خلفية وتطوير
في أوائل تسعينيات القرن التاسع عشر، كانت المسرحيات الموسيقية ذات الطابع الفكاهي والترفيهي هي السائدة في المسارح، وعادةً ما كانت تجمع بين الغناء والرقص والكوميديا. كان هنري جيه. دبليو. دا، كاتبًا ومؤلفًا مسرحيًا إنجليزيًا، يتمتع بالفعل بسمعة طيبة في هذا النوع، حيث كتب العديد من المسرحيات الناجحة. كان أيضًا منتجًا ماهرًا، وقد أدرك القدرة التجارية للمسرحيات الموسيقية. كتب “فتاة المتجر” خصيصًا ليلائم ذوق الجمهور الذي يبحث عن الترفيه الخفيف والمسلي.
تدور أحداث المسرحية في متجر كبير في لندن، ويتبع قصة مجموعة من العمال والموظفين. تركز الحبكة بشكل أساسي على قصة حب بين “فتاة المتجر” الشابة وريثة ثرية. يضاف إلى ذلك كوميديا الموقف، والأغاني الجذابة، والرقصات المبهجة.
الشخصيات والقصة
تدور أحداث المسرحية حول مجموعة من الشخصيات المتنوعة التي تعمل وتعيش في متجر كبير متعدد الأقسام في لندن. الشخصية الرئيسية هي إيلينا، وهي “فتاة المتجر” التي تعمل في المتجر. إيلينا شابة ذكية وجميلة، وتقع في حب لورد فيليب، وهو رجل نبيل يظهر كعميل للمتجر. بطبيعة الحال، هناك العديد من العقبات التي يجب على العشاق التغلب عليها، بما في ذلك المنافسين والظروف الاجتماعية المختلفة.
من بين الشخصيات الأخرى:
- لورد فيليب: شاب نبيل يقع في حب إيلينا.
- السيد تشيرشي: مدير المتجر، وهو رجل صارم ولكنه طيب القلب.
- ماري: صديقة إيلينا، وهي عاملة أخرى في المتجر.
- السيد بوب: بائع في المتجر، وهو شخصية فكاهية.
تتضمن القصة العديد من الأحداث والمواقف الكوميدية، مثل محاولات اللورد فيليب لكسب قلب إيلينا، والمواقف المضحكة التي يواجهها العاملون في المتجر، والمشاجرات بين الشخصيات المختلفة. من خلال هذه الأحداث، تتكشف قصة الحب الرئيسية، بالإضافة إلى العديد من الخطوط الفرعية التي تضيف إلى المتعة العامة للمسرحية.
الموسيقى والأغاني
كانت الموسيقى عنصرًا حيويًا في نجاح “فتاة المتجر”. كتب الموسيقى كل من إيفان كاريغ وسيدني جونز. كانت الأغاني جذابة وسهلة التذكر، وكانت تركز على موضوعات الحب والمرح والكوميديا. كان الأداء الصوتي والرقص متكاملاً مع الحبكة، مما يعزز تجربة المشاهدة الشاملة.
من بين الأغاني الأكثر شهرة في المسرحية:
- “The Shop Girl Waltz“: أغنية جماعية تقدم الشخصيات الرئيسية وتحدد إطار العمل.
- “I’m the Girl from the Shop“: أغنية فردية تغنيها إيلينا، تعبر فيها عن مشاعرها.
- “What is Love?“: أغنية ثنائية تؤديها إيلينا ولورد فيليب.
تم تصميم الأغاني والرقصات لتعزيز الحبكة وإبراز الشخصيات، بالإضافة إلى توفير الترفيه للجمهور. لقد ساهمت الموسيقى بشكل كبير في النجاح التجاري للمسرحية.
الإنتاج والعروض
افتتحت “فتاة المتجر” في مسرح غاييتي في لندن في 11 أبريل 1894. كان المسرح معروفًا بإنتاجاته المسرحية الموسيقية الفاخرة، وكان اختيار “فتاة المتجر” للعرض في هذا المسرح بمثابة شهادة على جودتها وإمكاناتها. أخرج المسرحية جورج إدواردز، الذي كان معروفًا أيضًا بعمله في إنتاج المسرحيات الموسيقية الناجحة.
كان الإنتاج مبهرجًا ومتقنًا، مع أزياء فاخرة وديكورات مسرحية متقنة. جمعت المسرحية بين العناصر الكوميدية والرومانسية والموسيقية، والتي جذبت جمهورًا واسعًا. استمر العرض الأصلي لمدة 702 عرضًا، وهو رقم قياسي في ذلك الوقت. بعد نجاحها في لندن، سافرت المسرحية في جميع أنحاء بريطانيا وأيرلندا، وتم إنتاجها أيضًا في أستراليا ونيويورك.
التأثير والأهمية
كانت “فتاة المتجر” علامة فارقة في تاريخ المسرح الموسيقي. كان نجاحها التجاري هائلاً، ومهد الطريق للمسرحيات الموسيقية الكوميدية الأخرى في العصر الإدواردية. ساهمت المسرحية في ترسيخ المسرح الموسيقي كشكل من أشكال الترفيه السائدة، وساعدت في تعريف هذا النوع. كما ساعدت في إطلاق مسيرة العديد من الممثلين والكتاب والمخرجين الذين أصبحوا أسماء مألوفة في صناعة الترفيه.
بالإضافة إلى نجاحها التجاري، تركت “فتاة المتجر” أيضًا تأثيرًا ثقافيًا. عكست المسرحية قيم وعادات المجتمع الإدواردية، وقدمت صورة فكاهية للحياة في لندن في ذلك الوقت. كما ساعدت في نشر ثقافة البهجة والمرح، والتي كانت سمة مميزة للعصر الإدواردية. يمكن القول أن “فتاة المتجر” كانت أكثر من مجرد مسرحية؛ بل كانت ظاهرة ثقافية.
