حياته المبكرة وعائلته
ولد بنجامين جيستي حوالي عام 1736. كان مزارعًا وزوجته إليزابيث، وكان لديهما عدة أطفال. عاشوا في مزرعتهم في ييتمينستر، دورست. لم تتوفر الكثير من التفاصيل حول حياته المبكرة، ولكن من الواضح أنه كان شخصًا يتمتع بروح المبادرة والاستعداد لتجربة أفكار جديدة.
تجربته مع جدري البقر
في سبعينيات القرن الثامن عشر، كان الجدري مرضًا شائعًا ومميتًا. تفشى المرض بشكل متكرر في جميع أنحاء إنجلترا، مما تسبب في معاناة ووفيات واسعة النطاق. كان جيستي على دراية بالاعتقاد السائد بين المزارعين بأن الإصابة بجدري البقر، وهو مرض يصيب الأبقار، يمكن أن يوفر مناعة ضد الجدري.
في عام 1774، عندما تفشى الجدري في منطقته، قرر جيستي اتخاذ إجراء. لاحظ أن الأبقار في مزرعته كانت مصابة بجدري البقر، فاستخدم إبرة لتطعيم زوجته إليزابيث وولديهما، روبرت وبنجامين، بمادة مأخوذة من بثور جدري البقر على أبقارهم. كانت هذه عملية خطيرة وغير تقليدية في ذلك الوقت.
كانت النتيجة ناجحة. أصيبت إليزابيث وروبرت وبنجامين بمرض خفيف فقط، وتعافوا بسرعة. لم يصابوا بالجدري عندما تفشى المرض في وقت لاحق في المنطقة. كان جيستي قد حصن عائلته بشكل فعال ضد المرض القاتل.
ردود الفعل على تجربة جيستي
لم يتم استقبال تجربة جيستي بالترحيب والإشادة التي كان يتوقعها. في ذلك الوقت، كان التطعيم ضد الجدري، أو “التجدير”، يمارس بالفعل، ولكنه كان ينطوي على حقن الشخص بمادة مأخوذة من شخص مصاب بالجدري. كانت هذه العملية محفوفة بالمخاطر، حيث كان الشخص المطعم معرضًا لخطر الإصابة بحالة كاملة من الجدري، والتي قد تكون قاتلة.
اعتبرت طريقة جيستي، باستخدام مادة مأخوذة من حيوان، غير تقليدية وحتى مثيرة للاشمئزاز من قبل البعض. تعرض للسخرية والازدراء من قبل بعض جيرانه، وحتى من قبل بعض الأطباء. لم يفهموا أو يقدروا أهمية ما فعله.
على الرغم من ردود الفعل السلبية، ظل جيستي واثقًا من أن طريقته كانت فعالة وآمنة. كان يعلم أنه قد أنقذ حياة عائلته، وكان هذا هو الشيء الأكثر أهمية بالنسبة له.
عمل إدوارد جينر
بعد سنوات، في عام 1796، قام إدوارد جينر، وهو طبيب إنجليزي، بإجراء تجربة مماثلة. قام جينر بتطعيم صبي صغير، جيمس فيبس، بمادة مأخوذة من بثور جدري البقر. لم يصب فيبس بالجدري لاحقًا عندما تعرض للمرض.
نشر جينر نتائج أبحاثه في عام 1798، وسرعان ما اكتسبت اعترافًا واسع النطاق. يُعتبر جينر الآن “أبو التطعيم”، وقد ساهم عمله في القضاء على الجدري في جميع أنحاء العالم.
ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أن جيستي كان قد قام بالفعل بتجربته قبل سنوات من جينر. في حين أن جينر قام بعمل قيم في إجراء البحوث ونشر النتائج، فإن جيستي يستحق التقدير لكونه رائدًا في هذا المجال.
تكريم بنجامين جيستي
بعد وفاة إدوارد جينر، بدأت قصة بنجامين جيستي في الظهور. تم الاعتراف به باعتباره واحدًا من أوائل الأشخاص الذين استخدموا جدري البقر للتحصين ضد الجدري. في عام 1805، قدمت جمعية التطعيم مبلغًا من المال إلى جيستي اعترافًا بمساهمته.
توفي بنجامين جيستي في 16 أبريل 1816، ودُفن في فناء كنيسة ييتمينستر. نُقش على شاهد قبره: “هنا يرقد بنجامين جيستي، من هذه الرعية، الذي كان رجلاً يتمتع بالشجاعة الكافية (والتي تفوق المعرفة) لتقديم لقاح جدري البقر لنفسه، ولزوجته، واثنين من أبنائه، في صيف عام 1774، وبالتالي، وبفضل الله، أنقذهم من الجدري القاتل.”
إرث بنجامين جيستي
تعتبر قصة بنجامين جيستي شهادة على أهمية الابتكار والتجريب. لقد كان رجلاً تجرأ على تحدي الحكمة التقليدية وتجربة شيء جديد، حتى عندما واجه السخرية والازدراء. لقد أنقذت أفعاله حياة عائلته، وساعدت في تمهيد الطريق لتطوير اللقاحات التي أنقذت ملايين الأرواح في جميع أنحاء العالم.
يُعد جيستي أيضًا مثالًا على كيف يمكن للأفراد العاديين إحداث فرق كبير في العالم. لم يكن طبيبًا أو عالمًا، ولكنه كان مزارعًا لديه فكرة. من خلال استعداده لتجربة هذه الفكرة، ساهم في تقدم الطب والصحة العامة.
قصة بنجامين جيستي هي تذكير بأن التقدم غالبًا ما يأتي من مصادر غير متوقعة، وأنه من المهم أن نكون منفتحين على الأفكار الجديدة والتجارب، حتى عندما تكون غير تقليدية أو غير مألوفة.
أهمية قصة جيستي في العصر الحديث
في العصر الحديث، مع استمرار ظهور الأمراض المعدية الجديدة، تظل قصة بنجامين جيستي ذات صلة بشكل خاص. إنها تذكرنا بأهمية التطعيم وأهمية الاستثمار في البحث والتطوير في مجال الصحة العامة. كما أنها تذكرنا بأهمية الاستماع إلى أصوات الأفراد العاديين، الذين قد يكون لديهم رؤى وحلول قيمة للمشاكل المعقدة.
بالإضافة إلى ذلك، تسلط قصة جيستي الضوء على أهمية الشجاعة والإصرار في مواجهة الشدائد. على الرغم من السخرية والازدراء الذي واجهه، لم يستسلم جيستي. ظل واثقًا من أن طريقته كانت فعالة وآمنة، واستمر في الدفاع عنها. هذا مثال ملهم لنا جميعًا، خاصة في عالم غالبًا ما يكون فيه من السهل الاستسلام للشك واليأس.
في الختام، تعتبر قصة بنجامين جيستي قصة رائعة ومهمة. إنها قصة عن الابتكار والشجاعة والإصرار. إنها قصة عن كيف يمكن للفرد الواحد أن يحدث فرقًا في العالم. إنها قصة تستحق أن تُروى وتُتذكر.
خاتمة
بنجامين جيستي كان مزارعًا رائدًا من دورست، إنجلترا، قام بتطعيم عائلته ضد الجدري قبل سنوات من عمل إدوارد جينر. على الرغم من مواجهة السخرية والازدراء، أثبتت تجربته نجاحها وساهمت في تطوير اللقاحات. تُعد قصته شهادة على أهمية الابتكار والشجاعة والإصرار في مواجهة التحديات الصحية.