<![CDATA[
نشأتها وبداية حياتها
ولدت مينا سبيغل ريس في مدينة نيويورك. تلقت تعليمها في المدارس العامة، وأظهرت اهتماماً مبكراً بالرياضيات والعلوم. التحقت بكلية هانتر، وحصلت على درجة البكالوريوس في عام 1923. بعد ذلك، واصلت دراساتها العليا في جامعة كولومبيا، حيث حصلت على درجة الماجستير في عام 1925، والدكتوراه في الرياضيات في عام 1931. كان بحث الدكتوراه الخاص بها يركز على نظرية المعادلات التفاضلية.
مسيرتها المهنية المبكرة
بدأت ريس مسيرتها المهنية كأستاذة في كلية هانتر، حيث قامت بتدريس الرياضيات. خلال هذه الفترة، عملت أيضاً في العديد من المشاريع البحثية. في بداية مسيرتها المهنية، ركزت ريس على البحث الأكاديمي، ونشرت العديد من المقالات العلمية في مجال الرياضيات. ومع ذلك، تغير مسار حياتها المهنية بشكل كبير خلال الحرب العالمية الثانية.
مساهماتها خلال الحرب العالمية الثانية
لعبت مينا ريس دوراً حاسماً خلال الحرب العالمية الثانية في مجال الأبحاث التطبيقية. انضمت إلى مجموعة البحوث الإحصائية التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، حيث عملت على تحليل البيانات الإحصائية لمساعدة الجيش والبحرية في جهودهم الحربية. كانت مساهماتها في هذه الفترة كبيرة، حيث قدمت تحليلات إحصائية ساهمت في تحسين العمليات العسكرية. كان عملها يركز على مجالات مثل علم العمليات، وتحليل العمليات، والتخطيط الاستراتيجي. كان عملها يتميز بالدقة والابتكار، مما ساهم في تطوير أساليب جديدة لتحليل البيانات العسكرية.
أثناء عملها في وزارة الدفاع، صعدت بسرعة في الرتب. أصبحت مديرة قسم الرياضيات في مكتب البحوث والمشاريع الخاصة التابع لمكتب البحوث والتطوير العلمي. في هذا المنصب، كانت مسؤولة عن إدارة وتمويل مشاريع الأبحاث في مجالات الرياضيات والعلوم الحاسوبية. قادت ريس جهوداً لتوجيه التمويل الفيدرالي نحو البحث العلمي، مما ساهم في تطوير العديد من التقنيات الجديدة التي أثرت على مجالات متعددة، من الطب إلى الهندسة.
فترة ما بعد الحرب
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، واصلت ريس عملها في خدمة الدولة. في عام 1946، أصبحت مديرة قسم العلوم الرياضية في مكتب الأبحاث البحرية (ONR). في هذا المنصب، لعبت دوراً رئيسياً في دعم البحث العلمي الأساسي في الرياضيات والعلوم الأخرى. ساعدت في تأسيس برنامج تمويل الأبحاث الذي دعم العلماء والباحثين في جميع أنحاء الولايات المتحدة والعالم. كان ONR، تحت قيادتها، رائداً في تمويل البحوث غير المصنفة، مما سمح للعلماء بالتركيز على الاكتشافات الأساسية. قدمت ريس الدعم المالي لمجموعة واسعة من المشاريع، من البحوث النظرية في الرياضيات إلى التطبيقات العملية في الهندسة والفيزياء.
في عام 1952، انتقلت ريس إلى جامعة سيتي في نيويورك (CUNY) لتولي منصب عميد كلية الدراسات العليا والبحوث. خلال فترة عملها في CUNY، لعبت دوراً مهماً في تطوير برامج الدراسات العليا وتعزيز البحث العلمي في الجامعة. ساهمت في زيادة سمعة CUNY كمركز للتميز الأكاديمي. كما عملت على تعزيز المساواة بين الجنسين في العلوم، وتشجيع المزيد من النساء على الانخراط في مجالات العلوم والتكنولوجيا.
رئاسة الجمعية الأمريكية للرياضيات
في عام 1961، أصبحت مينا ريس أول امرأة تتولى منصب رئيس الجمعية الأمريكية للرياضيات (AMS). خلال فترة رئاستها، عملت على تعزيز مكانة الرياضيات في المجتمع ودعم البحث العلمي. ساهمت في وضع السياسات التي تهدف إلى تعزيز التنوع والشمولية في الجمعية، وساعدت في توسيع نطاق برامج AMS. كان من أبرز إنجازاتها خلال فترة رئاستها تعزيز التعاون بين علماء الرياضيات من مختلف الخلفيات. كانت رائدة في إدخال إصلاحات في إدارة الجمعية، مما جعلها أكثر فعالية وكفاءة. استخدمت منصبها لتسليط الضوء على أهمية الرياضيات في المجتمع.
