<![CDATA[
نشأتها وبدايات حياتها
ولدت فالنتينا ماتفينكو في مدينة شيشينغاي، في غرب أوكرانيا، التي كانت جزءًا من الاتحاد السوفيتي آنذاك. تلقت تعليمها في المدارس المحلية، وأظهرت اهتمامًا مبكرًا بالسياسة والعمل العام. درست الكيمياء في معهد الطب الكيميائي في لينينغراد (سانت بطرسبرغ حاليًا)، وتخرجت منه عام 1972. بعد تخرجها، بدأت مسيرتها المهنية في الحزب الشيوعي السوفيتي، حيث شغلت مناصب مختلفة على المستويات المحلية والإقليمية.
خلال فترة وجودها في الحزب الشيوعي، اكتسبت ماتفينكو خبرة كبيرة في إدارة الشؤون الحكومية والتنظيم السياسي. كما حصلت على درجة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية من أكاديمية العلوم الاجتماعية التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي. هذا التعليم الإضافي ساهم في تعزيز فهمها العميق للاقتصاد والسياسة.
المسيرة السياسية المبكرة
شهدت بداية التسعينيات تحولًا كبيرًا في الحياة السياسية في روسيا، حيث انهار الاتحاد السوفيتي. خلال هذه الفترة، لعبت ماتفينكو دورًا مهمًا في التكيف مع التغييرات السياسية والاقتصادية. في عام 1991، تم تعيينها في منصب مستشار السفير السوفيتي في مالطا، مما يمثل بداية لمسيرتها الدبلوماسية.
في الفترة من 1994 إلى 1995، شغلت منصب مدير قسم العلاقات الخارجية في إدارة الرئيس الروسي. ثم تولت منصب سفير روسيا لدى اليونان من 1997 إلى 1998. بعد ذلك، عادت إلى روسيا لتشغل منصب نائب رئيس الوزراء من 1998 إلى 2003، حيث كانت مسؤولة عن السياسة الاجتماعية.
حاكمة سانت بطرسبرغ
في عام 2003، تم انتخاب ماتفينكو حاكمة لمدينة سانت بطرسبرغ، ثاني أكبر مدن روسيا. خلال فترة ولايتها كحاكمة، قامت بتنفيذ العديد من المشاريع التنموية في المدينة، بما في ذلك تجديد البنية التحتية، وتحسين الخدمات العامة، وتعزيز السياحة. كما عملت على جذب الاستثمارات الأجنبية للمدينة، مما ساهم في نموها الاقتصادي.
من بين الإنجازات البارزة في فترة ولايتها كحاكمة، كان الاحتفال بالذكرى الـ300 لتأسيس سانت بطرسبرغ. تم خلال هذه الاحتفالات تجديد العديد من المعالم التاريخية والثقافية في المدينة، مما عزز من مكانتها كمركز ثقافي عالمي. كما عملت على تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية والفنية، مما ساهم في جذب السياح والزوار.
بصفتها حاكمة، واجهت ماتفينكو أيضًا بعض التحديات، بما في ذلك قضايا الفساد والبيروقراطية. ومع ذلك، فقد حافظت على شعبية عالية بين سكان المدينة، وحصلت على دعم كبير من القيادة الروسية.
رئاسة مجلس الاتحاد
في عام 2011، تركت ماتفينكو منصب حاكمة سانت بطرسبرغ لتنتقل إلى مجلس الاتحاد، وهو المجلس الأعلى للبرلمان الروسي. تم انتخابها رئيسة للمجلس، وهو المنصب الذي لا تزال تشغله حتى الآن. بصفتها رئيسة مجلس الاتحاد، لعبت دورًا محوريًا في صياغة القوانين والسياسات التي تؤثر على جميع جوانب الحياة في روسيا.
