الخلفية التاريخية
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، كان هناك شعور قوي في ألمانيا بضرورة تكريم الجنود الذين خدموا في الحرب. في ظل جمهورية فايمار، لم يكن هناك اتفاق على شكل التكريم الذي يجب تقديمه. ومع ذلك، مع صعود الحزب النازي إلى السلطة، تم إعطاء الأولوية لإنشاء وسام رسمي. تم تصميم صليب الشرف للحرب العالمية 1914/1918 لتلبية هذه الحاجة، وكان يهدف إلى تكريم الجنود الألمان الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى، بغض النظر عن رتبتهم أو الوحدة التي خدموا فيها.
كان باول فون هيندنبورغ، بصفته رئيسًا لألمانيا، شخصية محورية في إنشاء هذا الوسام. بصفته بطلاً عسكريًا محترمًا في الحرب العالمية الأولى، كان هيندنبورغ يحظى بتقدير كبير من قبل كل من الجيش والشعب الألماني. كان إنشاؤه للوسام بمثابة اعتراف بالتضحيات التي قدمها الجنود الألمان خلال الحرب، وعززت مكانته كرمز للوحدة الوطنية والتقدير.
معايير الأهلية
تم تصميم معايير الأهلية لصليب الشرف للحرب العالمية 1914/1918 لتكون شاملة قدر الإمكان، بحيث يتمكن أكبر عدد ممكن من المحاربين القدامى من تلقي التكريم. يمكن لأي جندي ألماني شارك في الحرب العالمية الأولى أن يحصل على الوسام، بغض النظر عن رتبته أو الوحدة التي خدم فيها. وشمل ذلك الجنود الذين خدموا في الجبهة، وكذلك أولئك الذين خدموا في وحدات الدعم أو في الخطوط الخلفية.
بالإضافة إلى الجنود الذين خدموا في الحرب، كان يحق لأرامل وآباء الجنود الذين قتلوا في الحرب الحصول على الوسام. كان هذا بمثابة اعتراف بالتضحيات التي قدمتها هذه العائلات، وتعبيرًا عن التعاطف مع خسارتهم.
لكي يكون الفرد مؤهلاً للحصول على الوسام، كان عليه تقديم طلب إلى السلطات المختصة. تضمن الطلب عادةً دليلًا على الخدمة في الحرب، مثل شهادة الخدمة أو وثائق أخرى. بعد الموافقة على الطلب، سيتم منح الوسام للفرد في حفل رسمي.
تصميم الوسام
صليب الشرف للحرب العالمية 1914/1918 عبارة عن صليب مالطي برونزي. في وسط الصليب، توجد دائرة تحمل تاريخ “1914-1918”. على أذرع الصليب، توجد أغصان من الغار. تم تصميم الوسام ليكون بسيطًا ووقارًا، ويعكس طبيعة الحرب الجدية.
كان هناك ثلاثة أنواع من صليب الشرف:
- صليب المحاربين: تم منح هذا الوسام للمحاربين القدامى الذين شاركوا في الحرب.
- صليب المحاربين مع سيف: تم منح هذا الوسام للمحاربين القدامى الذين شاركوا في القتال.
- صليب الأقارب: تم منح هذا الوسام لأرامل وآباء الجنود الذين قتلوا في الحرب.
كان صليب المحاربين مع سيف هو أعلى درجة من الوسام، وكان يمنح فقط لأولئك الذين شاركوا في القتال. تميز هذا الوسام بإضافة سيفين متقاطعين بين أذرع الصليب. تم منح صليب الأقارب لأرامل وآباء الجنود الذين قتلوا في الحرب. كان هذا الوسام هو نفسه صليب المحاربين، ولكن بدون السيفين.
كان الشريط الخاص بالوسام أسود مع خطوط بيضاء وحمراء. كان اللون الأسود يمثل خسائر الحرب، بينما كان اللون الأبيض يمثل الأمل في المستقبل، وكان اللون الأحمر يمثل دماء الجنود الذين ضحوا بحياتهم.
أهمية الوسام
كان صليب الشرف للحرب العالمية 1914/1918 وسامًا مهمًا في ألمانيا في فترة ما بين الحربين. كان بمثابة تذكير بتضحيات الجنود الألمان في الحرب العالمية الأولى، وكان رمزًا للوحدة الوطنية. ساعد الوسام أيضًا على رفع الروح المعنوية للمحاربين القدامى، الذين غالبًا ما شعروا بالتجاهل والنسيان بعد الحرب.
