<![CDATA[
تاريخ التأسيس والخلفية السياسية
تأسست مجموعة ناويين في عام 2003، في أعقاب اغتيال السياسي الهولندي بيم فورتاين، والذي كان له تأثير كبير على السياسة الهولندية. كان ناويين في السابق عضوًا في قائمة بيم فورتاين (LPF)، وهو حزب سياسي أسسه فورتاين. بعد وفاة فورتاين، انقسم حزب LPF، وشكل ناويين مجموعته الخاصة، التي سعت إلى الحفاظ على الإرث السياسي لـفورتاين وتقديم بديل سياسي لليمين الهولندي.
كان بيم فورتاين شخصية مثيرة للجدل، اشتهر بمواقفه المناهضة للإسلام، والتشكيك في التعددية الثقافية، ودعوته إلى سياسات هجرة أكثر صرامة. أثرت أفكاره بشكل كبير على السياسة الهولندية، ومهدت الطريق لصعود الأحزاب اليمينية الشعبوية في البلاد. تبنت مجموعة ناويين العديد من الأفكار التي طرحها فورتاين، مما جعلها جزءًا من التيار السياسي المعروف باسم “الفورتيونية”، الذي يركز على القضايا المتعلقة بالهوية الوطنية، والثقافة، والهجرة.
الأيديولوجية والمواقف السياسية
تتبنى مجموعة ناويين أيديولوجية يمينية محافظة، وتتمحور مواقفها السياسية حول عدد من القضايا الرئيسية. من بين هذه القضايا:
- الهجرة والاندماج: تعارض المجموعة الهجرة الجماعية، وتدعو إلى سياسات هجرة أكثر تقييدًا. كما أنها تنتقد سياسات الاندماج الحالية، وتؤكد على ضرورة الحفاظ على الهوية الثقافية الهولندية.
- الأمن القومي: تدعم المجموعة تعزيز الأمن القومي، وتدعو إلى زيادة الإنفاق على الدفاع والأمن الداخلي.
- السيادة الوطنية: تؤمن المجموعة بأهمية السيادة الوطنية، وتعارض نقل السلطات إلى المؤسسات فوق الوطنية، مثل الاتحاد الأوروبي.
- العلاقات مع الاتحاد الأوروبي: تعتبر المجموعة من المؤيدين للشكوك في الاتحاد الأوروبي، وتدعو إلى مراجعة العلاقات بين هولندا والاتحاد الأوروبي، وربما الانسحاب منه.
- الاقتصاد: تتبنى المجموعة مواقف اقتصادية ليبرالية محافظة، وتدعم تخفيض الضرائب وتقليل التدخل الحكومي في الاقتصاد.
التأثير والتطورات السياسية
على الرغم من أنها لم تحظَ بتمثيل واسع النطاق في البرلمان الهولندي، إلا أن مجموعة ناويين كان لها تأثير على المشهد السياسي في هولندا. ساهمت المجموعة في نشر الأفكار الفورتيونية، ودفعت النقاش العام حول قضايا الهجرة، والاندماج، والهوية الوطنية. كما أنها ساهمت في صعود الأحزاب اليمينية الشعبوية الأخرى في هولندا.
شهدت المجموعة بعض التغيرات والتطورات على مر السنين. في البداية، عملت بشكل أساسي كفصيل برلماني، لكنها تحولت لاحقًا إلى حركة سياسية أوسع، مع نشاط في وسائل الإعلام، والمنظمات المجتمعية. كما تغيرت القيادة والتركيبة الداخلية للمجموعة على مر السنين، مع انضمام أعضاء جدد وتبني مواقف جديدة في بعض القضايا.
تعتبر مجموعة ناويين جزءًا من المشهد السياسي الهولندي المعقد والمتنوع. إنها تمثل تيارًا سياسيًا يمينيًا محافظًا، يركز على قضايا الهوية الوطنية، والأمن القومي، والسيادة الوطنية. على الرغم من أنها لم تكن في السلطة بشكل مباشر، إلا أنها أثرت في النقاش العام والسياسات الهولندية.
