<![CDATA[
الحياة المبكرة والتعليم
ولد سيسيل إدغار تيلي في ملبورن، أستراليا. تلقى تعليمه في كلية سكوتش، ملبورن، حيث أظهر اهتمامًا مبكرًا بالعلوم الطبيعية. في عام 1913، بدأ دراسته الجامعية في جامعة ملبورن، حيث درس الجيولوجيا والكيمياء. ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى، انضم إلى القوات المسلحة الأسترالية وخدم في الخارج. بعد عودته من الحرب، استأنف دراسته وحصل على درجة البكالوريوس في العلوم في عام 1920. ثم انتقل إلى جامعة كامبريدج في إنجلترا، حيث حصل على درجة الدكتوراه في عام 1925، تحت إشراف البروفيسور ألفريد هارك. خلال دراسته في كامبريدج، بدأ تيلي في تطوير اهتمامه الخاص بعلم الصخور والتحول.
المسيرة المهنية
بدأ تيلي مسيرته المهنية كأستاذ مساعد في قسم الجيولوجيا بجامعة كامبريدج في عام 1924. سرعان ما ارتقى في المناصب، وأصبح قارئًا في علم البترولوجيا في عام 1931، ثم أستاذًا لعلم الجيولوجيا في عام 1949. شغل هذا المنصب حتى تقاعده في عام 1961. خلال فترة عمله في كامبريدج، قام تيلي بتدريب عدد كبير من الطلاب الذين أصبحوا علماء جيولوجيا بارزين في حد ذاتهم. كان معروفًا بأسلوبه التعليمي الدقيق وشغفه بالبحث العلمي.
ركزت أبحاث تيلي بشكل أساسي على دراسة الصخور المتحولة، وخاصة تلك الموجودة في اسكتلندا وغرينلاند. استخدم التحليل المجهري والتحليل الكيميائي لتحديد المعادن في الصخور وفهم التغيرات التي تحدث فيها نتيجة للحرارة والضغط. كان من أوائل العلماء الذين أدركوا أهمية التوازن المعدني في الصخور المتحولة وطوروا مفاهيم جديدة حول العلاقة بين الظروف الفيزيائية الكيميائية والتركيب المعدني للصخور.
المساهمات العلمية
قدم سيسيل إدغار تيلي مساهمات كبيرة في علم الجيولوجيا، خاصة في مجال علم الصخور والتحول. من بين أهم إسهاماته:
- دراساته عن تحول الصخور: أجرى تيلي دراسات مفصلة حول التغيرات المعدنية التي تحدث في الصخور تحت ظروف الضغط ودرجة الحرارة المختلفة. ساعدت هذه الدراسات في فهمنا لعمليات التحول وتشكيل الصخور المتحولة.
- تطوير مفاهيم حول التوازن المعدني: كان تيلي من أوائل العلماء الذين أدركوا أهمية التوازن المعدني في الصخور المتحولة. طور مفاهيم جديدة حول العلاقة بين الظروف الفيزيائية الكيميائية والتركيب المعدني للصخور، مما ساعد في تفسير أنواع الصخور المتحولة وتوزيعها.
- أبحاثه حول الجيولوجيا الإقليمية: قام تيلي بدراسات شاملة للجيولوجيا الإقليمية في مناطق مختلفة، بما في ذلك اسكتلندا وغرينلاند. ساعدت هذه الدراسات في فهم التاريخ الجيولوجي لتلك المناطق وتشكيلها.
- تدريسه وإشرافه: قام تيلي بتدريب عدد كبير من الطلاب الذين أصبحوا علماء جيولوجيا بارزين. كان لأسلوبه التعليمي الدقيق وشغفه بالبحث العلمي تأثير كبير على الجيل التالي من علماء الجيولوجيا.
كان لعمل تيلي تأثير دائم على مجال علم الجيولوجيا. لا تزال أبحاثه تُقتبس وتُدرس حتى اليوم، ولا تزال مفاهيمه ونظرياته تُستخدم في فهمنا لتشكيل القشرة الأرضية وعمليات التحول.
الجوائز والتكريمات
حصل سيسيل إدغار تيلي على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لمساهماته في علم الجيولوجيا. انتخب زميلاً في الجمعية الملكية (FRS) في عام 1938، وهو أعلى تكريم علمي في المملكة المتحدة. حصل أيضًا على زمالة فخرية من الجمعية الملكية في إدنبرة (HonFRSE). شغل منصب رئيس جمعية علم البترولوجيا (PGS). كما حصل على العديد من الجوائز الأخرى من جمعيات علمية مرموقة.
الحياة الشخصية
تزوج سيسيل إدغار تيلي من دوروثي إيميلدا هيل في عام 1927. كان لديهما ابنة واحدة. كان يتمتع بحب كبير للطبيعة والتنزه في الجبال، وكان يمارس هواية جمع العينات الصخرية. توفي تيلي في كامبريدج في 24 يناير 1973، وترك وراءه إرثًا دائمًا في مجال علم الجيولوجيا.
الإرث
ترك سيسيل إدغار تيلي إرثًا دائمًا في علم الجيولوجيا. أبحاثه حول الصخور المتحولة، وتطويره لمفاهيم حول التوازن المعدني، وتدريبه للعديد من علماء الجيولوجيا البارزين، كلها ساهمت في فهمنا لتشكيل القشرة الأرضية وعمليات التحول. لا تزال أعماله تُدرس وتُقتبس حتى اليوم، ويُنظر إليه على أنه أحد أبرز علماء الجيولوجيا في القرن العشرين.
خاتمة
كان سيسيل إدغار تيلي عالمًا أستراليًا بريطانيًا رائدًا في علم الصخور والجيولوجيا. قدم مساهمات كبيرة في فهمنا للصخور المتحولة، وطور مفاهيم حول التوازن المعدني، وأثرى مجال الجيولوجيا من خلال تدريسه وأبحاثه. أدت أبحاثه إلى فهم أعمق لعمليات التحول وتشكيل القشرة الأرضية. حصل على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لإنجازاته العلمية. لا يزال إرثه حيًا في مجال علم الجيولوجيا.