<![CDATA[
نشأته وبداياته
ولد ماكفرسون روبرتسون في مدينة بالارات بولاية فيكتوريا الأسترالية. بدأ حياته المهنية في سن مبكرة، حيث أظهر طموحًا وشغفًا بالمشاريع التجارية. في طفولته، كان يعمل في بيع الصحف والمنتجات الصغيرة، مما ساعده على تطوير مهارات البيع والتسويق. في سن السادسة عشرة، أسس روبرتسون متجرًا صغيرًا لبيع الحلويات في بالارات. كان هذا المتجر هو البداية المتواضعة لشركته الناجحة في المستقبل.
تأسيس شركة شوكولاتة روبرتسون
في عام 1880، قام ماكفرسون روبرتسون بتأسيس شركة شوكولاتة روبرتسون في ملبورن. كانت الشركة في البداية عبارة عن متجر صغير لإنتاج وبيع الحلويات والشوكولاتة المصنوعة يدويًا. تميزت منتجات روبرتسون بالجودة العالية والابتكار في النكهات والتصميم. سرعان ما اكتسبت الشركة سمعة طيبة في السوق الأسترالية.
كان روبرتسون رائدًا في استخدام التكنولوجيا في صناعة الشوكولاتة. استثمر في الآلات الحديثة لزيادة الإنتاج وتحسين الجودة. كما كان لديه حس تجاري قوي، مما سمح له بتوسيع نطاق عملياته والوصول إلى أسواق جديدة. قام بتسويق منتجاته بذكاء، مستخدمًا الإعلانات المبتكرة والعروض الترويجية لجذب العملاء.
أعماله الخيرية
بالإضافة إلى نجاحه التجاري، كان ماكفرسون روبرتسون معروفًا بأعماله الخيرية الواسعة. آمن بأهمية رد الجميل للمجتمع وتقديم الدعم للمحتاجين. قام بالتبرع بمبالغ كبيرة للمؤسسات الخيرية والتعليمية والصحية. كما دعم العديد من المشاريع المجتمعية والثقافية.
من أبرز أعماله الخيرية:
- المساهمة في بناء مستشفيات ومدارس في أستراليا.
- دعم الأنشطة الرياضية والثقافية، مثل رعاية الفرق الرياضية والمهرجانات.
- تقديم المنح الدراسية للطلاب المتفوقين.
أدت مساهمات روبرتسون الخيرية إلى حصوله على العديد من الأوسمة والتقديرات. فقد مُنح لقب فارس الإمبراطورية البريطانية (KBE) تكريمًا لأعماله الخيرية ومساهماته في المجتمع الأسترالي.
المنتجات الشهيرة
اشتهرت شركة شوكولاتة روبرتسون بإنتاج مجموعة متنوعة من الحلويات والشوكولاتة التي أصبحت مفضلة لدى الأستراليين. من بين المنتجات الأكثر شهرة:
- شوكولاتة فريزر: كانت من أوائل منتجات الشركة وأكثرها شعبية.
- شوكولاتة أوتاغو: شوكولاتة بجودة عالية وبنكهات متنوعة.
- أعواد شوكولاتة روبرتسون: منتج آخر ناجح للغاية.
- حلوى الكراميل: تشكيلة واسعة من حلوى الكراميل اللذيذة.
ساهمت جودة المنتجات والابتكار في تصميمها وتسويقها في نجاح شركة شوكولاتة روبرتسون على مدى عقود.
التسويق والإعلان
كان ماكفرسون روبرتسون رائدًا في مجال التسويق والإعلان في أستراليا. استخدم تقنيات إعلانية مبتكرة لجذب العملاء وبناء الوعي بالعلامة التجارية لشركته. من بين استراتيجياته:
- العروض الترويجية: قدم روبرتسون عروضًا ترويجية مميزة، مثل مسابقات “ابحث عن الكنز” التي جذبت اهتمامًا واسعًا.
- الإعلانات التلفزيونية والإذاعية: كان من أوائل من استخدموا الإعلانات في وسائل الإعلام الحديثة.
- تصميم العبوات المبتكرة: تميزت عبوات منتجاته بتصميمات جذابة وملونة.
- الرعاية: قام برعاية الفعاليات الرياضية والثقافية لتعزيز مكانة علامته التجارية.
بفضل هذه الاستراتيجيات التسويقية الناجحة، استطاعت شركة شوكولاتة روبرتسون بناء ولاء قوي للعلامة التجارية في أوساط المستهلكين الأستراليين.
مساهمته في معرض ملبورن الملكي
لعب ماكفرسون روبرتسون دورًا هامًا في تنظيم معرض ملبورن الملكي (Melbourne Royal Show). قدم الدعم المالي والتنظيمي للمعرض، مما ساهم في جعله واحدًا من أبرز الفعاليات الاجتماعية والثقافية في أستراليا. كان المعرض فرصة لروبرتسون لعرض منتجاته والترويج لعلامته التجارية، بالإضافة إلى دعم المجتمع الزراعي.
التأثير والإرث
ترك السير ماكفرسون روبرتسون إرثًا دائمًا في أستراليا. يعتبر رمزًا للنجاح التجاري والعمل الخيري. ألهمت قصته الأجيال المتعاقبة من رواد الأعمال والفاعلين الخيريين. استمرت شركة شوكولاتة روبرتسون في الازدهار بعد وفاته، وحافظت على سمعتها كشركة رائدة في صناعة الشوكولاتة.
تشمل أبرز إرثه:
- نجاحه التجاري الذي أثبت قدرة الأستراليين على المنافسة في الأسواق العالمية.
- أعماله الخيرية التي أحدثت فرقًا كبيرًا في حياة الآلاف من الناس.
- دعمه للتعليم والثقافة والرياضة.
الحياة الشخصية
تزوج ماكفرسون روبرتسون من إليزابيث أورسولا في عام 1888، وأنجبا أربعة أطفال. كان رجل عائلة ملتزمًا، وشارك في العديد من الأنشطة الاجتماعية والثقافية في مجتمعه. تميز بشخصية قيادية قوية وقدرة على الإلهام.
الجوائز والأوسمة
حصل ماكفرسون روبرتسون على العديد من الجوائز والأوسمة تقديرًا لإسهاماته في المجتمع. من بينها:
- وسام الإمبراطورية البريطانية (OBE) في عام 1929.
- لقب فارس الإمبراطورية البريطانية (KBE) في عام 1932.
هذه الأوسمة تعكس التقدير العام لأعماله الخيرية وقيادته.
وفاته
توفي السير ماكفرسون روبرتسون في 20 أغسطس 1945 في ملبورن عن عمر يناهز 85 عامًا. ترك وراءه إرثًا عظيمًا كأحد أبرز رجال الأعمال والفاعلين الخيريين في أستراليا. أقيمت مراسم جنازة رسمية تكريمًا له، حضرها عدد كبير من الشخصيات العامة والمسؤولين. استمرت شركته في النمو والازدهار بعد وفاته، مما يبرز تأثيره الدائم على الاقتصاد والمجتمع الأسترالي.
خاتمة
السير ماكفرسون روبرتسون كان شخصية استثنائية، جمعت بين النجاح التجاري والأعمال الخيرية. من خلال تأسيس شركة شوكولاتة روبرتسون، أثبت قدرته على الابتكار والتسويق. في الوقت نفسه، أظهر التزامه برد الجميل للمجتمع من خلال مساهماته في التعليم والصحة والثقافة. ترك إرثًا دائمًا كرمز للنجاح والعمل الخيري في أستراليا، وألهم الأجيال القادمة.