<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد ترامبول في ما يعرف الآن بمدينة واترتون، كونيتيكت. كان الابن الأصغر للقس جون ترامبول ومارثا روبنز. تلقى تعليمه المبكر في المنزل قبل أن يلتحق بجامعة ييل في سن السابعة. تخرج من ييل عام 1767، في سن السابعة عشرة، وكان يعتبر من بين الطلاب الأكثر ذكاءً في فصله. خلال فترة دراسته الجامعية، بدأ ترامبول في تطوير اهتمامه بالأدب والشعر، متأثرًا بالكلاسيكيات الإنجليزية وشعراء العصر.
بعد تخرجه، عمل ترامبول لفترة قصيرة كمدرس قبل أن يقرر دراسة القانون. التحق بمكتب المحاماة في نيو هيفن ودرس القانون تحت إشراف الجنرال تشارلز بيكويث. تم قبوله في نقابة المحامين عام 1773، لكنه لم يمارس المحاماة لفترة طويلة، حيث انجذب إلى عالم الكتابة بشكل أكبر.
مسيرته الأدبية المبكرة
بدأ ترامبول مسيرته الأدبية في وقت مبكر، حيث كتب الشعر والقصص القصيرة في سن مبكرة. اشتهر بأعماله الساخرة، التي استخدمها لانتقاد الفساد الاجتماعي والسياسي. كانت أعماله غالبًا ما تكون ذكية وروح الدعابة، وتستهدف شخصيات ومؤسسات معينة في عصره. من أبرز أعماله في هذه الفترة قصيدته الهجائية “الفيلم”، التي بدأ في كتابتها عام 1772.
تعتبر “الفيلم” واحدة من أهم أعمال ترامبول. هي قصيدة هجائية طويلة في ثلاثة أجزاء، تسخر من التقاليد القديمة والادعاءات الدينية في المجتمعات الصغيرة في نيو إنجلاند. استخدم ترامبول القصيدة لإدانة النفاق، والتعصب، والجشع الذي رآه في عصره. لقد أكسبته هذه القصيدة شهرة كبيرة، ووضعته كواحد من أبرز الكتاب الساخرين في أمريكا.
شعراء هارتفورد
كان جون ترامبول عضوًا بارزًا في مجموعة “شعراء هارتفورد”، وهي مجموعة من الكتاب الذين اجتمعوا في هارتفورد، كونيتيكت، خلال أواخر القرن الثامن عشر. تضمنت المجموعة شخصيات بارزة مثل جويل بارلو، وتيموثي دوايت، وأوليفير واينرايت. اشترك هؤلاء الكتاب في اهتمام مشترك بالأدب والشعر، وغالبًا ما تعاونوا في كتابة ونشر أعمالهم.
تميز شعراء هارتفورد بأسلوبهم الأدبي الذي يجمع بين الكلاسيكية والوطنية. كانوا يؤمنون بأهمية الأدب في تشكيل الهوية الوطنية الأمريكية، وكتبوا عن مجموعة متنوعة من الموضوعات، بما في ذلك السياسة، والأخلاق، والدين. ساهمت أعمالهم في تطوير الأدب الأمريكي المبكر.
أعماله البارزة
بالإضافة إلى “الفيلم”، كتب ترامبول العديد من الأعمال الأخرى التي ساهمت في ترسيخ مكانته كشاعر وكاتب ساخر. من بين هذه الأعمال:
- “التقدم إلى الموت” (M’Fingal): قصيدة هجائية طويلة في شكل ملحمي، نُشرت على أجزاء بين عامي 1775 و 1782. تعتبر “M’Fingal” عملًا رئيسيًا في الأدب الأمريكي المبكر، حيث تسخر من الثورة الأمريكية، وتنتقد الشخصيات السياسية.
- مسرحية “القرية” (The Village): مسرحية هجائية تصور الحياة في الريف الأمريكي.
- مقالات ومقاطع نثرية: كتب ترامبول عددًا من المقالات والمقاطع النثرية التي تناولت مجموعة متنوعة من الموضوعات، بما في ذلك السياسة، والأخلاق، والأدب.
تميزت كتابات ترامبول بالذكاء، والروح الدعابة، والقدرة على الملاحظة الدقيقة. استخدم هذه المهارات لانتقاد العيوب الاجتماعية والسياسية في عصره، مما جعله شخصية مثيرة للجدل ومحترمة في آن واحد.
إرثه وتأثيره
ترك جون ترامبول إرثًا دائمًا في الأدب الأمريكي. ساهمت أعماله في تطوير الأدب الساخر، وساعدت في تشكيل الهوية الثقافية الأمريكية المبكرة. يعتبر ترامبول من بين الكتاب الأمريكيين الأوائل الذين استخدموا السخرية لانتقاد المجتمع والسياسة. أثرت كتاباته على جيل من الكتاب الأمريكيين، بمن فيهم واشنطن إيرفينغ وناثانيال هاوثورن.
على الرغم من أن شهرته قد تضاءلت بمرور الوقت، إلا أن أعمال ترامبول لا تزال تدرس وتقرأ حتى اليوم. يعتبر “M’Fingal” و “الفيلم” من بين الأعمال الأدبية الأمريكية الكلاسيكية، التي توفر للقراء نظرة ثاقبة على الحياة والأفكار في أمريكا في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر.
بالإضافة إلى مساهماته الأدبية، شغل ترامبول أيضًا عددًا من المناصب العامة. عمل كقاضي وككاتب قانوني، وكان له دور فعال في الحياة السياسية في ولاية كونيتيكت. يعكس هذا النشاط العام التزام ترامبول بالمشاركة المدنية، وإيمانه بأهمية الحكم الرشيد.
حياته الشخصية
تزوج جون ترامبول من سارة مارش عام 1776، ورزقا بعدة أطفال. كان متزوجًا سعيدًا، وكان لزوجته دور مهم في حياته. كان لديه علاقات قوية مع عائلته، وقد انعكس هذا في بعض كتاباته. على الرغم من انشغاله بالعمل العام والأدبي، إلا أنه كرس وقتًا لعائلته وأصدقائه.
مسيرته المهنية القانونية
بعد فترة قصيرة من ممارسة المحاماة، عاد ترامبول إلى القانون في وقت لاحق من حياته. عمل كقاضي في محكمة الاستئناف العليا في كونيتيكت. أظهر التزامه بالعدالة والإنصاف في جميع قراراته. كانت خبرته القانونية مفيدة في حياته الأدبية، حيث سمحت له بفهم القضايا الاجتماعية والسياسية بشكل أعمق.
خاتمة
جون ترامبول كان شخصية بارزة في الأدب الأمريكي المبكر. اشتهر بكونه شاعرًا وكاتبًا ساخرًا، وانتقد بشدة العادات الاجتماعية والسياسية في عصره. كانت أعماله مثل “الفيلم” و “M’Fingal” من بين الأعمال الأدبية الأمريكية الكلاسيكية. كان ترامبول عضوًا في مجموعة “شعراء هارتفورد” وترك إرثًا دائمًا في الأدب الأمريكي. بالإضافة إلى ذلك، شغل مناصب عامة وشارك في الحياة السياسية في ولاية كونيتيكت.