهوم كيفية تأثير المكان والبيئة المادية على التفاعلات البشرية والتجارب التكنولوجية.
- التعاملية: يؤكد على أهمية فهم كيفية استخدام الناس للتكنولوجيا في سياقاتهم الاجتماعية والثقافية، وكيف يتفاوضون على المعنى من خلال التفاعل مع التكنولوجيا.
- المنهجية الإثنوغرافية: استخدم دوريش المنهجية الإثنوغرافية لدراسة كيفية استخدام الناس للتكنولوجيا في بيئاتهم الطبيعية. وقد ساعد هذا النهج في تطوير فهم أعمق لكيفية تصميم التكنولوجيا لتلبية احتياجات المستخدمين وسياقاتهم.
ألف دوريش العديد من الكتب والمقالات العلمية المؤثرة. كتابه الأكثر شهرة هو “الخريطة الاجتماعية: التفاعل والعمل والتمثيل” (2002)، الذي يعتبر عملاً أساسيًا في مجال الحوسبة الاجتماعية وتصميم التفاعل. في هذا الكتاب، يستكشف دوريش كيف يشكل التفاعل مع التكنولوجيا سلوكنا الاجتماعي، وكيف يمكن للتكنولوجيا أن تدعم وتغير أنماط العمل والتعاون.
بالإضافة إلى “الخريطة الاجتماعية”، نشر دوريش العديد من المقالات العلمية في مجلات ومؤتمرات مرموقة. تساهم هذه المقالات في تطوير فهمنا للحوسبة الاجتماعية، وتصميم التفاعل، والحوسبة المتمركزة حول الإنسان. غالبًا ما يتم الاستشهاد بأعماله، وقد أثرت على العديد من الباحثين والممارسين في هذا المجال.
التأثير والاعتراف
حظي عمل بول دوريش بتقدير كبير في مجتمع علوم الحاسوب. وقد حصل على العديد من الجوائز والتكريمات، بما في ذلك:
- جائزة جيمس ل. إيلموند (James L. Elam Award): حصل عليها من جمعية الحوسبة (ACM) في عام 2011 لعمله في مجال تصميم التفاعل.
- زمالة رابطة مكائن الحوسبة (ACM Fellow): تم انتخابه كزميل لجمعية الحوسبة في عام 2014 تقديرًا لمساهماته في مجال الحوسبة.
يستمر دوريش في التأثير على مجالات الحوسبة الاجتماعية وتصميم التفاعل والحوسبة المتمركزة حول الإنسان. يعتبر عمله مصدر إلهام للباحثين والممارسين الذين يسعون إلى تصميم تكنولوجيا أكثر إنسانية وذات مغزى.
مشاريع بحثية مختارة
شارك دوريش في العديد من المشاريع البحثية الهامة. تشمل بعض المشاريع البارزة:
- Project Aura: مشروع بحثي يهدف إلى تطوير تقنيات حوسبة قابلة للتكيف والتي يمكن أن تتكيف مع سلوك المستخدمين وظروفهم.
- The Activity-Based Computing Project: مشروع يركز على تطوير أدوات وتطبيقات لدعم الأنشطة اليومية للأشخاص.
- The Open Source Computer Supported Collaboration Project: مشروع يهدف إلى تطوير برمجيات تعاونية مفتوحة المصدر.
تسلط هذه المشاريع الضوء على التزام دوريش بتطوير تكنولوجيا تخدم احتياجات المستخدمين وتعزز التعاون والتواصل.
التدريس والإرشاد
بالإضافة إلى أبحاثه، يشارك دوريش بنشاط في التدريس والإرشاد. يقوم بتدريس دورات دراسية حول تصميم التفاعل، والحوسبة الاجتماعية، والحوسبة المتمركزة حول الإنسان. كما يقوم بإرشاد طلاب الدراسات العليا، ويساعدهم على تطوير أبحاثهم الخاصة. يعتبر دوريش معلمًا ملهمًا وموجهًا قيمًا للعديد من الباحثين في هذا المجال.
المنظور النقدي
بالإضافة إلى مساهماته في التصميم والتطوير، يتبنى دوريش منظورًا نقديًا تجاه التكنولوجيا. إنه مهتم بكيفية تأثير التكنولوجيا على العلاقات الاجتماعية، والعمل، والثقافة. يعتقد دوريش أن على المصممين والباحثين أن يكونوا على دراية بالآثار الاجتماعية والأخلاقية المحتملة للتكنولوجيا. هذا المنظور يساهم في تطوير تقنيات أكثر مسؤولية واستدامة.
الحياة الشخصية
على الرغم من أن بول دوريش شخصية بارزة في مجال علوم الحاسوب، إلا أنه يفضل الحفاظ على خصوصيته. لا تتوفر معلومات كثيرة حول حياته الشخصية. ومع ذلك، يُعرف عنه أنه ملتزم بعمله، ومخلص لزملائه وطلابه، ومتحمس لتعزيز التكنولوجيا التي تفيد المجتمع.
مستقبل العمل
يواصل دوريش نشاطه البحثي في جامعة كاليفورنيا، إرفاين. يستمر في استكشاف مجالات الحوسبة الاجتماعية، وتصميم التفاعل، والحوسبة المتمركزة حول الإنسان. من المتوقع أن يستمر عمله في التأثير على تصميم وتطوير التكنولوجيا في المستقبل. يعتبر دوريش مرشدًا ونموذجًا يحتذى به للعديد من الباحثين في هذا المجال.
خاتمة
بول دوريش هو عالم حاسوب مؤثر ترك بصمة كبيرة في مجالات الحوسبة الاجتماعية، والحوسبة المتمركزة حول الإنسان، وتصميم التفاعل. من خلال أبحاثه وكتاباته، ساهم في فهمنا لكيفية تأثير التكنولوجيا على السلوك البشري، والتنظيم الاجتماعي، والثقافة. يعتبر دوريش شخصية أساسية في هذا المجال، ويستمر عمله في إلهام الباحثين والممارسين لتصميم تكنولوجيا أكثر إنسانية وذات مغزى.