<![CDATA[
تأسيس وتاريخ أوروبا المفتوحة
تأسست أوروبا المفتوحة في عام 2005، وشغل فيليب بوت مديرها. نشأت المنظمة في سياق متزايد من التشكك في الاتحاد الأوروبي داخل بريطانيا، وتهدف إلى تقديم بدائل سياسية قائمة على مبادئ السوق الحرة، والمسؤولية الفردية، والديمقراطية الليبرالية. سرعان ما اكتسبت أوروبا المفتوحة سمعة طيبة بفضل تحليلاتها المتعمقة وتقاريرها المؤثرة، وأصبحت جهة مرجعية للباحثين وصانعي السياسات والإعلاميين.
خلال السنوات التي سبقت استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قدمت أوروبا المفتوحة مجموعة متنوعة من الأوراق البحثية والتحليلات التي تناولت قضايا مختلفة مثل التجارة، والسيادة، واللوائح التنظيمية. دافعت المنظمة عن الإصلاحات التي من شأنها أن تعيد السلطة إلى الدول الأعضاء، وتحد من تدخل الاتحاد الأوروبي في الشؤون الداخلية.
أهداف ورؤية أوروبا المفتوحة
ارتكزت رؤية أوروبا المفتوحة على عدة مبادئ أساسية:
- الديمقراطية والسيادة الوطنية: دعت المنظمة إلى احترام سيادة الدول الأعضاء والحد من سلطات المؤسسات الأوروبية.
- السوق الحرة: أيدت أوروبا المفتوحة سياسات السوق الحرة التي تهدف إلى تعزيز المنافسة والحد من القيود التنظيمية.
- الشفافية والمساءلة: شددت المنظمة على أهمية الشفافية والمساءلة في عمل المؤسسات الأوروبية.
- الإصلاح بدلًا من الثورة: ركزت أوروبا المفتوحة على الإصلاح التدريجي للاتحاد الأوروبي بدلاً من الدعوة إلى تفكيكه بشكل كامل.
وقد سعت المنظمة إلى تحقيق هذه الأهداف من خلال نشر الأبحاث والتقارير، وتنظيم المؤتمرات والندوات، والتواصل مع صانعي السياسات والرأي العام.
أثر أوروبا المفتوحة في النقاش حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (Brexit)
لعبت أوروبا المفتوحة دورًا محوريًا في النقاش حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. قدمت المنظمة تحليلات متعمقة حول مختلف جوانب القضية، بما في ذلك الآثار الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للخروج. كما نشرت دراسات حول العلاقات المستقبلية المحتملة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.
كانت أوروبا المفتوحة من بين المؤسسات التي دعت إلى إجراء استفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. وبعد التصويت على الخروج، قدمت المنظمة توصيات حول كيفية إدارة عملية الخروج، والتفاوض بشأن الاتفاقيات التجارية المستقبلية. ساهمت تحليلات أوروبا المفتوحة في تشكيل الرأي العام والتأثير على النقاش السياسي في بريطانيا وأوروبا.
مواقف وسياسات أوروبا المفتوحة
اتخذت أوروبا المفتوحة مواقف واضحة بشأن مجموعة متنوعة من القضايا السياسية والاقتصادية. فيما يتعلق بالتجارة، دافعت المنظمة عن اتفاقيات التجارة الحرة، والحد من الحواجز الجمركية، وتوسيع نطاق التجارة العالمية. في مجال السياسة المالية، أيدت أوروبا المفتوحة سياسات ضبط الإنفاق العام، والحد من الديون، وتعزيز الاستقرار المالي.
وفيما يتعلق بالسياسة البيئية، دعت المنظمة إلى اتباع نهج واقعي تجاه تغير المناخ، والجمع بين حماية البيئة والنمو الاقتصادي. كما اتخذت أوروبا المفتوحة مواقف بشأن قضايا الهجرة، والأمن القومي، والسياسة الخارجية، ودعت إلى تبني سياسات تعزز الأمن والاستقرار والازدهار.
انتقادات لأوروبا المفتوحة
مثل أي منظمة فكرية، تعرضت أوروبا المفتوحة لانتقادات مختلفة. اتهمها البعض بالتحيز لصالح وجهات نظر اليمين، والترويج لأجندة سياسية معينة. انتقد آخرون تحليلها للقضايا الاقتصادية، ورأوا أنها تقلل من المخاطر المحتملة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. كما أثيرت تساؤلات حول مصادر تمويل المنظمة، والعلاقات مع الجهات المانحة.
رغم هذه الانتقادات، ظلت أوروبا المفتوحة من المنظمات المؤثرة في النقاش السياسي في بريطانيا وأوروبا، وقدمت مساهمات قيمة في فهم القضايا المعقدة المتعلقة بالاتحاد الأوروبي.
الاندماج مع معهد السياسة (The Policy Institute)
في عام 2022، أعلنت أوروبا المفتوحة عن اندماجها مع معهد السياسة (The Policy Institute) في جامعة كينغز كوليدج لندن. يمثل هذا الاندماج تحولًا في مسار المنظمة، حيث يهدف إلى دمج خبرتها في قضايا السياسات الأوروبية مع نطاق أوسع من الأبحاث والتحليلات السياسية. سيؤدي الاندماج إلى تعزيز قدرة المعهد على تقديم رؤى وتحليلات متعمقة حول مجموعة متنوعة من القضايا السياسية والاقتصادية.
سيمكن الاندماج مع معهد السياسة أوروبا المفتوحة من الاستمرار في المساهمة في النقاش السياسي العام، وتوسيع نطاق تأثيرها من خلال الوصول إلى جمهور أوسع، وتعزيز التعاون مع الباحثين والأكاديميين. كما سيتيح للمعهد الاستفادة من خبرة أوروبا المفتوحة في قضايا الاتحاد الأوروبي، وتعزيز قدرته على التأثير في صانعي السياسات والرأي العام.
مستقبل أوروبا المفتوحة
بعد الاندماج مع معهد السياسة، من المتوقع أن تستمر أوروبا المفتوحة في لعب دور مهم في النقاش حول القضايا السياسية والاقتصادية في بريطانيا وأوروبا. سيوفر الاندماج للمنظمة منصة أقوى للبحث والتحليل، والتعاون مع الباحثين والأكاديميين، والتأثير في صانعي السياسات والرأي العام. من المتوقع أن تركز المنظمة على مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك العلاقات المستقبلية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، والسياسات الاقتصادية، والتجارة، والأمن القومي، والسياسة الخارجية.
من خلال الاستفادة من خبرتها السابقة وقدراتها الجديدة، ستواصل أوروبا المفتوحة المساهمة في تشكيل الرأي العام، وتقديم رؤى وتحليلات متعمقة حول القضايا السياسية والاقتصادية المعقدة.
خاتمة
كانت أوروبا المفتوحة مؤسسة فكرية بريطانية ذات تأثير كبير على النقاش حول مستقبل الاتحاد الأوروبي، وخروج بريطانيا منه. من خلال تحليلاتها المتعمقة وتقاريرها المؤثرة، لعبت المنظمة دورًا محوريًا في تشكيل الرأي العام والتأثير على صانعي السياسات. بعد الاندماج مع معهد السياسة، تستعد أوروبا المفتوحة لمواصلة مساهماتها في النقاش السياسي، وتوسيع نطاق تأثيرها من خلال الوصول إلى جمهور أوسع وتعزيز التعاون مع الباحثين والأكاديميين.