<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد فرانك شميدت في 29 أبريل 1944. حصل على درجة البكالوريوس في علم النفس من جامعة سينسيناتي عام 1966، ثم حصل على درجة الماجستير والدكتوراه في علم النفس الصناعي/التنظيمي من جامعة بيردو في عامي 1968 و1970 على التوالي. خلال دراساته العليا، عمل شميدت تحت إشراف الدكتور جوزيف تيفين، وهو شخصية بارزة في مجال علم النفس الصناعي. قدمت خلفيته التعليمية أساسًا متينًا لمسيرته المهنية في علم النفس.
مسيرته المهنية
بدأ شميدت مسيرته الأكاديمية في جامعة ولاية ميشيغان، حيث شغل منصب أستاذ مساعد من عام 1970 إلى عام 1974. ثم انتقل إلى جامعة أيوا في عام 1974، حيث أمضى بقية مسيرته المهنية، وصعد في الرتب ليصبح أستاذًا متميزًا في علم النفس. في جامعة أيوا، قام شميدت بتدريس مجموعة واسعة من الدورات التدريبية، بما في ذلك الإحصائيات النفسية، وعلم النفس الصناعي/التنظيمي، وتقنيات القياس. بالإضافة إلى ذلك، قام بتوجيه عدد كبير من طلاب الدراسات العليا، مما ساعد على تشكيل الجيل القادم من علماء النفس. شغل شميدت أيضًا منصب رئيس قسم علم النفس في جامعة أيوا من عام 1981 إلى عام 1986.
المساهمات البحثية
اشتهر فرانك شميدت بمساهماته البحثية في مجالات علم النفس الصناعي/التنظيمي والمقاييس النفسية. كان رائدًا في استخدام تحليل الميتا، وهي تقنية إحصائية تجمع النتائج من العديد من الدراسات لتحقيق فهم أكثر دقة لموضوع معين. سمح هذا النهج لشميدت بتجميع وتحليل كميات هائلة من البيانات، مما أدى إلى نتائج قوية غالبًا ما تتحدى الافتراضات الموجودة. نشر شميدت على نطاق واسع، وقدم مساهمات كبيرة في العديد من المجالات الفرعية لعلم النفس، بما في ذلك:
- اختيار الموظفين: قام شميدت بإجراء أبحاث مكثفة حول فعالية أساليب اختيار الموظفين المختلفة، مثل اختبارات القدرات، والمقابلات، وتقييمات التقييم. أظهرت أبحاثه أن اختبارات القدرات العامة هي أفضل مؤشر على الأداء الوظيفي.
- تقييم الأداء: درس شميدت العوامل التي تؤثر على دقة وتقييمات الأداء. وأظهر أن الأنظمة التي تعتمد على مقاييس متعددة، والمبنية على سلوكيات محددة، توفر تقييمات أكثر دقة.
- تحليل الميتا: كان شميدت مدافعًا عن استخدام تحليل الميتا لتجميع نتائج البحوث عبر الدراسات. وقد طور تقنيات جديدة لتحليل الميتا، مما سمح للباحثين بالحصول على تقديرات أكثر دقة لآثار العلاج.
- نظرية القيمة المتوقعة: طبق شميدت نظرية القيمة المتوقعة على اختيار الموظفين وتقييمهم. أظهرت أبحاثه أن أساليب الاختيار يجب أن تعتمد على مزيج من الموثوقية والصلاحية والتكلفة.
بالإضافة إلى أبحاثه الأصلية، كان شميدت مؤلفًا مشاركًا للعديد من الكتب المؤثرة، بما في ذلك “التحليل النفسي الميتائي: طريقة تطبيقية” و “اختيار الموظفين في عالم العمل”. ساعدت هذه الكتب على نشر أفكاره وتدريب جيل جديد من علماء النفس.
