التأسيس والسنوات الأولى
بدأت قصة فرقة “ذا دريفترز” في منتصف الخمسينيات، في فترة ازدهار موسيقى الروك آند رول في اليابان. تأسست الفرقة في الأصل تحت اسم “أبناء دريفترز” (Sons of Drifters) نتيجة اندماج أعضاء من فرقتين محليتين هما M و Cocanuts. كان الهدف من هذا الاندماج هو إنشاء فرقة قادرة على تقديم عروض موسيقية وكوميدية متكاملة، تجمع بين حيوية الروك آند رول وخفة الظل.
في البداية، كانت الفرقة تقدم عروضها في النوادي الليلية الصغيرة والحانات، حيث اكتسبت تدريجياً قاعدة جماهيرية متزايدة. تميزت عروضهم بالجمع بين الموسيقى المفعمة بالحيوية والمقاطع الكوميدية القصيرة، مما جعلهم فرقة مفضلة لدى الشباب الياباني في ذلك الوقت. كانت أغانيهم تعكس روح التمرد والانفتاح التي ميزت جيل الروك آند رول.
التحول إلى فرقة كوميدية
على الرغم من بدايتهم كفرقة روك آند رول، إلا أن “ذا دريفترز” بدأوا تدريجياً في دمج المزيد من العناصر الكوميدية في عروضهم. كان هذا التحول مدفوعًا برغبة الفرقة في التميز عن غيرها من فرق الروك آند رول، وتقديم شيء جديد ومختلف للجمهور. كما أن شخصيات أعضاء الفرقة المضحكة وقدرتهم على الارتجال لعبت دورًا كبيرًا في هذا التحول.
في الستينيات، بدأ “ذا دريفترز” في الظهور في البرامج التلفزيونية الكوميدية، حيث اكتسبوا شهرة واسعة على مستوى البلاد. تميزت فقراتهم الكوميدية بالسخرية الاجتماعية والسياسية، بالإضافة إلى استخدام الدعائم والأزياء الغريبة والمضحكة. سرعان ما أصبحوا واحدة من أشهر الفرق الكوميدية في اليابان، ولا يزالون يحظون بشعبية كبيرة حتى اليوم.
الشهرة والنجاح
بلغت شهرة “ذا دريفترز” ذروتها في السبعينيات والثمانينيات، حيث أصبحوا من أبرز نجوم الكوميديا في اليابان. كانت عروضهم التلفزيونية تحظى بملايين المشاهدين، وأصبحت أغانيهم الكوميدية من الأغاني الأكثر مبيعًا. كما قاموا ببطولة العديد من الأفلام والمسرحيات الكوميدية، التي حققت نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر.
يعود الفضل في نجاح “ذا دريفترز” إلى قدرتهم على التكيف مع التغيرات في المجتمع الياباني، وتقديم محتوى كوميدي يعكس هموم وتطلعات الجمهور. كما أنهم تمكنوا من الحفاظ على أسلوبهم الكوميدي المميز، الذي يجمع بين الفكاهة الجسدية والسخرية الذكية.
أعضاء الفرقة
تألفت فرقة “ذا دريفترز” من خمسة أعضاء رئيسيين، لكل منهم شخصيته المميزة ودوره في الفرقة:
- تشوسو أراي (Chosuke Ikariya): قائد الفرقة والعازف على آلة الباص. كان يتميز بشخصيته الجادة والمسؤولة، وغالبًا ما كان يلعب دور الشخص العقلاني في الفقرات الكوميدية.
- كين شيمورا (Ken Shimura): أحد أشهر أعضاء الفرقة، اشتهر بشخصيته المرحة والمضحكة، وقدرته على الارتجال. كان يتميز بتعبيرات وجهه المضحكة وحركاته الغريبة.
- كاتو تشا (Kato Cha): يتميز بشخصيته الطفولية والبسيطة، وغالبًا ما كان يلعب دور الضحية في الفقرات الكوميدية. كان يتميز بصوته المميز وقدرته على تقليد الأصوات.
- كوجي ناكانيشي (Koji Nakamoto): يتميز بشخصيته الذكية والسريعة البديهة، وغالبًا ما كان يلعب دور الشخص الذي يحل المشاكل في الفقرات الكوميدية. كان يتميز بقدرته على كتابة النكات والسيناريوهات الكوميدية.
