رحلة الخطوط الجوية المتحدة 173 (United Airlines Flight 173)

<![CDATA[

خلفية الحادث

أقلعت الرحلة 173 من نيويورك في الساعة 16:14 بتوقيت المحيط الهادئ. وكانت الطائرة من طراز ماكدونيل دوغلاس دي سي-8-61، والتي كانت تحمل 189 راكبًا و 8 من أفراد الطاقم. كان من المتوقع أن تستغرق الرحلة حوالي 5 ساعات و 45 دقيقة. أبلغ الطيارون عن مشاكل في معدات الهبوط أثناء اقترابهم من مطار بورتلاند. قرر قائد الطائرة، الكابتن مالكولم “ماك” أ. كيرني، الإعلان عن حالة طوارئ والقيام بدورة طيران لإصلاح المشكلة، وتوفير الوقت اللازم لإجراء فحص أكثر تفصيلاً. ومع ذلك، لم يدرك طاقم الطائرة أن الوقود كان ينفد.

خلال الفترة التي قضاها الطاقم في محاولة تحديد مشكلة معدات الهبوط، أهملوا مراقبة مستويات الوقود. لم يُدرك الطاقم الوضع الحرج إلا عندما أبلغ مهندس الطيران عن انخفاض مستوى الوقود إلى مستوى حرج. في هذه المرحلة، كان الوقت قد فات لإنقاذ الطائرة، فتحطمت الطائرة في منطقة سكنية على بعد 6 أميال (9.7 كم) من المطار.

سلسلة الأحداث التي أدت إلى الحادث

بدأت سلسلة الأحداث التي أدت إلى الكارثة بعد وقت قصير من اقتراب الطائرة من بورتلاند. إليك تسلسل زمني للأحداث:

16:07: أبلغ الطاقم عن مشكلة في نظام معدات الهبوط.
16:08: أعلن الطاقم عن حالة طوارئ.
16:14: بدأت الطائرة في الطيران في دائرة فوق مطار بورتلاند.
16:21: أبلغ المهندس الطيران عن انخفاض الوقود.
16:23: تحطمت الطائرة.

تشير هذه الأحداث إلى سلسلة من الأخطاء في اتخاذ القرارات والإدارة داخل قمرة القيادة والتي ساهمت في الحادث. كان التركيز الأساسي للطاقم على مشكلة معدات الهبوط، مما أدى إلى إهمال مراقبة الوقود بشكل مناسب. بالإضافة إلى ذلك، أدت قيادة الكابتن كيرني، التي تميزت بالضغط على طاقمه وعدم التنسيق الفعال، إلى تفاقم الوضع.

أسباب الحادث

خلص تحقيق المجلس الوطني لسلامة النقل (NTSB) إلى أن السبب الرئيسي للحادث هو إخفاق طاقم الطائرة في مراقبة مستوى الوقود والتفاعل مع انخفاض الوقود، بالإضافة إلى الفشل في اتباع إجراءات التشغيل القياسية. عوامل أخرى ساهمت في الحادث:

إدارة موارد قمرة القيادة الضعيفة: كان هناك ضعف في التواصل والتعاون بين أفراد الطاقم. لم يقم الكابتن كيرني بتوزيع المهام بشكل فعال، ولم يشارك المهندس الطيران ومساعد الطيار بشكل كامل في عملية اتخاذ القرار.
التركيز المفرط على مشكلة معدات الهبوط: صرف انتباه الطاقم عن مراقبة الوقود، مما أدى إلى عدم إدراك الوضع الحرج لنقص الوقود حتى فوات الأوان.
عدم الوعي بالوضع: لم يكن الطاقم على دراية بكمية الوقود المتبقية، ولا بمعدل استهلاك الوقود، ولا بالوقت المتاح قبل نفاد الوقود.

بشكل عام، كان الحادث نتيجة سلسلة من الأخطاء البشرية، بما في ذلك فشل الطيارين في تنفيذ الإجراءات التشغيلية القياسية، وإدارة موارد قمرة القيادة غير الفعالة، والتركيز المفرط على مشكلة أخرى أدت إلى تجاهل حالة الوقود.

دروس مستفادة من الحادث

كان لحادث رحلة الخطوط الجوية المتحدة 173 تأثير كبير على صناعة الطيران، مما أدى إلى العديد من التغييرات في إجراءات السلامة والتدريب. أهم الدروس المستفادة:

أهمية إدارة موارد قمرة القيادة (CRM): يؤكد الحادث على أهمية التواصل الفعال والتعاون بين أفراد الطاقم. يجب على الطيارين العمل كفريق واحد، وتقاسم المعلومات، واتخاذ القرارات بشكل جماعي.
مراقبة الوقود: يجب على الطيارين إعطاء الأولوية لمراقبة الوقود وتنفيذ الإجراءات اللازمة لضمان وجود كمية كافية من الوقود طوال الرحلة.
الوعي بالوضع: يجب على الطيارين أن يكونوا على دراية دائمًا بالوضع العام للطائرة، بما في ذلك مستوى الوقود، والأداء، وأي مشكلات فنية.
إجراءات التشغيل القياسية (SOPs): يجب على الطيارين اتباع إجراءات التشغيل القياسية في جميع الأوقات.

