<![CDATA[
تاريخ وتأسيس مجموعة التسعين
نشأت فكرة إنشاء G90 خلال سلسلة من الاجتماعات والمشاورات بين الدول النامية في بداية القرن الحادي والعشرين. كان الهدف الرئيسي هو إنشاء كتلة تفاوضية قوية قادرة على مواجهة تحديات العولمة والتجارة الدولية. تأسست المجموعة رسميًا في عام 2004 في إطار مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد). منذ ذلك الحين، لعبت G90 دورًا مهمًا في الدفاع عن مصالح أعضائها في مختلف المنظمات الدولية، مثل منظمة التجارة العالمية (WTO) وصندوق النقد الدولي (IMF) والبنك الدولي.
أهداف مجموعة التسعين
تتمحور أهداف G90 حول عدد من القضايا الرئيسية، بما في ذلك:
- الدفاع عن مصالح الدول النامية: تعمل المجموعة على ضمان أن يتم تمثيل مصالح الدول الأعضاء بشكل فعال في المفاوضات الدولية، خاصة تلك المتعلقة بالتجارة والتنمية.
- تعزيز التنمية الاقتصادية: تسعى G90 إلى دعم جهود التنمية الاقتصادية في الدول الأعضاء من خلال التعاون في مجالات مثل التجارة والاستثمار والتمويل والتكنولوجيا.
- التفاوض الجماعي: تهدف المجموعة إلى تعزيز قدرة الدول الأعضاء على التفاوض بشكل فعال في المنظمات الدولية من خلال توحيد مواقفها وتنسيق جهودها.
- توفير الدعم الفني: تقدم G90 الدعم الفني للدول الأعضاء لمساعدتها على المشاركة بفعالية في المفاوضات الدولية وتطبيق الاتفاقيات التجارية.
- معالجة القضايا المشتركة: تعمل المجموعة على معالجة القضايا المشتركة التي تواجهها الدول الأعضاء، مثل الفقر والصحة والتعليم والتغير المناخي.
أعضاء مجموعة التسعين
تضم مجموعة التسعين في عضويتها عددًا كبيرًا من البلدان النامية، معظمها من البلدان الأقل نموًا (LDCs) والدول الجزرية الصغيرة النامية (SIDS). تتوزع الدول الأعضاء على مختلف القارات، مما يعكس التنوع الجغرافي والاقتصادي للمجموعة. من بين الدول الأعضاء البارزة: أفغانستان، بنغلاديش، بوتان، بوركينا فاسو، بوروندي، كمبوديا، جمهورية أفريقيا الوسطى، تشاد، جزر القمر، جمهورية الكونغو الديمقراطية، جيبوتي، إريتريا، إثيوبيا، غامبيا، غانا، غينيا، غينيا بيساو، هايتي، كيريباتي، لاوس، ليسوتو، مدغشقر، ملاوي، مالي، موريتانيا، موزمبيق، نيبال، النيجر، رواندا، ساموا، ساو تومي وبرينسيبي، السنغال، سييراليون، جزر سليمان، الصومال، السودان، تنزانيا، توغو، توفالو، أوغندا، فانواتو، واليمن.
آليات عمل مجموعة التسعين
تعتمد G90 على عدد من الآليات لتنسيق جهودها وتحقيق أهدافها. وتشمل هذه الآليات:
- الاجتماعات المنتظمة: تعقد المجموعة اجتماعات منتظمة على مستويات مختلفة، بما في ذلك اجتماعات على مستوى الوزراء وكبار المسؤولين والخبراء الفنيين.
- مجموعات العمل: تنشئ G90 مجموعات عمل متخصصة لمعالجة قضايا محددة، مثل التجارة والتمويل والتنمية المستدامة.
- التنسيق مع المنظمات الدولية: تعمل المجموعة عن كثب مع المنظمات الدولية مثل الأونكتاد ومنظمة التجارة العالمية لتعزيز مصالح أعضائها.
- بناء القدرات: تقدم G90 برامج لبناء القدرات للدول الأعضاء لمساعدتها على المشاركة بفعالية في المفاوضات الدولية وتطبيق الاتفاقيات التجارية.
- تبادل المعلومات: تشجع المجموعة تبادل المعلومات وأفضل الممارسات بين الدول الأعضاء.
التحديات التي تواجه مجموعة التسعين
تواجه G90 عددًا من التحديات في سعيها لتحقيق أهدافها. وتشمل هذه التحديات:
- التباين بين الدول الأعضاء: يختلف مستوى التنمية والقدرات الاقتصادية بين الدول الأعضاء، مما قد يجعل من الصعب تحقيق توافق في الآراء بشأن بعض القضايا.