جوائز وتكريمات
تم الاعتراف بمساهمات فرانك شميدت في علم النفس من خلال العديد من الجوائز والتكريمات. حصل على جائزة المساهمة العلمية المتميزة من جمعية علم النفس الصناعي/التنظيمي (SIOP) في عام 1984، وهي أعلى جائزة تمنحها المنظمة. حصل أيضًا على زمالة من جمعية علم النفس الأمريكية (APA) وجمعية العلوم النفسية (APS). في عام 2010، حصل على جائزة الإنجاز مدى الحياة من الأكاديمية الأمريكية لعلم النفس (AAP).
تأثيره وإرثه
ترك عمل فرانك شميدت تأثيرًا دائمًا على مجال علم النفس. كان لبحوثه في اختيار الموظفين وتقييمهم تأثير كبير على ممارسات التوظيف في جميع أنحاء العالم. أدى عمله في تحليل الميتا إلى إحداث ثورة في الطريقة التي يدرس بها الباحثون الآثار العلاجية. قام بتدريب عدد لا يحصى من الطلاب الذين أصبحوا علماء نفس وخبراء رائدين في مجالاتهم. كان شميدت معروفًا بأسلوبه الفكري الصارم والتزامه بالبحث القائم على الأدلة. لقد كان شخصية مؤثرة في علم النفس، وساهمت أعماله في تحسين فهمنا للسلوك البشري.
وفاته
توفي فرانك إل. شميدت في 21 أغسطس 2021. على الرغم من وفاته، إلا أن إرثه مستمر في التأثير على مجال علم النفس. تواصل أبحاثه أن تكون ذات صلة وتستخدم على نطاق واسع من قبل العلماء والممارسين. يستمر طلابه في المساهمة في المجال، وحافظوا على إرثه على قيد الحياة. سيُذكر فرانك إل. شميدت كعالم رائد ساهم بشكل كبير في فهمنا للسلوك البشري.
مساهماته في التقييم والاختيار
بالإضافة إلى عمله في تحليل الميتا، قدم شميدت مساهمات كبيرة في مجالات التقييم والاختيار. كان يرى أن أساليب التقييم يجب أن تكون صالحة وموثوقة. وأجرى أبحاثًا مكثفة حول العوامل التي تؤثر على صلاحية وموثوقية أساليب التقييم المختلفة، بما في ذلك اختبارات القدرات، والمقابلات، وتقييمات التقييم. دافع شميدت عن استخدام اختبارات القدرات العامة كأداة تنبؤية جيدة بالأداء الوظيفي، وأظهر أن الاختبارات التي تقيس القدرة المعرفية العامة مرتبطة بالأداء الوظيفي في مجموعة واسعة من المهن. أكد أيضًا على أهمية استخدام مقاييس متعددة في التقييم، وإيجاد طرق لجمع المعلومات من مصادر مختلفة لتحسين دقة التقييم.
مساهماته في مجال الإحصاء
بالإضافة إلى عمله في علم النفس الصناعي والتنظيمي، قدم شميدت مساهمات كبيرة في مجال الإحصاء. كان خبيرًا في تقنيات القياس، وكان يعمل على تطوير أساليب إحصائية جديدة لتحليل البيانات النفسية. كان مهتمًا بشكل خاص بتطوير أساليب لتحليل الانحدار والارتباط، ووضع تقنيات جديدة لمواجهة مشكلات مثل الخطأ في القياس والتغير في المدى. قدمت أعماله الإحصائية مساهمات مهمة في تطوير مجال علم النفس.
أهمية عمله في العصر الحديث
لا تزال أعمال فرانك شميدت ذات صلة في العصر الحديث. في عالم اليوم، حيث يتغير مكان العمل بسرعة، من الضروري وجود أساليب تقييم واختيار فعالة. يمكن استخدام أبحاث شميدت للمساعدة في اتخاذ قرارات التوظيف التي تكون عادلة وفعالة. يساعد عمله في تحليل الميتا الباحثين على فهم أكثر دقة للقضايا النفسية المعقدة. بالإضافة إلى ذلك، تستمر أفكاره حول الأهمية البالغة لمقاييس التقييم الصالحة والموثوقة في إعلام ممارسات علم النفس في جميع أنحاء العالم.
