<![CDATA[
التصميم والبناء
تم تصميم إتش إم إس هاو كبارجة حربية من الفئة “أدميرال”، والتي تميزت بمدفعيتها الثقيلة ودرعها القوي. تم وضع العارضة في حوض بناء السفن في تشاثام في عام 1882، وتم إطلاقها في عام 1885، ودخلت الخدمة في عام 1889. بلغ طول البارجة 340 قدمًا (103.6 مترًا)، وعرضها 68 قدمًا (20.7 مترًا)، وغاطسها 27 قدمًا (8.2 مترًا). ازاحت 10,300 طنًا، وكانت تعمل بمحركات بخارية تعمل بالفحم، مما سمح لها بالإبحار بسرعة قصوى تبلغ 16.9 عقدة (31.3 كم/ساعة).
كان تسليح هاو يتكون من أربعة مدافع رئيسية عيار 13.5 بوصة (343 ملم) في أبراج مزدوجة، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من المدافع الأصغر حجمًا للدفاع ضد القوارب السريعة والطرادات. كان الدرع الرئيسي للبارجة يتكون من درع مركب بسمك 18 بوصة (457 ملم) في منطقة خط المياه، مما يوفر حماية كبيرة من نيران العدو. تم تصميم السفينة لتحمل الضربات المباشرة من القذائف الثقيلة.
الخدمة في البحرية الملكية
بعد دخولها الخدمة، تم تخصيص إتش إم إس هاو لأسطول القنال. شهدت السفينة سلسلة من التدريبات والتمارين في المياه البريطانية. في عام 1892، تعرضت هاو لحادث خطير عندما اصطدمت بصخرة تحت الماء قبالة ساحل إسبانيا. أدى الاصطدام إلى إحداث أضرار كبيرة في هيكل السفينة، واضطرت للعودة إلى بريطانيا لإجراء إصلاحات واسعة النطاق.
بعد إصلاحها، عادت هاو إلى الخدمة في أسطول البحر الأبيض المتوسط. قامت السفينة بعدد من الرحلات إلى البحر الأبيض المتوسط، وشاركت في استعراضات القوة السياسية والزيارات الدبلوماسية. في عام 1899، عادت هاو إلى بريطانيا وتم وضعها في الاحتياط.
التغييرات والتعديلات
خلال فترة خدمتها، خضعت إتش إم إس هاو لعدد من التغييرات والتعديلات. في أوائل تسعينيات القرن التاسع عشر، تمت إضافة أجهزة تحكم في إطلاق النار محسنة. في عام 1901، تمت إزالة المدافع الثانوية الصغيرة واستبدالها بمدافع سريعة الإطلاق. ساهمت هذه التعديلات في تحسين قدرات السفينة القتالية.
الحياة المهنية اللاحقة
في عام 1901، تم تغيير اسم إتش إم إس هاو إلى “إتش إم إس إمبايكابل” (HMS Implacable) لإفساح المجال لبارجة جديدة تحمل اسم “هاو”. بعد تغيير اسمها، تم استخدام السفينة كهدف للرماية في عام 1910. غرقت في النهاية في عام 1914.
الأهمية التاريخية
تمثل إتش إم إس هاو حقبة هامة في تاريخ تصميم السفن الحربية. كانت واحدة من البوارج المدرعة الأولى التي تم بناؤها باستخدام درع مركب، والذي يوفر حماية أفضل من الدرع الحديدي المستخدم في البوارج السابقة. كما ساعدت هاو في تمهيد الطريق لتصميم البوارج الحربية الأكثر تطوراً في القرن العشرين.
التصميم والتسليح بالتفصيل
كان تصميم إتش إم إس هاو يمثل تطورًا كبيرًا في تكنولوجيا السفن الحربية في ذلك الوقت. استخدمت السفينة درعًا مركبًا، والذي كان يتألف من طبقات من الحديد الصلب والحديد المطاوع، مما يوفر حماية أفضل من درع الحديد المستخدم في البوارج السابقة. كان الدرع الرئيسي بسمك 18 بوصة (457 ملم) في منطقة خط المياه، مما جعل السفينة قادرة على تحمل نيران العدو.
كان تسليح هاو يتكون من أربعة مدافع رئيسية عيار 13.5 بوصة (343 ملم) في أبراج مزدوجة. كانت هذه المدافع قادرة على إطلاق قذائف بوزن 630 كجم على مسافة تصل إلى 12 كيلومترًا. بالإضافة إلى ذلك، كان لديها مجموعة متنوعة من المدافع الأصغر حجمًا للدفاع ضد القوارب السريعة والطرادات. اشتملت هذه المدافع على ستة مدافع عيار 6 بوصات (152 ملم) وعشرة مدافع عيار 6 رطل (57 ملم) وبعض المدافع الآلية للدفاع القريب.