الانتقادات
واجهت مجموعة ناويين انتقادات عديدة، خاصة بسبب مواقفها المتشددة بشأن قضايا الهجرة والاندماج. اتُهمت المجموعة بالعنصرية وكراهية الأجانب، واتُهمت بتأجيج التوتر الاجتماعي من خلال خطاباتها السياسية. كما تعرضت المجموعة لانتقادات بسبب تبنيها لأفكار متطرفة والتشجيع على خطاب الكراهية. بعض المعلقين السياسيين اتهموا المجموعة بنشر معلومات مضللة والمساهمة في تدهور الحوار السياسي العام.
بالإضافة إلى ذلك، تعرضت المجموعة لانتقادات بسبب افتقارها إلى برنامج سياسي متماسك وتوجهات قيادية متضاربة. يرى البعض أن المجموعة لم تقدم حلولًا عملية للمشاكل التي تطرحها، وأنها تركز بشكل كبير على الجوانب الإيديولوجية بدلاً من العمل على إيجاد حلول ملموسة.
مقارنة مع الأحزاب اليمينية الأخرى في هولندا
تتشابه مجموعة ناويين مع الأحزاب اليمينية الأخرى في هولندا، مثل حزب الحرية (PVV) بقيادة خيرت فيلدرز، في عدد من الجوانب. كلاهما يعارض الهجرة الجماعية، ويدعو إلى سياسات هجرة أكثر صرامة، وينتقد سياسات الاندماج الحالية. ومع ذلك، هناك بعض الاختلافات الرئيسية بينهما.
بالمقارنة مع حزب الحرية، تعتبر مجموعة ناويين أكثر تركيزًا على القضايا المتعلقة بالهوية الوطنية والثقافة. كما أنها أكثر استعدادًا للتعاون مع الأحزاب السياسية الأخرى، بينما يتبنى حزب الحرية موقفًا أكثر عزلة. بالإضافة إلى ذلك، يختلف حزب الحرية في بعض القضايا الاجتماعية، مثل موقفه الأكثر تشددًا بشأن الإسلام.
هناك أيضًا اختلافات في الأسلوب والقيادة. يتمتع خيرت فيلدرز بشخصية قيادية قوية، بينما تتمتع مجموعة ناويين بتركيبة قيادية أكثر تنوعًا. بالإضافة إلى ذلك، يعتمد حزب الحرية بشكل كبير على خطاب سياسي تحريضي، بينما تحاول مجموعة ناويين أن تتبنى خطابًا سياسيًا أكثر اعتدالًا.
المستقبل
يواجه مستقبل مجموعة ناويين عددًا من التحديات. يجب على المجموعة أن تحدد مكانتها في المشهد السياسي الهولندي المتغير، والتنافس مع الأحزاب اليمينية الشعبوية الأخرى. يجب عليها أيضًا أن تتعامل مع الانتقادات الموجهة إليها، وأن تحاول كسب المزيد من الدعم من الجمهور. يعتمد نجاح المجموعة في المستقبل على قدرتها على التكيف مع التغيرات السياسية والاجتماعية، وعلى قدرتها على تقديم رؤية سياسية مقنعة للمواطنين الهولنديين.
من المحتمل أن يستمر تأثير مجموعة ناويين على السياسة الهولندية، حتى لو لم تحصل على تمثيل كبير في البرلمان. ستستمر المجموعة في طرح القضايا المتعلقة بالهجرة، والاندماج، والهوية الوطنية، والمساهمة في النقاش العام حول هذه القضايا. ومع ذلك، يعتمد مستقبلها على قدرتها على التكيف مع التحديات السياسية والاجتماعية، وعلى قدرتها على الحفاظ على أهميتها في المشهد السياسي الهولندي.
خاتمة
مجموعة ناويين هي فصيل سياسي يميني هولندي، تأسس على يد هيلبراند ناويين. تبنت المجموعة أيديولوجية يمينية محافظة، وركزت على قضايا الهجرة، والاندماج، والأمن القومي، والسيادة الوطنية. على الرغم من أنها لم تحظَ بتمثيل واسع النطاق في البرلمان، إلا أن المجموعة كان لها تأثير على المشهد السياسي في هولندا، وساهمت في صعود الأحزاب اليمينية الشعبوية. واجهت المجموعة انتقادات بسبب مواقفها المتشددة، لكنها لا تزال تمثل تيارًا سياسيًا مهمًا في هولندا.