الميراث
على الرغم من أن “فتاة المتجر” قد لا يتم إنتاجها بشكل متكرر في العصر الحديث، إلا أن إرثها لا يزال حيًا. تعتبر المسرحية نموذجًا كلاسيكيًا للمسرح الموسيقي الإدواردية، وغالبًا ما يتم الاستشهاد بها كمرجع لهذا النوع. ألهمت المسرحية العديد من الأعمال الفنية اللاحقة، ولا تزال تذكرنا بأهمية الترفيه الخفيف والممتع. كما أن أغانيها لا تزال تثير الحنين إلى الماضي لدى الكثيرين.
ساهم نجاح “فتاة المتجر” في تطوير صناعة الترفيه، وأظهر كيف يمكن للمسرح الموسيقي أن يجذب جمهورًا واسعًا. لقد تركت بصمة دائمة في تاريخ المسرح، وأثرت في العديد من المخرجين والكتاب والممثلين الذين جاءوا بعدها.
النجاح التجاري
كان النجاح التجاري لـ “فتاة المتجر” استثنائيًا. استمر العرض الأصلي في لندن لمدة تزيد عن عامين، وهو ما كان في ذلك الوقت رقمًا قياسيًا للمسرح الموسيقي. بالإضافة إلى ذلك، قامت المسرحية بجولات واسعة في جميع أنحاء بريطانيا وأيرلندا وأستراليا، وحققت أرباحًا كبيرة. كانت المسرحية ناجحة للغاية لدرجة أنها ساعدت في تأسيس العديد من النجوم، مثل ماري تيرنر، في عالم المسرح.
كانت عوامل النجاح التجاري للمسرحية متعددة. أولاً، كانت الحبكة بسيطة وجذابة، مع شخصيات مألوفة وواقعية. ثانيًا، كانت الموسيقى والأغاني جذابة وسهلة التذكر. ثالثًا، كان الإنتاج مبهرجًا ومتقنًا، مع أزياء فاخرة وديكورات مسرحية متقنة. أخيرًا، كانت المسرحية تسوق جيدًا، حيث تم استخدام الإعلانات والترويج على نطاق واسع.
العناصر الفكاهية
كانت الكوميديا عنصرًا أساسيًا في نجاح “فتاة المتجر”. احتوت المسرحية على مجموعة متنوعة من العناصر الفكاهية، بما في ذلك الفكاهة اللفظية والفكاهة البصرية والسخرية من الأوضاع. تضمنت المسرحية شخصيات فكاهية، مثل السيد بوب، الذي قدم النكات والعبارات المضحكة. كما تضمنت المسرحية مواقف كوميدية، مثل محاولات اللورد فيليب لكسب قلب إيلينا.
تم تصميم الكوميديا لجذب جمهور واسع، بما في ذلك الشباب والكبار. كانت الكوميديا خفيفة ومبهجة، وكانت تهدف إلى توفير الترفيه والضحك. لعبت الكوميديا دورًا مهمًا في جعل “فتاة المتجر” ناجحة للغاية.
العناصر الرومانسية
بالإضافة إلى الكوميديا، تضمنت “فتاة المتجر” أيضًا عناصر رومانسية. ركزت الحبكة على قصة حب بين إيلينا ولورد فيليب، والتي كانت مليئة بالصعوبات والتقلبات. كانت هناك مشاهد رومانسية بين الشخصيتين، والتي أظهرت مشاعرهما لبعضهما البعض. كانت العناصر الرومانسية جزءًا مهمًا من جاذبية المسرحية، وجذبت جمهورًا واسعًا.
تم تصميم الرومانسية لجعل الجمهور يشعر بالارتباط بالشخصيات، ويشجعهم على التعاطف مع قصتهم. ساهمت الرومانسية في جعل “فتاة المتجر” تجربة عاطفية وممتعة.
التقييمات النقدية
تلقت “فتاة المتجر” مراجعات نقدية إيجابية بشكل عام. أشاد النقاد بالموسيقى، والقصة، والأداء. وصف بعض النقاد المسرحية بأنها “مبهجة” و”مسلية”. أشار آخرون إلى أن المسرحية كانت مثالاً جيدًا للمسرح الموسيقي الإدواردية.
على الرغم من التقييمات الإيجابية، لم تكن جميع المراجعات إيجابية. انتقد بعض النقاد المسرحية لكونها “خفيفة” أو “غير عميقة”. ومع ذلك، بشكل عام، كانت التقييمات إيجابية، وأشاد النقاد بالمسرحية لنجاحها في توفير الترفيه للجمهور.
خاتمة
بإيجاز، كانت “فتاة المتجر” مسرحية موسيقية كوميدية إدواردية ناجحة، تركت بصمة كبيرة في تاريخ المسرح الموسيقي. من خلال حبكتها الجذابة، وموسيقاها الرائعة، وشخصياتها المحبوبة، استطاعت المسرحية أن تأسر الجماهير وتصبح ظاهرة ثقافية. لقد ساهمت في تطوير المسرح الموسيقي كشكل من أشكال الترفيه السائدة، ولا تزال تذكرنا بأهمية الترفيه الخفيف والممتع.
المراجع
- ويكيبيديا – فتاة المتجر
- قاعدة بيانات برودواي على الإنترنت – فتاة المتجر
- متحف فيكتوريا وألبرت – فتاة المتجر
“`