اكتشاف شاريكلو وتسميته
اكتُشف شاريكلو في 15 فبراير 1997 بواسطة عالم الفلك سباسيفاتشكو خلال مشروع Spacewatch في مرصد كيت بيك الوطني في ولاية أريزونا، الولايات المتحدة الأمريكية. تم تسميته رسميًا باسم “شاريكلو” في عام 2003، وهو اسم حورية في الأساطير اليونانية، زوجة القنطور خيرون.
خصائص شاريكلو الفيزيائية
يُعتبر شاريكلو أكبر قنطور معروف حتى الآن، حيث يبلغ قطره حوالي 250 كيلومترًا. سطحه مظلم نسبيًا ويعكس حوالي 5٪ فقط من الضوء الساقط عليه. تشير الدراسات الطيفية إلى وجود جليد مائي على سطحه، وهو أمر شائع بالنسبة للأجسام الموجودة في النظام الشمسي الخارجي.
الكثافة: نظرًا لصعوبة تحديد كتلة شاريكلو بدقة، لا تزال كثافته غير معروفة بشكل قاطع. ومع ذلك، تشير التقديرات إلى أنها قد تكون منخفضة جدًا، مما يشير إلى تركيب داخلي مسامي أو وجود كمية كبيرة من الجليد.
الدوران: يدور شاريكلو حول محوره مرة كل 7 ساعات و 39 دقيقة تقريبًا.
مدار شاريكلو
يدور شاريكلو حول الشمس في مدار يقع بين مداري زحل وأورانوس. يبلغ متوسط بعده عن الشمس حوالي 13 وحدة فلكية (AU)، لكن مداره إهليلجي الشكل، مما يعني أن المسافة بينه وبين الشمس تختلف على مدار دورته. تستغرق دورة شاريكلو الكاملة حول الشمس حوالي 63 عامًا.
الخصائص المدارية الرئيسية:
- الشبه المحوري (Semi-major axis): حوالي 13.1 وحدة فلكية
- الاختلاف المركزي (Eccentricity): حوالي 0.17
- الميل المداري (Inclination): حوالي 23.3 درجة
أقمار شاريكلو
اكتُشف قمران يدوران حول شاريكلو في عام 2013. أُطلق عليهما اسما “Okyrhoe” و “Kleopatra”.
أوكيرهو (Okyrhoe): هو القمر الداخلي، ويبلغ قطره حوالي 12 كيلومترًا ويدور حول شاريكلو على بعد حوالي 400 كيلومتر. سمي على اسم ابنة القنطور خيرون.
كليوباترا (Kleopatra): هو القمر الخارجي، ويبلغ قطره حوالي 9 كيلومترات ويدور حول شاريكلو على بعد حوالي 600 كيلومتر. سمي على اسم والدة هيلينوس في الأساطير اليونانية.
يُعتقد أن هذين القمرين قد تشكلا نتيجة اصطدام بين شاريكلو وجسم آخر، مما أدى إلى إطلاق حطام تشكل منهما هذان القمران.
أهمية اكتشاف حلقات شاريكلو
في عام 2013، تم اكتشاف وجود نظام حلقات حول شاريكلو، مما جعله رابع جسم معروف في النظام الشمسي يمتلك حلقات، بعد الكواكب العملاقة زحل وأورانوس ونبتون. هذا الاكتشاف كان مفاجئًا وغير متوقع، وأثار العديد من التساؤلات حول كيفية تشكل هذه الحلقات واستقرارها.
خصائص حلقات شاريكلو:
- تتكون الحلقات من جزأين متميزين: حلقة داخلية أكثر كثافة وحلقة خارجية أوسع وأقل كثافة.
- يُعتقد أن الحلقات تتكون من جزيئات جليدية صغيرة وصخور.
- آلية الحفاظ على الحلقات ضيقة ومحددة ليست مفهومة تمامًا حتى الآن، ولكن يُعتقد أن وجود الأقمار الصغيرة يلعب دورًا مهمًا في ذلك.
تفسيرات محتملة لتشكل الحلقات:
- الاصطدامات: قد تكون الحلقات قد تشكلت نتيجة اصطدام جسم صغير بسطح شاريكلو، مما أدى إلى إطلاق حطام تشكلت منه الحلقات.
- النشاط البركاني الجليدي: قد يكون النشاط البركاني الجليدي على سطح شاريكلو قد ساهم في تكوين الحلقات عن طريق إطلاق مواد جليدية وصخرية إلى الفضاء.
- التقاط المواد: قد يكون شاريكلو قد التقط مواد من الفضاء أثناء دورانه حول الشمس، وتشكلت منها الحلقات.
دراسة حلقات شاريكلو توفر رؤى قيمة حول العمليات التي تحدث في النظام الشمسي الخارجي، وتساعد على فهم كيفية تشكل وتطور الأنظمة الحلقية حول الأجسام الكوكبية الصغيرة.
شاريكلو والقناطير الأخرى
شاريكلو هو جزء من مجموعة أكبر من الأجسام المعروفة باسم القناطير. القناطير هي أجسام صغيرة جليدية تدور حول الشمس في المنطقة الواقعة بين كوكبي المشتري ونبتون. تُعتبر القناطير أجسامًا انتقالية بين الكويكبات وحزام كايبر.
تتميز القناطير بمدارات غير مستقرة، مما يعني أنها تتأثر بقوة جاذبية الكواكب العملاقة، وقد يتم قذفها خارج النظام الشمسي أو قد تصطدم بالكواكب أو الأقمار. يعتقد العلماء أن القناطير قد تكون مصدرًا لبعض الأقمار غير النظامية للكواكب العملاقة.
دراسة القناطير، بما في ذلك شاريكلو، تساعد على فهم تكوين وتطور النظام الشمسي، وتوفر معلومات قيمة عن المواد التي كانت موجودة في المراحل الأولى من تكوين النظام الشمسي.
مستقبل دراسة شاريكلو
على الرغم من أن شاريكلو قد تم اكتشافه منذ أكثر من عقدين، إلا أننا لا نزال نعرف القليل نسبيًا عنه. في المستقبل، قد توفر المزيد من الدراسات والمراقبات الأرضية والفضائية المزيد من المعلومات حول خصائصه الفيزيائية والمدارية، وتساعد على فهم تكوين حلقات وأقمار شاريكلو بشكل أفضل.
قد تشمل الدراسات المستقبلية:
- المزيد من الملاحظات الطيفية: لتحديد التركيب السطحي لشاريكلو وأقماره وحلقاته بدقة أكبر.
- قياسات دقيقة للمدار: لتحسين فهمنا لمدار شاريكلو وتحديد كتلته وكثافته بدقة أكبر.
- نماذج حاسوبية: لمحاكاة تشكل وتطور حلقات وأقمار شاريكلو.
- مهام فضائية مستقبلية: قد يتم إرسال مهمة فضائية إلى شاريكلو في المستقبل لاستكشافه عن قرب ودراسة حلقاته وأقماره بشكل مباشر.
خاتمة
10199 شاريكلو هو قنطور فريد من نوعه يثير اهتمام العلماء بسبب حجمه الكبير ونظام حلقاته وأقماره. دراسة شاريكلو توفر رؤى قيمة حول العمليات التي تحدث في النظام الشمسي الخارجي، وتساعد على فهم كيفية تشكل وتطور الأنظمة الحلقية حول الأجسام الكوكبية الصغيرة. على الرغم من أننا لا نزال نعرف القليل نسبيًا عن شاريكلو، إلا أن الدراسات المستقبلية ستوفر بالتأكيد المزيد من المعلومات حول هذا الجسم المثير للاهتمام.