نشأته وبداياته
ولد جون باوز في لندن عام 1811. كان الابن غير الشرعي للورد ستريتلام، الذي كان يمتلك ثروة كبيرة وأراضٍ واسعة في شمال إنجلترا. على الرغم من وضعه الاجتماعي غير التقليدي في ذلك الوقت، تلقى باوز تعليمًا جيدًا. وقد سمح له هذا التعليم بتطوير اهتماماته بالفن، والثقافة، والتاريخ. ورث باوز عن والده أملاكًا وأراضٍ واسعة في سن مبكرة، مما منحه الاستقلال المالي والقدرة على تحقيق طموحاته.
في شبابه، سافر باوز على نطاق واسع في جميع أنحاء أوروبا، واكتسب معرفة واسعة بالفن الأوروبي. خلال رحلاته، بدأ في جمع اللوحات والمنحوتات والتحف الفنية الأخرى، وشكلت هذه المجموعة النواة لمجموعته الفنية الواسعة.
علاقته بـ Josephine Benoîte Coffin-Chevalier
في عام 1847، تزوج جون باوز من جوزفين بينوايت كوفين-شيفالييه، وهي ممثلة فرنسية. كانت جوزفين شخصية محبوبة في المجتمع، وشاركت زوجها حبه للفن والثقافة. كان لهما تأثير كبير على بعضهما البعض، وساعدا في تعزيز بعضهما البعض اهتماماتهما الفنية. تعاون الزوجان في جمع الأعمال الفنية، وتشاركا في شغفهما بإنشاء متحف لعرض مجموعتهما.
لعبت جوزفين دورًا حاسمًا في تحقيق رؤية جون باوز. كانت ذواقًا فنيًا موهوبًا، وساعدت في اختيار القطع الفنية التي شكلت جوهر مجموعة المتحف. كما أنها أدارت شؤون المتحف بعد وفاة زوجها.
مجموعته الفنية
كان جون باوز جامعًا فنيًا شغوفًا ومميزًا. لقد جمع مجموعة واسعة من الأعمال الفنية، بما في ذلك اللوحات والمنحوتات والسيراميك والمفروشات. تميزت مجموعته بتنوعها وجودتها العالية، وكانت تعكس ذوقه الرفيع واهتمامه بالفن الأوروبي. كان يفضل الفن الفرنسي، لكن مجموعته شملت أيضًا أعمالًا فنية من دول أوروبية أخرى.
من أبرز مقتنياته لوحات لرسامين مشهورين مثل فرانشيسكو جويا، وإدوارد مانيه، وإل غريكو. بالإضافة إلى ذلك، جمع باوز مجموعة كبيرة من السيراميك والمفروشات الفاخرة، والتي ساهمت في إثراء تجربة الزائر في المتحف.
تأسيس متحف باوز
كان تأسيس متحف باوز هو الإنجاز الأكثر أهمية في حياة جون باوز. بدأ العمل في بناء المتحف في عام 1869، وتم افتتاحه للجمهور في عام 1877. كان المتحف مخصصًا لعرض مجموعة باوز الفنية، وكان يهدف إلى توفير الوصول إلى الفن والثقافة للجميع. كان المتحف بمثابة معلم معماري فريد، بتصميمه المستوحى من الفن الفرنسي.
يضم المتحف مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية، بما في ذلك اللوحات والمنحوتات والسيراميك والمفروشات. ومن بين المعروضات البارزة لوحة “الفتاة الإسبانية” لفرانشيسكو جويا، ومجموعة كبيرة من السيراميك الفرنسي. يشتهر المتحف أيضًا بمجموعة من الأزياء التاريخية، بما في ذلك مجموعة من الفساتين التاريخية.
كان متحف باوز هو حلم حياة جون باوز، وقد ساهم في إثراء الحياة الثقافية في شمال إنجلترا. لا يزال المتحف يعمل حتى اليوم، ويستقبل الزوار من جميع أنحاء العالم.
مسيرته في سباقات الخيل
بالإضافة إلى اهتمامه بالفن، كان جون باوز شغوفًا بسباقات الخيل. قام بتربية وتدريب الخيول الأصيلة، وحقق نجاحًا كبيرًا في هذه الرياضة. فاز بالعديد من السباقات المرموقة، بما في ذلك سباق ديربي إبسوم. كان باوز عضوًا مؤثرًا في مجتمع سباقات الخيل، وساهم في تطوير هذه الرياضة.
كانت خيول باوز معروفة بأدائها المتميز، وحققت انتصارات في العديد من السباقات الكبرى في بريطانيا وأيرلندا. يعتبر تاريخه في سباقات الخيل جزءًا لا يتجزأ من إرثه. فقد كان يمثل رمزًا للأناقة والتميز.
إرثه
ترك جون باوز إرثًا دائمًا. يعتبر متحف باوز، الذي أسسه، من أهم المتاحف في شمال إنجلترا. يواصل المتحف جذب الزوار من جميع أنحاء العالم، ويعرض مجموعة رائعة من الفنون الأوروبية. بالإضافة إلى ذلك، ترك باوز بصمة في عالم سباقات الخيل.
يمثل جون باوز مثالاً للرجل الذي جمع بين شغفه بالفن والرياضة. لقد استخدم ثروته وموقعه الاجتماعي لدعم الفن والثقافة، وترك إرثًا سيظل يذكره الناس لأجيال قادمة.
وفاته
توفي جون باوز في 9 أكتوبر 1885 في ستريتلام، مقاطعة دورهام. دفن في كنيسة القديس جيمس في ستريتلام. تركت جوزفين باوز بعد وفاته، وقد واصلت إدارة المتحف حتى وفاتها عام 1900. وقد تركت وصيتها بصمة لا تمحى على عالم الفن.
حقائق إضافية
- كان جون باوز عضوًا في البرلمان عن مقاطعة دورهام.
- كان مهتمًا بالسياسة والشؤون العامة.
- كان يعتبر شخصية مؤثرة في عصره.
خاتمة
كان جون باوز شخصية استثنائية. لقد كان جامعًا فنيًا بارزًا، ومالكًا ناجحًا لخيول السباق، ورجلًا ذا رؤية. لقد ترك إرثًا ثقافيًا دائمًا، وخاصةً من خلال متحف باوز، الذي لا يزال يمثل كنزًا للفن والثقافة. كان له تأثير كبير في مجتمعه، وساهم في إثراء الحياة الثقافية في شمال إنجلترا. يعتبر جون باوز مثالًا يحتذى به في الشغف والإنجاز.
المراجع
- الموقع الرسمي لمتحف باوز
- صفحة جون باوز على ويكيبيديا
- مقالة عن جون باوز في موسوعة بريتانيكا
- مقالة عن متحف باوز في صحيفة الجارديان
“`