مساهماتها في التعليم والعلوم
إضافة إلى إسهاماتها في البحث والإدارة، لعبت ريس دوراً مهماً في تعزيز التعليم والعلوم. كانت مدافعاً قوياً عن تعليم العلوم والتكنولوجيا، وعملت على تشجيع الشباب، وخاصة الفتيات، على دراسة هذه المجالات. أدركت أهمية العلوم في تقدم المجتمع، وسعت جاهدة لتعزيز التعاون بين الجامعات والوكالات الحكومية والصناعة. عملت في العديد من اللجان والمجالس التي كانت مسؤولة عن تحديد أولويات البحث العلمي وتقديم التوصيات بشأن السياسات العلمية. كانت لديها رؤية واسعة النطاق حول مستقبل العلوم، وعملت على تحقيق هذه الرؤية من خلال عملها القيادي.
كانت ريس عضواً في العديد من اللجان والمجالس الاستشارية، بما في ذلك المجلس الوطني للبحوث والأكاديمية الوطنية للعلوم. خدمت أيضاً في مجلس أمناء جامعة كولومبيا. حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات لعملها، بما في ذلك شهادات الدكتوراه الفخرية من عدة جامعات.
إرثها وتأثيرها
ترك عمل مينا ريس إرثاً دائماً في مجالات الرياضيات والعلوم والتعليم. كان لها تأثير كبير على تطوير البحث العلمي في الولايات المتحدة، وخاصة خلال وبعد الحرب العالمية الثانية. أظهرت من خلال عملها القيادي أن المرأة يمكن أن تنجح في مجالات العلوم التي يسيطر عليها الذكور. أدت جهودها إلى تمهيد الطريق لنساء أخريات لدخول هذه المجالات وتحقيق الإنجازات. تعتبر رائدة في دعم البحث العلمي، وساعدت في تأسيس نظام تمويل الأبحاث الذي لا يزال مستخدماً حتى اليوم. ساهمت في تعزيز أهمية العلوم والتكنولوجيا في المجتمع، وألهمت أجيالاً من العلماء والباحثين.
عملت ريس على تعزيز المساواة بين الجنسين في العلوم، وشجعت النساء على دخول مجالات العلوم والتكنولوجيا. عملها كمديرة للجمعية الأمريكية للرياضيات أدى إلى زيادة الوعي بأهمية الرياضيات في المجتمع.
أهمية مساهماتها
تكمن أهمية مساهمات مينا ريس في قدرتها على الجمع بين البحث العلمي والإدارة والتعليم. لم تقتصر إسهاماتها على مجال واحد، بل امتدت لتشمل العديد من المجالات. ساهمت في تطوير التكنولوجيا والعلوم، وساعدت في دعم الباحثين والعلماء، وشجعت الشباب على دراسة العلوم. كانت رائدة في تعزيز دور المرأة في العلوم، وألهمت الآخرين من خلال عملها القيادي. كانت رؤيتها للمستقبل ثاقبة، وعملت على تحقيق هذه الرؤية من خلال عملها الدؤوب وتفانيها.
التحديات التي واجهتها
واجهت مينا ريس العديد من التحديات خلال مسيرتها المهنية، خاصة كإمرأة في مجال يهيمن عليه الرجال. كان عليها التغلب على التحيزات الجنسانية والصعوبات التي واجهتها في الحصول على الاعتراف والدعم. ومع ذلك، لم تثنها هذه التحديات عن السعي وراء أهدافها وتحقيق إنجازات كبيرة. استطاعت أن تصبح رائدة في مجالها، وأن تثبت قدرة المرأة على النجاح في العلوم. استخدمت منصبها للتأثير على التغيير، وتعزيز المساواة بين الجنسين في العلوم. تعتبر قصتها مصدر إلهام للعديد من النساء اللواتي يسعين لتحقيق أهدافهن المهنية.
ميراثها المستمر
يستمر إرث مينا ريس في التأثير على مجالات الرياضيات والعلوم والتعليم. عملها القيادي في دعم البحث العلمي وتمويله لا يزال قائماً حتى اليوم. ألهمت أجيالاً من العلماء والباحثين، وأثبتت أن المرأة يمكن أن تحقق إنجازات كبيرة في العلوم. تذكر كواحدة من أبرز الشخصيات النسائية في تاريخ العلوم، وتراثها بمثابة تذكير بأهمية المساواة بين الجنسين في جميع المجالات. مساهماتها في تعزيز تعليم العلوم والبحث العلمي لها تأثير كبير على تقدم المجتمع.
خاتمة
مينا ريس كانت عالمة رياضيات أمريكية استثنائية، تركت بصمة لا تمحى في مجالات الرياضيات والتعليم والإدارة. من خلال عملها خلال الحرب العالمية الثانية، وبعدها، في دعم البحث العلمي، وترأسها للجمعية الأمريكية للرياضيات، وتفانيها في تعزيز دور المرأة في العلوم، ألهمت أجيالاً من العلماء. يمثل إرثها إلهاماً مستمراً، وشهادة على قوة القيادة والابتكار والتصميم.