- القيود المالية: تواجه G90 قيودًا مالية، مما يحد من قدرتها على تنفيذ برامج بناء القدرات وتقديم الدعم الفني للدول الأعضاء.
- المشاركة الفعالة: قد يكون من الصعب على بعض الدول الأعضاء المشاركة بفعالية في جميع أنشطة المجموعة بسبب محدودية الموارد والقدرات.
- التحديات الخارجية: تواجه المجموعة تحديات خارجية، مثل التغيرات في النظام الاقتصادي العالمي والضغوط السياسية من الدول المتقدمة.
- الحاجة إلى التكيف: يجب على G90 أن تتكيف باستمرار مع التحديات الناشئة والفرص الجديدة لضمان فعاليتها في عالم متغير.
إنجازات مجموعة التسعين
على الرغم من التحديات التي تواجهها، حققت G90 عددًا من الإنجازات منذ تأسيسها. وتشمل هذه الإنجازات:
- تعزيز التعاون بين الدول النامية: ساهمت المجموعة في تعزيز التعاون والتضامن بين الدول النامية.
- الدفاع عن مصالح الدول النامية في منظمة التجارة العالمية: لعبت المجموعة دورًا مهمًا في الدفاع عن مصالح الدول النامية في مفاوضات منظمة التجارة العالمية، وخاصة في قضايا مثل الوصول إلى الأسواق والزراعة.
- المساهمة في التنمية الاقتصادية: ساهمت المجموعة في دعم جهود التنمية الاقتصادية في الدول الأعضاء من خلال التعاون في مجالات مثل التجارة والاستثمار والتمويل.
- زيادة الوعي بالقضايا التي تهم الدول النامية: ساعدت المجموعة في زيادة الوعي بالقضايا التي تهم الدول النامية، مثل الفقر والصحة والتعليم والتغير المناخي.
- بناء القدرات: قدمت المجموعة الدعم الفني للدول الأعضاء لمساعدتها على المشاركة بفعالية في المفاوضات الدولية وتطبيق الاتفاقيات التجارية.
مستقبل مجموعة التسعين
تواجه G90 مستقبلًا مليئًا بالتحديات والفرص. لتحقيق أهدافها بشكل فعال في المستقبل، يجب على المجموعة:
- تعزيز التماسك الداخلي: يجب على المجموعة تعزيز التماسك الداخلي بين الدول الأعضاء من خلال إيجاد أرضية مشتركة في القضايا الرئيسية.
- تحسين التنسيق: يجب على المجموعة تحسين التنسيق بين الدول الأعضاء وبينها وبين المنظمات الدولية.
- توسيع نطاق التعاون: يجب على المجموعة توسيع نطاق التعاون ليشمل مجالات جديدة مثل التكنولوجيا والابتكار.
- بناء الشراكات: يجب على المجموعة بناء شراكات قوية مع الدول المتقدمة والمجتمع المدني والقطاع الخاص.
- التكيف مع التغيير: يجب على المجموعة التكيف مع التغييرات في النظام الاقتصادي العالمي والتحديات الناشئة.
دور مجموعة التسعين في تحقيق أهداف التنمية المستدامة
تلعب G90 دورًا مهمًا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs)، والتي اعتمدتها الأمم المتحدة في عام 2015. تساهم المجموعة في تحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك:
- القضاء على الفقر (الهدف 1): من خلال دعم التنمية الاقتصادية في الدول الأعضاء وتعزيز التجارة والاستثمار.
- القضاء على الجوع (الهدف 2): من خلال دعم الزراعة المستدامة والأمن الغذائي.
- الصحة الجيدة والرفاه (الهدف 3): من خلال دعم جهود الدول الأعضاء في تحسين الرعاية الصحية.
- التعليم الجيد (الهدف 4): من خلال دعم جهود الدول الأعضاء في تحسين التعليم.
- المساواة بين الجنسين (الهدف 5): من خلال تعزيز دور المرأة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
- العمل المناخي (الهدف 13): من خلال دعم جهود الدول الأعضاء في مكافحة تغير المناخ.
من خلال العمل معًا، يمكن للدول الأعضاء في G90 أن تساهم في تحقيق عالم أكثر عدالة واستدامة.
خاتمة
مجموعة التسعين هي تحالف حيوي يضم الدول النامية الأصغر والأكثر فقرًا. تعمل المجموعة على تعزيز مصالح أعضائها في المحافل الدولية، وخاصة في مجالات التجارة والتنمية. على الرغم من التحديات التي تواجهها، فقد حققت G90 إنجازات مهمة في تعزيز التعاون بين الدول النامية والدفاع عن مصالحها. من خلال التماسك الداخلي، والتعاون الفعال، وبناء الشراكات، يمكن لـ G90 أن تلعب دورًا أكبر في تحقيق التنمية المستدامة وتحسين حياة مواطنيها.