في ظل النظام النازي، تم استخدام صليب الشرف للحرب العالمية 1914/1918 كأداة للدعاية. تم استخدام الوسام لتشجيع الوحدة الوطنية ودعم النظام النازي. ومع ذلك، لا يزال الوسام يحظى بتقدير كبير من قبل العديد من المحاربين القدامى وعائلاتهم، الذين رأوا فيه رمزًا لتضحياتهم في الحرب.
اليوم، لا يزال صليب الشرف للحرب العالمية 1914/1918 وسامًا محترمًا في ألمانيا. إنه بمثابة تذكير بتضحيات الجنود الألمان في الحرب العالمية الأولى، وهو رمز للوحدة الوطنية. على الرغم من ارتباطه بالنظام النازي، إلا أنه لا يزال يحظى بتقدير كبير من قبل العديد من المحاربين القدامى وعائلاتهم، الذين يرون فيه رمزًا لتضحياتهم في الحرب.
التأثير الثقافي
كان لصليب الشرف للحرب العالمية 1914/1918 تأثير كبير على الثقافة الألمانية. لقد كان رمزًا للوحدة الوطنية والتقدير لتضحيات الجنود الألمان في الحرب العالمية الأولى. ظهر الوسام في العديد من الأعمال الفنية والأدبية، ولا يزال يتذكره الكثيرون في ألمانيا حتى اليوم.
خلال فترة جمهورية فايمار، لعب الوسام دورًا مهمًا في تعزيز الوحدة الوطنية والمصالحة بين الفصائل السياسية المختلفة. بعد الحرب العالمية الأولى، انقسمت ألمانيا بشدة بسبب الصراعات السياسية والاقتصادية. ساعد صليب الشرف في توحيد الناس من خلال تذكيرهم بالتضحيات المشتركة التي قدموها خلال الحرب.
خلال الحقبة النازية، تم استخدام الوسام كأداة للدعاية. استخدم النظام النازي الوسام لتعزيز أيديولوجيته وتعبئة الدعم لحربه. ومع ذلك، حتى خلال هذه الفترة، ظل الوسام رمزًا مهمًا لتضحيات الجنود الألمان في الحرب العالمية الأولى. لم يتمكن النظام النازي من محو أهمية الوسام، ولا يزال يتذكره الكثيرون في ألمانيا حتى اليوم.
الجمع
يعد صليب الشرف للحرب العالمية 1914/1918 وسامًا شائعًا بين هواة جمع التحف العسكرية. هناك العديد من العوامل التي تساهم في شعبيتها، بما في ذلك أهميتها التاريخية وتصميمها الجذاب وتوافرها النسبي. ومع ذلك، يجب على هواة الجمع توخي الحذر عند شراء الوسام، حيث توجد العديد من النسخ المزيفة في السوق.
عادة ما يتم تحديد قيمة صليب الشرف من خلال حالته وندرته وأهميته التاريخية. عادة ما تكون الأوسمة التي في حالة جيدة وندرة وبها قصة مثيرة للاهتمام أكثر قيمة. يجب على هواة الجمع أيضًا أن يكونوا على دراية بالنسخ المزيفة، والتي يمكن أن يصعب اكتشافها.
هناك العديد من الموارد المتاحة لهواة جمع صليب الشرف للحرب العالمية 1914/1918. تشمل هذه الموارد الكتب والمواقع الإلكترونية والمجموعات. يمكن أن تساعد هذه الموارد هواة الجمع على التعرف على تاريخ الوسام وتصميمه وقيمته. يمكنهم أيضًا مساعدة هواة الجمع على اكتشاف النسخ المزيفة وتجنب عمليات الاحتيال.
خاتمة
صليب الشرف للحرب العالمية 1914/1918 هو وسام عسكري ألماني تم إنشاؤه في عام 1934 لتكريم الجنود الألمان الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى. كان يمنح لجميع الجنود الألمان الذين شاركوا في الحرب، وكذلك لأرامل وأباء الجنود القتلى. على الرغم من ارتباطه بالنظام النازي، إلا أنه لا يزال يحظى بتقدير كبير من قبل العديد من المحاربين القدامى وعائلاتهم، الذين يرون فيه رمزًا لتضحياتهم في الحرب.