خلفية الألبوم وتسجيله
جاء إصدار “اقترب” بعد فترة مضطربة للفرقة. فبعد وفاة عازفي الغيتار وعازف البيس الأصليين، جيمس هونيمان سكوت وبيت فارندون على التوالي في عامي 1982 و 1983، واجهت كريسي هايند، قائدة الفرقة، تحديات كبيرة في الحفاظ على استمرارية الفرقة. قبل تسجيل “اقترب”، قامت هايند بتشكيل فريق جديد يضم روبي ماكنتوش على الطبول، وتي.إم. ستيفنز على البيس، وبلي بايرنز على الغيتار. على الرغم من أن بايرنز شارك في تسجيل بعض الأغاني، إلا أنه ترك الفرقة قبل إصدار الألبوم وحل محله آدم سيمور.
بدأ تسجيل الألبوم في أوائل عام 1986 واستمر لعدة أشهر. تولى إنتاج الألبوم كل من ستيف ليليوايت وبوب كراولي، اللذين عملا على إبراز الجانب التجريبي والمتنوع في موسيقى الفرقة. تميزت عملية التسجيل بالعديد من التحديات بسبب التغييرات المستمرة في التشكيلة، ولكن هايند تمكنت من الحفاظ على رؤيتها الفنية وقيادة الفرقة نحو تحقيق ألبوم متماسك ومميز.
موسيقى الألبوم وأغانيه
يتميز “اقترب” بتنوعه الموسيقي، حيث يجمع بين عناصر الروك التقليدي، والبوب، والموجة الجديدة. يعكس هذا التنوع رغبة كريسي هايند في استكشاف آفاق جديدة في موسيقاها وتجربة أساليب مختلفة. من أبرز أغاني الألبوم:
- Don’t Get Me Wrong: الأغنية الأكثر شهرة من الألبوم، وهي أغنية بوب روك مبهجة وإيجابية. حققت الأغنية نجاحاً كبيراً في جميع أنحاء العالم وساعدت في تعزيز شعبية الألبوم.
- My Baby: أغنية روك قوية ومؤثرة تتناول موضوع الأمومة والحب. تتميز الأغنية بأداء صوتي قوي من كريسي هايند ولحن جذاب.
- Hymn to Her: أغنية هادئة وعاطفية كتبتها كريسي هايند كتقدير للنساء. تتميز الأغنية بكلماتها المؤثرة ولحنها الجميل.
- Room Full of Mirrors: نسخة جديدة من أغنية جيمي هندريكس. قدمت الفرقة نسخة مميزة تضفي عليها لمسة خاصة.
- Light of the Moon: أغنية روك رومانسية تبرز مهارات الفرقة الموسيقية.
بالإضافة إلى هذه الأغاني، يضم الألبوم مجموعة متنوعة من الأغاني الأخرى التي تتناول مواضيع مختلفة مثل الحب، والفقدان، والتمرد، والمجتمع. يتميز الألبوم بجودة الإنتاج العالية والأداء المتميز من جميع أعضاء الفرقة.
استقبال الألبوم وتقييمه
حظي “اقترب” باستقبال جيد من النقاد والجمهور على حد سواء. أشاد النقاد بتنوع الألبوم وجودة إنتاجه وأداء كريسي هايند الصوتي القوي. كما أشادوا بقدرة الفرقة على المزج بين عناصر الروك والبوب والموجة الجديدة بأسلوب متماسك ومبتكر.
حقق الألبوم نجاحاً تجارياً كبيراً، حيث وصل إلى المراكز العشرة الأولى في العديد من قوائم الألبومات حول العالم، بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة. ساهمت أغنية “Don’t Get Me Wrong” بشكل كبير في نجاح الألبوم، حيث أصبحت أغنية شهيرة في جميع أنحاء العالم.
على الرغم من النجاح الذي حققه الألبوم، إلا أنه لم يسلم من الانتقادات. انتقد بعض النقاد الألبوم لكونه أكثر تجارية من أعمال الفرقة السابقة، واعتبروا أنه يفتقر إلى الروح التجريبية التي ميزت ألبومات الفرقة الأولى. ومع ذلك، لا يزال “اقترب” يعتبر أحد أبرز ألبومات “المتظاهرون” وأحد أفضل ألبومات الروك في الثمانينيات.
تأثير الألبوم وإرثه
ترك “اقترب” تأثيراً كبيراً على موسيقى الروك والبوب. ساهم الألبوم في تعريف جيل جديد من المستمعين على موسيقى “المتظاهرون” وساعد في ترسيخ مكانة الفرقة كواحدة من أهم فرق الروك في التاريخ. كما ألهم الألبوم العديد من الفنانين والموسيقيين الآخرين.
لا تزال أغاني الألبوم تحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم، وتُبث بانتظام على محطات الراديو حول العالم. يعتبر “اقترب” ألبوماً كلاسيكياً في تاريخ موسيقى الروك وسيظل محفوراً في ذاكرة عشاق الموسيقى إلى الأبد.
أغلفة الألبوم
يتميز “اقترب” بغلاف بسيط وأنيق يظهر صورة مقربة لكريسي هايند. يعكس الغلاف شخصية هايند القوية والمستقلة، ويعبر عن طبيعة الألبوم الحميمة والشخصية. تم تصميم الغلاف بواسطة المصمم الشهير أنطون كوربين، الذي اشتهر بعمله مع العديد من الفنانين والموسيقيين البارزين.
توجد إصدارات مختلفة من الألبوم بغلافات مختلفة، ولكن الغلاف الأصلي الذي يظهر صورة كريسي هايند هو الأكثر شهرة وشيوعاً.
النسخ المعاد إصدارها
تم إعادة إصدار “اقترب” عدة مرات على مر السنين، بما في ذلك إصدارات محدثة تتضمن أغاني إضافية ومواد حصرية. تهدف هذه الإصدارات إلى تلبية طلبات عشاق الفرقة وتقديم الألبوم بجودة صوتية محسنة.
من بين الإصدارات المعاد إصدارها الأكثر شهرة: إصدار الذكرى السنوية الذي تم إصداره في عام 2006، والذي تضمن قرصين: القرص الأصلي للألبوم وقرص إضافي يحتوي على أغاني B-sides وتسجيلات حية.
خاتمة
“اقترب” هو ألبوم مهم في مسيرة “المتظاهرون” يمثل نقطة تحول في مسيرة الفرقة ويتميز بتنوعه الموسيقي وجودة إنتاجه. على الرغم من التحديات التي واجهت الفرقة خلال فترة تسجيل الألبوم، إلا أن كريسي هايند تمكنت من قيادة الفرقة نحو تحقيق ألبوم ناجح ومميز. لا يزال “اقترب” يحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم ويعتبر أحد أبرز ألبومات الروك في الثمانينيات.