مقدمة
فيليب دوغلاس جونز (بالإنجليزية: Philip Douglas Jones) (ولد في 22 أبريل 1952) هو عالم مناخ بريطاني بارز، شغل منصب مدير وحدة الأبحاث المناخية (CRU) في جامعة إيست أنجليا لمدة طويلة. يعتبر جونز من الشخصيات المؤثرة في مجال علم المناخ، وله مساهمات كبيرة في فهم التغيرات المناخية التي يشهدها كوكب الأرض. اشتهر بعمله في تحليل بيانات درجات الحرارة العالمية، وتحديداً تلك المتعلقة بفترة ما قبل العصر الصناعي.
الحياة المبكرة والتعليم
ولد فيليب جونز في 22 أبريل 1952. تلقى تعليمه الأكاديمي في جامعة ليدز، حيث حصل على درجة البكالوريوس في عام 1973، ثم نال درجة الدكتوراه في عام 1976. ركزت أبحاثه المبكرة على تحليل التغيرات المناخية في الماضي، وكيف يمكن استخدام البيانات التاريخية لفهم الاتجاهات الحالية والمستقبلية.
وحدة الأبحاث المناخية (CRU)
انضم فيليب جونز إلى وحدة الأبحاث المناخية (CRU) في جامعة إيست أنجليا في عام 1976، وترقى في المناصب حتى أصبح مديراً للوحدة في عام 1998. تعتبر CRU واحدة من أبرز المؤسسات البحثية في العالم المتخصصة في دراسة التغيرات المناخية. تحت إدارته، قامت الوحدة بإنتاج العديد من الدراسات والأبحاث الهامة التي ساهمت في فهم أعمق لظاهرة الاحتباس الحراري وتأثيراتها.
تميزت فترة إدارة جونز للوحدة بالتركيز على جمع وتحليل بيانات درجات الحرارة من مختلف أنحاء العالم، وتطوير نماذج رياضية لمحاكاة التغيرات المناخية. كان للوحدة دور كبير في إعداد تقارير التقييم الصادرة عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، والتي تعتبر مرجعاً أساسياً لصناع القرار والباحثين في مجال المناخ.
العمل البحثي والمساهمات العلمية
ساهم فيليب جونز في العديد من الدراسات والأبحاث العلمية الهامة في مجال علم المناخ. تشمل أبرز مساهماته:
- تحليل بيانات درجات الحرارة العالمية: قام جونز وفريقه بجمع وتحليل بيانات درجات الحرارة من محطات الأرصاد الجوية حول العالم، وقاموا بإنشاء قواعد بيانات شاملة تستخدم لتقدير متوسط درجات الحرارة العالمية على مدى فترات زمنية طويلة.
- إعادة بناء درجات الحرارة التاريخية: استخدم جونز بيانات من مصادر مختلفة مثل حلقات الأشجار، والرواسب الجليدية، والسجلات التاريخية لإعادة بناء درجات الحرارة في الماضي، وتحديد مدى التغيرات المناخية التي حدثت قبل العصر الصناعي.
- تطوير نماذج المناخ: ساهم جونز في تطوير نماذج رياضية لمحاكاة التغيرات المناخية، واستخدم هذه النماذج لتقدير تأثيرات الغازات الدفيئة على المناخ العالمي.
نشر جونز العديد من المقالات العلمية في دوريات مرموقة مثل Nature و Science، وشارك في تأليف العديد من الكتب والتقارير حول التغيرات المناخية. يعتبر عمله مرجعاً أساسياً للباحثين في هذا المجال، وقد ساهم في تشكيل السياسات المناخية على مستوى العالم.
جدل رسائل البريد الإلكتروني (ClimateGate)
في عام 2009، تعرض فيليب جونز لانتقادات حادة بسبب تسريب رسائل بريد إلكتروني من وحدة الأبحاث المناخية (CRU). أثارت هذه الرسائل جدلاً واسعاً حول مدى شفافية وأمانة الأبحاث المناخية. اتهم البعض جونز وزملاءه بالتلاعب بالبيانات لإظهار أن الاحتباس الحراري أكثر خطورة مما هو عليه في الواقع. أُطلق على هذه الفضيحة اسم “ClimateGate”.
تم إجراء عدة تحقيقات مستقلة في هذه القضية، وخلصت معظمها إلى أن جونز وزملاءه لم يرتكبوا أي مخالفات علمية جسيمة، وأنهم لم يتلاعبوا بالبيانات بشكل متعمد. ومع ذلك، انتقدت بعض التحقيقات أسلوب التواصل الخاص بهم، واعتبرت أنه يفتقر إلى الشفافية والانفتاح.
استقال جونز من منصبه كمدير لوحدة الأبحاث المناخية مؤقتاً أثناء إجراء التحقيقات، ولكنه عاد إلى منصبه بعد تبرئته من التهم الموجهة إليه. على الرغم من ذلك، تركت هذه الفضيحة أثراً سلبياً على سمعة جونز ووحدة الأبحاث المناخية، وأدت إلى زيادة الشكوك حول مصداقية الأبحاث المناخية.
التقاعد والعمل الحالي
تقاعد فيليب جونز من منصبه كمدير لوحدة الأبحاث المناخية في عام 2016، ولكنه استمر في العمل كأستاذ في جامعة إيست أنجليا. يواصل جونز أبحاثه في مجال علم المناخ، ويشارك في المؤتمرات والندوات العلمية، ويقدم استشارات للحكومات والمنظمات الدولية حول قضايا التغير المناخي.
الجوائز والتكريمات
حصل فيليب جونز على العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لمساهماته في مجال علم المناخ، منها:
- زمالة الجمعية الملكية (FRS)
- جائزة مؤسسة بي بي لأبحاث الطاقة
- جائزة الرابطة الجيوفيزيائية الأمريكية (AGU) للمساهمات المتميزة في علم المناخ
خاتمة
فيليب جونز عالم مناخ بارز له مساهمات كبيرة في فهم التغيرات المناخية. على الرغم من الجدل الذي أثير حول رسائل البريد الإلكتروني المسربة، إلا أن عمله البحثي لا يزال مرجعاً أساسياً للباحثين وصناع القرار في مجال المناخ. يواصل جونز أبحاثه وتقديم استشاراته حول قضايا التغير المناخي، ويسعى إلى تعزيز الوعي بأهمية اتخاذ إجراءات للحد من الانبعاثات الغازية الدفيئة وحماية البيئة.