- هيديوكي كوماتا (Hideyuki Komatsu): يتميز بشخصيته الهادئة والمتزنة، وغالبًا ما كان يلعب دور الراوي في الفقرات الكوميدية. كان يتميز بصوته العميق وقدرته على سرد القصص.
أعمالهم
قدم “ذا دريفترز” العديد من الأعمال الكوميدية الناجحة، بما في ذلك البرامج التلفزيونية والأفلام والمسرحيات والأغاني. من بين أشهر أعمالهم:
- برنامج “هاشي داي شو” (Hachiji Da Yo! Zen’in Shugo): برنامج تلفزيوني كوميدي عرض في السبعينيات والثمانينيات، وحقق نجاحًا كبيرًا في اليابان. كان البرنامج يعتمد على الفقرات الكوميدية القصيرة والأغاني المضحكة.
- فيلم “دريفترز داي بيكوسو” (Drifters Dai Bikuso): فيلم كوميدي عرض في عام 1975، وحقق نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر. تدور أحداث الفيلم حول مغامرات فرقة “ذا دريفترز” في رحلة حول العالم.
- مسرحية “دريفترز نو كايتاي شينشو” (Drifters no Kaibutsu Shinsho): مسرحية كوميدية عرضت في عام 1968، وحققت نجاحًا كبيرًا في اليابان. تدور أحداث المسرحية حول مغامرات فرقة “ذا دريفترز” في قصر مسكون.
- أغنية “هيراكوكي” (Hige no Uta): أغنية كوميدية صدرت في عام 1969، وأصبحت من الأغاني الأكثر مبيعًا في اليابان. تتحدث الأغنية عن أهمية الشارب في حياة الرجل.
تأثيرهم على الثقافة اليابانية
كان لفرقة “ذا دريفترز” تأثير كبير على الثقافة اليابانية، فقد ساهموا في تطوير الكوميديا اليابانية، وأثروا في العديد من الفنانين الكوميديين اللاحقين. كما أنهم ساهموا في نشر ثقافة الروك آند رول في اليابان، وجعلوا الموسيقى الغربية أكثر شعبية بين الشباب الياباني.
بالإضافة إلى ذلك، لعب “ذا دريفترز” دورًا مهمًا في تعزيز الوحدة الوطنية في اليابان، فقد كانوا يقدمون عروضهم في جميع أنحاء البلاد، ويخاطبون جميع فئات الشعب. كما أنهم كانوا يدعمون القضايا الاجتماعية والسياسية المهمة، ويدعون إلى التسامح والسلام.
الجوائز والتكريمات
حصلت فرقة “ذا دريفترز” على العديد من الجوائز والتكريمات، تقديرًا لمساهمتهم في الثقافة اليابانية، بما في ذلك:
- جائزة رئيس الوزراء للفنون الشعبية في عام 1993.
- جائزة الإنجاز مدى الحياة من جمعية الكوميديين اليابانيين في عام 2004.
- تم إدخالهم إلى قاعة مشاهير الكوميديا اليابانية في عام 2007.
الإرث
على الرغم من وفاة بعض أعضاء الفرقة، إلا أن “ذا دريفترز” لا يزالون يحظون بشعبية كبيرة في اليابان. لا تزال عروضهم التلفزيونية والأفلام والمسرحيات والأغاني تعرض وتباع حتى اليوم. كما أن العديد من الفنانين الكوميديين اليابانيين يعتبرون “ذا دريفترز” مصدر إلهام لهم.
يمكن القول أن “ذا دريفترز” هم واحدة من أهم الفرق الكوميدية في تاريخ اليابان، فقد تركوا بصمة واضحة على الثقافة اليابانية، وسيظلون في الذاكرة الجماعية للشعب الياباني إلى الأبد.
خاتمة
ذا دريفترز، الفرقة اليابانية الأسطورية، مزيج فريد من الروك آند رول والكوميديا، تأسست في منتصف الخمسينيات، واشتهرت في الستينيات والسبعينيات. قدمت عروضًا تلفزيونية وأفلامًا ومسرحيات وأغانٍ لا تزال محبوبة حتى اليوم. كان لها تأثير كبير على الثقافة اليابانية، حيث ساهمت في تطوير الكوميديا ونشر ثقافة الروك آند رول وتعزيز الوحدة الوطنية. حازت على العديد من الجوائز والتكريمات، وتعتبر مصدر إلهام للعديد من الفنانين الكوميديين اليابانيين. ستبقى ذا دريفترز في الذاكرة الجماعية للشعب الياباني إلى الأبد.