أدت هذه الدروس إلى تغييرات كبيرة في صناعة الطيران، بما في ذلك زيادة التدريب على CRM، وتطوير إجراءات جديدة لمراقبة الوقود، وتحسين تصميم قمرة القيادة. ساعدت هذه التغييرات على تحسين سلامة الطيران وتقليل خطر وقوع حوادث مماثلة في المستقبل.

التأثير على صناعة الطيران

كان لحادث رحلة الخطوط الجوية المتحدة 173 تأثير دائم على صناعة الطيران، مما أدى إلى تغييرات كبيرة في التدريب، والعمليات، والتقنيات. بعض هذه التغييرات تشمل:

التدريب على إدارة موارد قمرة القيادة (CRM): أصبح التدريب على CRM جزءًا أساسيًا من تدريب الطيارين. يهدف CRM إلى تحسين التواصل والتعاون واتخاذ القرارات داخل قمرة القيادة.
تحسين إجراءات مراقبة الوقود: قامت شركات الطيران بتطوير إجراءات جديدة لمراقبة الوقود لضمان وجود كمية كافية من الوقود طوال الرحلة.
تحديث تصميم قمرة القيادة: تم تحديث تصميم قمرة القيادة لجعل المعلومات المتعلقة بالوقود وغيرها من المعلومات المهمة أكثر سهولة ووضوحًا للطيارين.
التغييرات التنظيمية: أصدرت إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) لوائح جديدة تتطلب من شركات الطيران تنفيذ برامج سلامة أكثر صرامة.

ساعدت هذه التغييرات على تحسين سلامة الطيران وجعل السفر الجوي أكثر أمانًا للمسافرين.

تقييم إدارة الأزمات في قمرة القيادة

كانت إدارة الأزمات في قمرة القيادة جانبًا حاسمًا في الحادث. يشير هذا إلى كيفية استجابة الطاقم للموقف غير المتوقع أو الطارئ. في حالة رحلة الخطوط الجوية المتحدة 173، كانت إدارة الأزمات في قمرة القيادة ضعيفة. فشل الطاقم في التعرف على الوضع الحرج لنقص الوقود بشكل فعال، مما أدى إلى تحطم الطائرة.
لتحسين إدارة الأزمات في قمرة القيادة، يجب على شركات الطيران:

تدريب الطيارين: يجب تدريب الطيارين على كيفية الاستجابة بفعالية للأزمات، وكيفية اتخاذ القرارات بسرعة وفعالية، وكيفية التواصل بشكل فعال مع بعضهم البعض.
تعزيز ثقافة السلامة: يجب على شركات الطيران تعزيز ثقافة السلامة التي تشجع الطيارين على الإبلاغ عن المشكلات، وطرح الأسئلة، وتقديم الاقتراحات.
تنفيذ إجراءات واضحة: يجب على شركات الطيران تنفيذ إجراءات واضحة لمساعدة الطيارين على التعامل مع الأزمات.

من خلال تحسين إدارة الأزمات في قمرة القيادة، يمكن لشركات الطيران تحسين سلامة الطيران وتقليل خطر وقوع حوادث مماثلة في المستقبل.

العوامل المساهمة في الحادث

بالإضافة إلى الأسباب الرئيسية المذكورة أعلاه، ساهمت عدة عوامل أخرى في حادث رحلة الخطوط الجوية المتحدة 173:

التعب: ربما كان التعب عاملاً مساهماً بسبب فترة العمل الطويلة التي قضاها الطاقم.
ضغوط الموقف: ربما شعر الطاقم بضغط لإصلاح مشكلة معدات الهبوط في أسرع وقت ممكن.
عدم كفاية التدريب: ربما لم يتلق الطاقم تدريباً كافياً على إدارة موارد قمرة القيادة أو مراقبة الوقود.

تشير هذه العوامل إلى تعقيد الحوادث الجوية وأهمية النظر في مجموعة متنوعة من العوامل عند تحديد أسباب الحادث.

دروس إضافية

بالإضافة إلى الدروس الرئيسية المذكورة أعلاه، هناك دروس إضافية يمكن تعلمها من حادث رحلة الخطوط الجوية المتحدة 173:

أهمية التواصل: يجب على الطيارين الحفاظ على التواصل الفعال مع بعضهم البعض، ومع مراقبي الحركة الجوية، ومع أفراد الطاقم الآخرين.
أهمية التحضير: يجب على الطيارين الاستعداد جيدًا للرحلات، بما في ذلك مراجعة خطط الطيران، وفحص الطائرة، ومناقشة الإجراءات الطارئة.
أهمية التعلم من الأخطاء: يجب على شركات الطيران والطيارين التعلم من الأخطاء السابقة لتجنب تكرارها في المستقبل.

باتباع هذه الدروس، يمكن لصناعة الطيران أن تجعل السفر الجوي أكثر أمانًا للمسافرين.

خاتمة

كان حادث رحلة الخطوط الجوية المتحدة 173 مأساة، لكنه أدى أيضًا إلى تحسينات كبيرة في سلامة الطيران. أظهر الحادث أهمية إدارة موارد قمرة القيادة، ومراقبة الوقود، والوعي بالوضع، واتباع إجراءات التشغيل القياسية. ساعدت الدروس المستفادة من هذا الحادث على تغيير صناعة الطيران، مما جعل السفر الجوي أكثر أمانًا للمسافرين. لا يزال هذا الحادث بمثابة تذكير صارخ بأهمية اليقظة والتدريب والالتزام بالسلامة في مجال الطيران.

المراجع

]]>