تاريخ المقبرة
تأسست المقبرة في عام 1862 خلال الحرب الأهلية الأمريكية. سُميت على اسم الجنرال ويليام أورلاندو بتلر، وهو جندي مخضرم في حرب عام 1812 والحرب المكسيكية الأمريكية. تم إنشاء المقبرة في الأصل لدفن جنود الاتحاد الذين ماتوا في كامب بتلر، وهو معسكر تدريب كبير لجيش الاتحاد يقع بالقرب من سبرينغفيلد.
أُنشئ كامب بتلر في أغسطس 1861، وسرعان ما أصبح مركزًا للنشاط العسكري في إلينوي. تم تدريب عشرات الآلاف من الجنود في المعسكر قبل إرسالهم إلى ساحات القتال. لسوء الحظ، تفشى المرض في المعسكر، ومات العديد من الجنود بسبب الأمراض مثل الحصبة والجدري والزحار. تم دفن هؤلاء الجنود في الأصل في مقبرة مؤقتة في المعسكر.
في عام 1862، قررت الحكومة الفيدرالية إنشاء مقبرة وطنية دائمة في كامب بتلر. تم اختيار الموقع الحالي للمقبرة بسبب قربه من المعسكر وجمال طبيعته. تم تصميم المقبرة لتكون مكانًا هادئًا ومحترمًا حيث يمكن تكريم ذكرى الجنود الذين ضحوا بحياتهم من أجل بلدهم.
تم دفن أول جندي في مقبرة كامب بتلر الوطنية في 15 يوليو 1862. ومنذ ذلك الحين، تم دفن أكثر من 70,000 جندي وعسكري في المقبرة. من بين المدفونين في المقبرة جنود شاركوا في جميع الحروب الكبرى التي خاضتها الولايات المتحدة، من الحرب الأهلية الأمريكية إلى حرب فيتنام.
أبرز المعالم
تضم مقبرة كامب بتلر الوطنية العديد من المعالم البارزة، بما في ذلك:
- نصب الجندي المجهول: نصب تذكاري مخصص للجنود المجهولين الذين ماتوا في الحرب الأهلية الأمريكية.
- نصب إلينوي التذكاري للحرب الأهلية: نصب تذكاري مخصص لجنود إلينوي الذين ماتوا في الحرب الأهلية الأمريكية.
- قسم المحاربين القدامى: قسم مخصص لدفن المحاربين القدامى.
- مبنى الإدارة: مبنى تاريخي يضم مكاتب إدارة المقبرة.
- ساحة الاحتفالات: مساحة مفتوحة تستخدم لإقامة الاحتفالات والمراسم.
إدارة المقبرة
تُدار مقبرة كامب بتلر الوطنية من قبل إدارة المقابر الوطنية التابعة لوزارة شؤون المحاربين القدامى الأمريكية. إدارة المقبرة مسؤولة عن صيانة المقبرة وتوفير خدمات الدفن للمحاربين القدامى المؤهلين وأفراد أسرهم.
تفتح المقبرة أبوابها للزوار يوميًا من شروق الشمس حتى غروبها. يمكن للزوار زيارة المقبرة لتقديم احترامهم للمدفونين والمشاركة في الاحتفالات والمراسم.
أهمية المقبرة
تعتبر مقبرة كامب بتلر الوطنية مكانًا تاريخيًا هامًا يذكرنا بتضحيات الجنود والعسكريين الذين خدموا بلادهم. تعد المقبرة أيضًا مكانًا للراحة والسلام حيث يمكن لأفراد أسر المتوفين أن يجدوا العزاء والراحة.
تستمر مقبرة كامب بتلر الوطنية في خدمة المحاربين القدامى وأسرهم. إنها مكان مقدس حيث يتم تكريم ذكرى أولئك الذين ضحوا بحياتهم من أجل الحرية.
زيارة المقبرة
يستطيع الزوار الوصول إلى مقبرة كامب بتلر الوطنية بسهولة. تقع المقبرة على بعد حوالي 5 أميال شمال شرق سبرينغفيلد، إلينوي، على طريق الولايات المتحدة 36. تتوفر مواقف مجانية للسيارات في الموقع.
يُطلب من الزوار احترام المقبرة والحفاظ على الهدوء والسكينة. يُحظر إحضار الحيوانات الأليفة إلى المقبرة، باستثناء حيوانات الخدمة. يُحظر أيضًا تناول الطعام والشراب في المقبرة، باستثناء المناطق المخصصة لذلك.
يمكن للزوار الحصول على معلومات حول المقبرة والمدفونين فيها في مبنى الإدارة. يتوفر أيضًا موظفون للإجابة على الأسئلة وتقديم المساعدة.
تُقام العديد من الفعاليات والمراسم في مقبرة كامب بتلر الوطنية على مدار العام. تتضمن هذه الفعاليات احتفالات يوم الذكرى ويوم المحاربين القدامى وأيام العطلات الوطنية الأخرى. يمكن للزوار الاطلاع على قائمة الفعاليات القادمة على موقع الويب الخاص بالمقبرة.
المدافن البارزة
من بين الشخصيات البارزة المدفونة في مقبرة كامب بتلر الوطنية:
- الجنرال فيرنيت تشابمان (Vernette Chapman): ضابط في الجيش الأمريكي شارك في الحرب العالمية الثانية وحرب كوريا وحرب فيتنام.
- الرقيب الأول تشارلز ماكغي (Charles McGee): طيار في سلاح الجو الأمريكي شارك في الحرب العالمية الثانية وحرب كوريا وحرب فيتنام. كان أحد طياري توسكيجي.
- الكونجرس جيم رايلي (Jim Reilly): عضو الكونجرس الأمريكي عن ولاية إلينوي.
هذه مجرد أمثلة قليلة من بين العديد من الأفراد المتميزين المدفونين في مقبرة كامب بتلر الوطنية. تمثل كل علامة قبر قصة تضحية وخدمة، وهي شهادة على التراث الغني لأمتنا.
الأهمية التاريخية
تعتبر مقبرة كامب بتلر الوطنية موقعًا تاريخيًا مهمًا يعكس تاريخ الولايات المتحدة. إنها شاهد على الحرب الأهلية الأمريكية والحروب الأخرى التي خاضتها البلاد. كما أنها مكان تكريم لأولئك الذين خدموا البلاد ببطولة وتضحية.
تستمر المقبرة في لعب دور مهم في المجتمع المحلي والوطني. إنها مكان للراحة والسلام لأسر المحاربين القدامى، ومكان للتأمل والتذكر للأجيال القادمة.
التطوع والدعم
هناك العديد من الطرق لدعم مقبرة كامب بتلر الوطنية. يمكن للأفراد التطوع بوقتهم للمساعدة في صيانة المقبرة أو تقديم جولات إرشادية للزوار. يمكن أيضًا تقديم تبرعات مالية لدعم برامج المقبرة وجهود الترميم.
من خلال دعم مقبرة كامب بتلر الوطنية، يمكن للأفراد المساعدة في ضمان الحفاظ على هذا الموقع التاريخي المهم للأجيال القادمة.
خاتمة
مقبرة كامب بتلر الوطنية هي مكان مقدس وهام يحتفي بتضحيات المحاربين القدامى وعائلاتهم. إنها مكان للراحة والسلام والتأمل، بالإضافة إلى كونها معلمًا تاريخيًا يذكرنا بتراث أمتنا. إن زيارة هذه المقبرة هي تجربة مؤثرة ومثيرة للتفكير، ووسيلة رائعة لتقديم احترامنا لأولئك الذين خدموا بلادهم.