القيادة والتأثير
بالإضافة إلى مساهماته العلمية، كان فرانك شميدت قائدًا مؤثرًا في مجال علم النفس. شغل مناصب قيادية في جمعية علم النفس الأمريكية (APA) وجمعية علم النفس الصناعي/التنظيمي (SIOP). عمل أيضًا كعضو في هيئات تحرير العديد من المجلات العلمية المرموقة. أثرت قيادته في تطوير البحوث والتعليم في مجال علم النفس، وقام بتوجيه وتدريب عدد لا يحصى من العلماء والطلاب.
المنهجية البحثية
كان شميدت معروفًا بمنهجه البحثي الصارم. اعتمد على أساليب علمية صارمة في أبحاثه، وكان ملتزمًا بالبحث القائم على الأدلة. كان يعتقد أن البحث يجب أن يكون موضوعيًا وأن يعتمد على بيانات حقيقية. دافع عن استخدام أساليب إحصائية متطورة لتحليل البيانات، وكان على استعداد لتطوير أساليب إحصائية جديدة عند الضرورة. لعبت منهجيته البحثية الصارمة دورًا كبيرًا في نجاحه العلمي وتأثيره.
التحديات والقيود في عمله
على الرغم من تأثيره الكبير، واجه عمل شميدت بعض التحديات والقيود. أثار استخدامه لتحليل الميتا بعض الجدل، حيث جادل البعض بأن التقنية يمكن أن تبالغ في تقدير قوة بعض الآثار. ومع ذلك، دافع شميدت عن استخدامه لتحليل الميتا، وأكد على أهمية استخدام أساليب مناسبة وإجراء تحليل نقدي للنتائج. بالإضافة إلى ذلك، ركزت معظم أبحاثه على علم النفس الصناعي والتنظيمي، مما يعني أنه لم يساهم بشكل كبير في مجالات أخرى من علم النفس.
مقارنة عمله بالعلماء الآخرين
يمكن مقارنة عمل فرانك شميدت بعمل العديد من العلماء الآخرين في مجال علم النفس. على سبيل المثال، غالبًا ما تتم مقارنة عمله في اختيار الموظفين بعمل ديفيد إي. كانتر، وهو عالم نفس آخر اشتهر بعمله في هذا المجال. يمكن أيضًا مقارنة عمله في تحليل الميتا بعمل جون إي. هانتون، وهو عالم إحصاء آخر ساهم في تطوير هذه التقنية. بشكل عام، يعتبر عمل شميدت متميزًا بسبب منهجه الصارم والتزامه بالبحث القائم على الأدلة.
الخلاصة
بشكل عام، كان فرانك إل. شميدت عالم نفس مؤثر ترك بصمة لا تمحى في مجال علم النفس. ساهمت أبحاثه في مجالات علم النفس الصناعي والتنظيمي والمقاييس النفسية وعلم النفس الإحصائي بشكل كبير في فهمنا للسلوك البشري. من خلال عمله في تحليل الميتا واختيار الموظفين وتقييم الأداء، أحدث فرقًا كبيرًا في طريقة ممارسات التوظيف وقياس التأثير العلاجي. سيظل إرثه حيًا، وسيستمر عمله في إعلام الباحثين والممارسين لسنوات قادمة.
خاتمة
فرانك إل. شميدت كان شخصية بارزة في علم النفس، اشتهر بأبحاثه الرائدة في مجالات علم النفس الصناعي/التنظيمي والمقاييس النفسية والإحصائيات النفسية. قدم مساهمات كبيرة في فهمنا لاختيار الموظفين وتقييمهم وتحليل الميتا، وأثرت أعماله على عدد لا يحصى من العلماء والممارسين. كان إرثه كعالم ملتزم بالبحث القائم على الأدلة وقيادة تطوير علم النفس دائمًا.