<![CDATA[
التصنيف والنشأة
تنتمي بحرية بولر إلى عائلة طيور النوء، وهي مجموعة من الطيور البحرية التي تشمل طيور النوء، والبترولات، وطيور القص. تم وصف هذا النوع لأول مرة في عام 1888 من قبل عالم الطيور البريطاني والتر بولر، الذي سميت البحرية على اسمه. تعتبر بحرية بولر واحدة من عدة أنواع من طيور النوء التي تتكاثر في نيوزيلندا وتهاجر إلى المحيط الهادئ.
يُصنف هذا الطائر ضمن جنس Ardenna، وهو جنس حديث نسبيًا تم اعتماده في عام 2012. قبل ذلك، كانت بحرية بولر تُصنف ضمن جنس Puffinus، وهو جنس أوسع من طيور النوء. هذا التصنيف الجديد يعكس الدراسات الجينية والتشريحية التي كشفت عن اختلافات كبيرة بين مجموعات طيور النوء.
الوصف والمظهر
تتميز بحرية بولر بمظهرها الأنيق والملفت. يبلغ طولها حوالي 46 سم، ويصل طول جناحيها إلى حوالي 108 سم. لون ريشها رمادي بشكل عام، مع رأس أبيض وأسفل أبيض. تتميز بجناحين ضيقين وطويلين، مما يساعدها على الطيران بكفاءة عالية. منقارها أسود وقوي، ومصمم بشكل مثالي لصيد الأسماك واللافقاريات البحرية.
يمكن تمييز بحرية بولر عن أنواع طيور النوء الأخرى من خلال لونها الرمادي الفاتح، والرأس الأبيض، والخطوط السوداء المميزة التي تمتد من العين إلى مؤخرة الرأس. كما أن لديها ذيل طويل نسبيًا على شكل إسفين. يختلف لون الإناث والذكور قليلًا، ولكن الاختلافات ليست كبيرة بما يكفي لتمييز الجنسين بسهولة.
التوزيع والموطن
تتواجد بحرية بولر بشكل أساسي في المحيط الهادئ. تتكاثر هذه الطيور في جزر نيوزيلندا، بما في ذلك جزيرة نورث آيلاند وجزيرة ساوث آيلاند، بالإضافة إلى بعض الجزر الصغيرة الأخرى. بعد موسم التكاثر، تهاجر بحريات بولر إلى شمال المحيط الهادئ، حيث يمكن العثور عليها قبالة سواحل اليابان، وألاسكا، وكاليفورنيا.
تفضل بحريات بولر العيش في المناطق البحرية المفتوحة، وغالبًا ما تُرى على بعد أميال من الشاطئ. خلال موسم التكاثر، تعيش في مستعمرات كبيرة على الجزر الصخرية والمنحدرات الساحلية. توفر هذه الجزر الحماية من الحيوانات المفترسة الأرضية، وتوفر بيئة مناسبة للتعشيش.
السلوك والتغذية
بحرية بولر هي طيور بحرية ماهرة في الطيران والسباحة. تقضي معظم وقتها في البحر، وتأتي إلى اليابسة فقط للتكاثر. تطير هذه الطيور برشاقة فوق سطح الماء، وغالبًا ما تنقض على الفريسة من الجو. كما أنها قادرة على الغوص في الماء للبحث عن الطعام.
تعتمد بحرية بولر في نظامها الغذائي على الأسماك الصغيرة، والحبار، والقشريات، واللافقاريات البحرية الأخرى. غالبًا ما تتغذى عن طريق الغوص في الماء أو عن طريق التقاط الفريسة من سطح الماء. تتغذى أيضًا على بقايا الطعام التي تتركها السفن.
تُعرف بحريات بولر بأنها طيور اجتماعية، وغالبًا ما تتغذى في مجموعات كبيرة. يساعدها هذا السلوك على العثور على الطعام والوقاية من الحيوانات المفترسة. كما أنها تتواصل مع بعضها البعض من خلال مجموعة متنوعة من الأصوات، بما في ذلك الصرخات والصفارات.
التكاثر والتعشيش
تتكاثر بحريات بولر مرة واحدة في السنة، خلال أشهر الصيف في نصف الكرة الجنوبي. تعود الطيور إلى مستعمرات التكاثر في نيوزيلندا في سبتمبر وأكتوبر. تبني الأعشاش في الجحور أو الشقوق الصخرية، أو تحت النباتات الكثيفة. غالبًا ما تكون الأعشاش مبطنة بالأوراق والأعشاب.
تضع الأنثى بيضة واحدة بيضاء اللون. يقوم كلا الوالدين بحضانة البيضة لمدة حوالي 50-60 يومًا. بعد الفقس، يعتني الوالدان بالفرخ لمدة تتراوح بين شهرين وثلاثة أشهر. خلال هذه الفترة، يقدمون له الطعام، ويحمونه من الحيوانات المفترسة.
تصل بحريات بولر إلى مرحلة النضج الجنسي في سن 4-5 سنوات. تعيش هذه الطيور لفترة طويلة نسبيًا، حيث يمكن أن تعيش لمدة تزيد عن 20 عامًا.
الحالة والحماية
تصنف بحرية بولر على أنها “غير مهددة” من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN). ومع ذلك، تواجه هذه الطيور بعض التهديدات، بما في ذلك فقدان الموائل، والتلوث البحري، والصيد العرضي. يمكن أن يؤدي تلوث المحيطات بالبلاستيك والمواد الكيميائية إلى الإضرار بصحتها وتقليل فرص بقائها على قيد الحياة.
تتخذ العديد من التدابير للحفاظ على بحريات بولر، بما في ذلك حماية مستعمرات التكاثر، وتقليل التلوث البحري، وتنفيذ برامج التوعية العامة. تلعب هذه الجهود دورًا هامًا في ضمان بقاء هذا النوع من الطيور البحرية الجميلة.
تعتبر بحريات بولر جزءًا هامًا من النظام البيئي البحري، وهي مؤشر على صحة المحيطات. من خلال الحفاظ على هذه الطيور، فإننا نحمي أيضًا البيئة البحرية بأكملها.
التحديات والمستقبل
على الرغم من أن بحرية بولر لا تعتبر مهددة بالانقراض، إلا أنها تواجه بعض التحديات التي قد تؤثر على بقائها على المدى الطويل. أحد هذه التحديات هو التغيرات المناخية، التي يمكن أن تؤثر على توافر الغذاء، وتغير أنماط الهجرة، وزيادة تواتر الظواهر الجوية المتطرفة. يمكن أن يؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر أيضًا إلى تدمير مواقع التكاثر.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر الصيد العرضي في شباك الصيد على بحريات بولر. يمكن أن تتشابك الطيور في الشباك وتغرق، مما يؤدي إلى انخفاض أعدادها. يمكن أن يساعد استخدام تقنيات صيد أكثر صديقة للبيئة في تقليل هذا التأثير.
لضمان مستقبل بحريات بولر، من الضروري مواصلة جهود الحماية، بما في ذلك حماية الموائل، وتقليل التلوث، والتوعية بأهمية الحفاظ على هذه الطيور. يتطلب ذلك التعاون بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية والمجتمع ككل.
خاتمة
بحرية بولر هي طائر بحري مدهش، يتميز بمظهره الفريد وسلوكه المثير للاهتمام. تلعب هذه الطيور دورًا حيويًا في النظام البيئي البحري، وهي مؤشر على صحة المحيطات. على الرغم من أنها غير مهددة بالانقراض في الوقت الحالي، إلا أنها تواجه بعض التحديات التي تتطلب اتخاذ إجراءات للحفاظ عليها للأجيال القادمة.