نظام الدفع والأداء
تم تزويد إتش إم إس هاو بمحركات بخارية تعمل بالفحم. كانت هذه المحركات تدفع السفينة بسرعة قصوى تبلغ 16.9 عقدة (31.3 كم/ساعة). على الرغم من أن هذه السرعة لم تكن الأسرع في ذلك الوقت، إلا أنها كانت كافية لتلبية متطلبات الخدمة في أسطول القنال والبحر الأبيض المتوسط. كان نظام الدفع يتكون من أربعة مراجل أسطوانية ذات حريق داخلي توفر البخار لمحركات التوسع المزدوجة الرأسية.
بناء وتكلفة السفينة
تم بناء إتش إم إس هاو في حوض بناء السفن في تشاثام. بدأ العمل في بناء السفينة في عام 1882، وتم إطلاقها في عام 1885، ودخلت الخدمة في عام 1889. بلغت تكلفة بناء السفينة حوالي 750 ألف جنيه إسترليني، وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت. تطلب بناء السفينة جهدًا هندسيًا كبيرًا، بما في ذلك تركيب الدروع الثقيلة والمدافع الكبيرة ونظام الدفع المعقد.
أحداث بارزة
شهدت إتش إم إس هاو عددًا من الأحداث البارزة خلال فترة خدمتها. في عام 1892، تعرضت السفينة لحادث خطير عندما اصطدمت بصخرة تحت الماء قبالة ساحل إسبانيا. أدى الحادث إلى إحداث أضرار كبيرة في هيكل السفينة، واضطرت إلى العودة إلى بريطانيا لإجراء إصلاحات واسعة النطاق. في عام 1899، عادت هاو إلى بريطانيا وتم وضعها في الاحتياط، وخدمت بعد ذلك كهدف للرماية، مما يدل على نهاية خدمتها النشطة.
مقارنة مع السفن الأخرى
تم تصميم إتش إم إس هاو لتكون متفوقة على السفن الأخرى في ذلك الوقت. بالمقارنة مع السفن الأخرى في فئة “أدميرال”، كانت هاو تتمتع بتسليح أقوى ودرع أفضل. ومع ذلك، كانت أقل سرعة من بعض السفن الأخرى. على سبيل المثال، كانت البوارج الألمانية من فئة “براندنبورغ” أسرع قليلاً، ولكنها لم تكن تتمتع بنفس قوة النيران أو الحماية.
التأثير والتراث
كان لإتش إم إس هاو تأثير كبير على تصميم السفن الحربية المستقبلية. ساعدت تجربة تصميم وبناء هاو في تحسين فهم كيفية دمج الدرع والمركبات الجديدة والمحركات القوية في السفن الحربية. على الرغم من أنها لم تشارك في أي معارك رئيسية، إلا أن هاو خدمت كنموذج أولي للبوارج الحربية الأكثر تطوراً التي ظهرت في أوائل القرن العشرين. يمثل تراثها مساهمة هامة في تاريخ تصميم السفن الحربية والتفوق البحري البريطاني.
التفاصيل الفنية الإضافية
بالإضافة إلى ما سبق، تجدر الإشارة إلى بعض التفاصيل الفنية الإضافية حول إتش إم إس هاو. كان طاقم السفينة يتألف من حوالي 530 ضابطًا وبحارًا. كان لديها أيضًا نظام كهربائي للإضاءة والمعدات، وهو أمر متقدم في ذلك الوقت. استخدمت السفينة أيضًا أجهزة اتصال لاسلكية، مما سمح لها بالتواصل مع السفن الأخرى في الأسطول.
خاتمة
كانت إتش إم إس هاو بارجة حربية مهمة في تاريخ البحرية الملكية. مثلت تقدمًا كبيرًا في تصميم السفن الحربية، بفضل درعها القوي وتسليحها الفعال. على الرغم من أنها لم تشارك في معارك كبيرة، إلا أنها خدمت كنموذج للبوارج الحربية المستقبلية. لعبت هاو دورًا مهمًا في الحفاظ على التفوق البحري البريطاني في أواخر القرن التاسع عشر، ولا يزال تاريخها يمثل شهادة على التقدم الهندسي في تلك الحقبة.