<![CDATA[
نشأتها وبداية مسيرتها المهنية
ولدت جيرترود وارد في بريستول، إنجلترا، وترعرعت في بيئة فنية. بدأت ميلار مسيرتها المهنية في سن مبكرة، حيث ظهرت لأول مرة على المسرح في عام 1890، وهي في الحادية عشرة من عمرها. تدربت على الغناء والرقص، واكتسبت خبرة في فرق الأطفال قبل أن تبدأ في الظهور في عروض الكبار.
انتقلت ميلار إلى لندن في أواخر تسعينيات القرن التاسع عشر، حيث بدأت في الظهور في عدد من عروض الموسيقى الهزلية. اكتسبت شهرة سريعة بفضل موهبتها الطبيعية وجمالها الآسر. سرعان ما أصبحت معروفة بـ “فتاة الكورس”، وهي لقب يعكس بداياتها المتواضعة في المسرح.
صعودها إلى النجومية
شهدت مسيرة ميلار المهنية قفزة كبيرة في عام 1900 عندما ظهرت في مسرحية “ذا شوب” (The Shop Girl) في مسرح غاييتي. أدت دور البطولة في العديد من المسرحيات الموسيقية الناجحة، بما في ذلك “ذا أيرش غيرل” (The Irish Girl) و “ذا ميلينير” (The Milliner). أشاد النقاد بأدائها، وأشادوا بصوتها الجميل وحضورها على المسرح.
في أوائل القرن العشرين، أصبحت ميلار واحدة من أكثر نجمات المسرح شعبية في بريطانيا. كانت تعرف بأسلوبها الأنيق وملابسها الرائعة، وكانت غالبًا ما تظهر في الصحف والمجلات. بالإضافة إلى موهبتها المسرحية، كانت ميلار معروفة أيضًا بحسها السخي وأعمالها الخيرية.
أعمالها البارزة
خلال مسيرتها المهنية، شاركت ميلار في العديد من العروض المسرحية الناجحة. بعض من أبرز أعمالها تشمل:
- ذا شوب غيرل (The Shop Girl) (1900): بدأت شهرتها في هذا العرض.
- ذا أيرش غيرل (The Irish Girl) (1901): أدت دور البطولة في هذه المسرحية الموسيقية.
- ذا ميلينير (The Milliner) (1902): دور آخر رئيسي في مسرحية موسيقية ناجحة.
- ذا غاييتي غيرلز (The Gaiety Girls) (1902): مسرحية أخرى ساهمت في تعزيز شهرتها.
- ذا توبسي تيرفي غيرلز (The Topsy Turvy Girls) (1904): عرض مميز آخر.
- آلاباما (Alabama) (1905): أدت دورًا رئيسيًا في هذه المسرحية.
- ذا جريت ماغيو (The Great Magoo) (1906): عرض كوميدي موسيقي.
- ذا غاباردين (The Gaberdine) (1907): شاركت في هذا العرض المسرحي.
- أورفيس إن ذا أندروورلد (Orpheus in the Underworld) (1911): أدت دور البطولة في هذه الأوبرا الكوميدية.
- هايي! هايي! هايي! (Hullo! Hullo! Hullo!) (1915): عرض خلال الحرب العالمية الأولى.
تميزت أدوار ميلار غالبًا بالحيوية والبهجة. كانت تجيد المزج بين الكوميديا والرومانسية، مما جعلها محبوبة لدى الجماهير. كانت اختياراتها للأزياء والإكسسوارات دائمًا في قمة الأناقة، مما جعلها أيقونة في عالم الموضة في ذلك الوقت.
زواجها وحياتها الشخصية
تزوجت جيرتي ميلار من إيرل دودلي في عام 1924، مما منحها لقب كونتيسة دودلي. على الرغم من زواجها، استمرت في الظهور في المسرح لفترة من الوقت، ولكنها بدأت في التراجع عن الأضواء تدريجيًا. كان زواجها من إيرل دودلي يعتبر أحد أشهر الزيجات في المجتمع البريطاني في ذلك الوقت.
عُرفت ميلار بصفاتها الاجتماعية المميزة، وكانت تستقبل الضيوف بانتظام في منزلها الفاخر. كانت أيضًا مهتمة بالأعمال الخيرية، وشاركت في العديد من المبادرات لدعم المحتاجين.
تأثيرها وإرثها
تركت جيرتي ميلار بصمة كبيرة في تاريخ المسرح البريطاني. كانت رائدة في العروض الموسيقية الهزلية، وألهمت العديد من الممثلات الأخريات. أسلوبها الفريد ومهاراتها المتعددة جعلتها واحدة من أكثر النجمات تأثيرًا في عصرها.
على الرغم من أنها تقاعدت من المسرح في الثلاثينيات، إلا أن تأثيرها استمر. لا تزال تسجيلات أدائها وأفلامها القصيرة متاحة حتى اليوم، مما يسمح للأجيال الجديدة بالتعرف على موهبتها. تم تكريمها كواحدة من الشخصيات البارزة في تاريخ المسرح البريطاني.
يعتبر إرث ميلار بمثابة شهادة على موهبتها وشخصيتها. كانت رمزًا للجمال والأناقة، وكانت تمثل قوة إيجابية في صناعة الترفيه. لقد تركت إرثًا دائمًا من خلال أعمالها المسرحية وأسلوبها الفريد.
السنوات الأخيرة والوفاة
بعد تقاعدها من المسرح، عاشت جيرتي ميلار حياة هادئة. استمرت في الظهور في المناسبات الاجتماعية، وكانت تحظى بتقدير كبير من قبل المجتمع البريطاني. توفيت في 25 أبريل 1952، عن عمر يناهز 73 عامًا. تركت إرثًا غنيًا من العروض المسرحية والأعمال الخيرية.
حتى بعد وفاتها، استمرت ذكراها. لا تزال قصص حياتها وأعمالها تثير الإعجاب والتقدير. تعتبر جيرتي ميلار مثالًا للممثلة الناجحة والمرأة الساحرة التي تركت بصمة لا تمحى في تاريخ المسرح.
خاتمة
كانت جيرتي ميلار ممثلة إنجليزية بارزة، تركت إرثًا دائمًا في عالم المسرح. من خلال موهبتها الفذة وروح الدعابة وجمالها الآسر، صعدت إلى الشهرة في أوائل القرن العشرين، وأصبحت أيقونة مسرحية. ساهمت أدوارها في العروض الموسيقية الهزلية في تشكيل مشهد الترفيه في ذلك الوقت، وظلت شخصية محبوبة ومحترمة حتى يومنا هذا. زواجها من إيرل دودلي أضاف إلى مكانتها الاجتماعية، ورسخت مكانتها كواحدة من أبرز الشخصيات في المجتمع البريطاني. إرثها كفنانة وممثلة استثنائية لا يزال يلهم ويؤثر في الأجيال الحالية.