خلال فترة رئاستها، عملت ماتفينكو على تعزيز دور مجلس الاتحاد في النظام السياسي الروسي. كما شاركت في العديد من الاجتماعات الدولية، ودافعت عن مصالح روسيا في المحافل الدولية. بالإضافة إلى ذلك، عملت على تعزيز العلاقات بين روسيا والدول الأخرى، بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
بصفتها رئيسة مجلس الاتحاد، قامت ماتفينكو أيضًا بالإشراف على عملية الموافقة على العديد من القوانين الهامة، بما في ذلك القوانين المتعلقة بالاقتصاد والتعليم والرعاية الصحية. كما لعبت دورًا رئيسيًا في التعامل مع القضايا الأمنية والدبلوماسية، بما في ذلك الأزمة في أوكرانيا.
آراؤها السياسية ومواقفها
تُعرف فالنتينا ماتفينكو بمواقفها السياسية المحافظة ودعمها القوي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وهي تعتبر من المؤيدين البارزين لسياسات الحكومة الروسية، بما في ذلك سياستها الخارجية. كما أنها معروفة بدفاعها عن القيم التقليدية والوطنية.
تشتهر ماتفينكو أيضًا بآرائها الصريحة حول القضايا الدولية. وهي غالبًا ما تنتقد سياسات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وتدافع عن سيادة روسيا ومصالحها الوطنية. كما أنها تدعم تطوير العلاقات مع الدول الأخرى، بما في ذلك الصين والهند.
بالإضافة إلى ذلك، تؤمن ماتفينكو بأهمية تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في روسيا. وهي تدعم البرامج التي تهدف إلى تحسين مستوى معيشة المواطنين، وتوفير فرص العمل، وتعزيز التعليم والرعاية الصحية.
الحياة الشخصية
متزوجة من فلاديمير ماتفينكو، ولديها ابن واحد اسمه سيرغي. تحرص فالنتينا على إبقاء حياتها الشخصية بعيدة عن الأضواء، إلا أنها معروفة بحبها للفن والثقافة. كما أنها نشطة في مجال الأعمال الخيرية، وتدعم العديد من المشاريع الاجتماعية.
تعتبر فالنتينا ماتفينكو شخصية مؤثرة في المجتمع الروسي، وهي تحظى بتقدير كبير من قبل زملائها السياسيين والمسؤولين الحكوميين. تتمتع بشخصية قوية وقدرة على اتخاذ القرارات، مما جعلها من القادة السياسيين البارزين في روسيا.
الإرث والتأثير
تركت فالنتينا ماتفينكو بصمة كبيرة في السياسة الروسية. خلال مسيرتها المهنية الطويلة، شغلت مناصب رفيعة المستوى، وساهمت في صياغة السياسات وتنفيذ المشاريع التنموية. تعتبر شخصية محورية في تعزيز دور روسيا في الساحة الدولية.
يعتبر تأثيرها على مدينة سانت بطرسبرغ كبيرًا، حيث قامت بتحويل المدينة إلى مركز ثقافي واقتصادي مزدهر. كما أن دورها في مجلس الاتحاد كان حاسمًا في تعزيز دور البرلمان الروسي في النظام السياسي.
بفضل خبرتها الواسعة وقدراتها القيادية، لا تزال فالنتينا ماتفينكو تلعب دورًا مهمًا في السياسة الروسية. من المتوقع أن تظل شخصية بارزة في السنوات القادمة، وستواصل المساهمة في تطوير ورقي روسيا.
خاتمة
تُعد فالنتينا ماتفينكو شخصية سياسية ودبلوماسية روسية بارزة، لعبت دورًا محوريًا في الحياة السياسية الروسية على مدار العقود. من خلال مسيرتها المهنية الحافلة، شغلت مناصب قيادية متعددة، بما في ذلك حاكمة سانت بطرسبرغ ورئيسة مجلس الاتحاد. اشتهرت بمواقفها السياسية القوية ودعمها للرئيس فلاديمير بوتين. لا يزال تأثيرها ملموسًا في تعزيز دور روسيا على الساحة الدولية وفي التنمية الداخلية للبلاد.