<![CDATA[
نشأته وبداياته المهنية
ولد إي. هانتر هاريسون في ممفيس، ولاية تينيسي. بدأ حياته المهنية في مجال السكك الحديدية في عام 1964، حيث عمل في قسم التشغيل في شركة فرجينيا الجنوبية للسكك الحديدية. اكتسب خبرة واسعة في جوانب مختلفة من العمليات، بما في ذلك التخطيط والجدولة وإدارة الموظفين. صعد بسرعة في الرتب، وأظهر قدرة فطرية على تحديد أوجه القصور وتحسين العمليات.
قيادته لشركة إلينوي سنترال
في عام 1993، تولى هاريسون منصب الرئيس التنفيذي لشركة إلينوي سنترال، وهي شركة سكك حديدية كانت تعاني من مشاكل مالية. قام على الفور بتطبيق استراتيجيته التشغيلية، والتي تضمنت تبسيط العمليات، والتخلص من الأصول غير الأساسية، وتقليل التكاليف. كان نهجه يركز على “إدارة التدفق”، مما يعني تحريك القطارات بشكل أسرع وأكثر كفاءة. كما قام بتنفيذ نظام إدارة السكك الحديدية المركزة، والذي ساعد في تحسين تتبع الشحنات والتحكم فيها. تحت قيادة هاريسون، تحولت شركة إلينوي سنترال إلى شركة مربحة للغاية، وأصبحت مثالاً يحتذى به في صناعة السكك الحديدية.
تحوله إلى شركة كاناديان ناشيونال
في عام 1998، ترك هاريسون شركة إلينوي سنترال للانضمام إلى شركة كاناديان ناشيونال، وهي شركة سكك حديدية مملوكة للحكومة الكندية. كان الهدف من تعيينه هو خصخصة الشركة وتحويلها إلى شركة مربحة. مرة أخرى، طبق هاريسون استراتيجيته التشغيلية الناجحة، وقام بتنفيذ تغييرات جذرية في العمليات. قام بتقليص عدد الموظفين، وتحسين جداول القطارات، والاستثمار في التكنولوجيا الجديدة. وبحلول عام 2001، كانت شركة كاناديان ناشيونال قد تحولت بشكل كبير وأصبحت من بين أكثر شركات السكك الحديدية كفاءة في أمريكا الشمالية.
تحديات قيادته
على الرغم من نجاحاته، واجه هاريسون أيضًا بعض التحديات في قيادته. كان معروفًا بأسلوبه القيادي الصارم والمتطلب، والذي أثار في بعض الأحيان انتقادات من الموظفين. كان أيضًا مستعدًا لاتخاذ قرارات صعبة، بما في ذلك التخلص من الوظائف والإغلاق أو بيع الخطوط غير المربحة. ومع ذلك، جادل مؤيدو هاريسون بأنه كان ضروريًا لتحسين كفاءة الشركات التي قادها.
العودة إلى شركة كاناديان باسيفيك
في عام 2012، عاد هاريسون إلى صناعة السكك الحديدية، حيث تولى منصب الرئيس التنفيذي لشركة كاناديان باسيفيك، وهي شركة سكك حديدية كانت تعاني من ضعف الأداء. كان الوضع مشابهًا لما واجهه في شركة إلينوي سنترال. طبق هاريسون مرة أخرى استراتيجيته التشغيلية الناجحة، مما أدى إلى تحسين كبير في أداء الشركة. قام بتخفيض التكاليف، وتحسين كفاءة العمليات، وزيادة الأرباح. أصبح سهم الشركة من أفضل الأسهم أداءً في السوق الكندية خلال فترة قيادته.
إرثه
ترك إي. هانتر هاريسون إرثًا دائمًا في صناعة السكك الحديدية. لقد غير الطريقة التي تعمل بها شركات السكك الحديدية، وأثبت أن الكفاءة التشغيلية هي مفتاح النجاح. أثرت أساليبه القيادية على جيل كامل من مديري السكك الحديدية. تم تكريمه بجوائز عديدة على مساهماته في الصناعة، بما في ذلك جائزة رجل العام في السكك الحديدية. تُذكر إسهاماته في صناعة السكك الحديدية الأمريكية الشمالية على أنها مؤثرة وعميقة، وقد غيرت بشكل كبير من الطريقة التي تعمل بها شركات السكك الحديدية.
تقنيات الإدارة والابتكار
كان هاريسون رائدًا في تطبيق مبادئ الإدارة الرشيقة (Lean Management) في صناعة السكك الحديدية. ركز على التخلص من الهدر وتحسين العمليات في كل جانب من جوانب الأعمال. قام بتنفيذ نظام “إدارة التدفق” لتبسيط حركة القطارات وتقليل التأخير. كما قام بالاستثمار في التكنولوجيا الجديدة، بما في ذلك أنظمة تتبع القطارات المتقدمة. هذا النهج الشامل ساعد الشركات التي قادها على زيادة الكفاءة والربحية بشكل كبير.
التأثير على الموظفين
على الرغم من سمعته الصارمة، كان هاريسون معروفًا أيضًا بقدرته على إلهام الموظفين. كان يطالب بالتميز، لكنه أيضًا يثق في قدرة فريقه على تحقيق النتائج. لقد شجع على ثقافة المساءلة والشفافية، ووضع معايير عالية للأداء. كان يمتلك القدرة على رؤية الإمكانات في كل موظف، وحفزهم على تحقيق أهدافهم. هذا ساهم في إنشاء فرق عمل قوية ملتزمة بتحسين العمليات.
مقارنة مع القيادات الأخرى في السكك الحديدية
غالبًا ما تتم مقارنة هاريسون بقادة آخرين مؤثرين في صناعة السكك الحديدية. في حين أن البعض قد يرى أساليبه على أنها صارمة أو عدوانية، إلا أن النتائج التي حققها تتحدث عن نفسها. كان لديه تركيز لا هوادة فيه على الكفاءة والربحية، وهو ما يميزه عن غيره. كان يركز بشكل كبير على جوانب التشغيل، على عكس بعض القادة الذين قد يركزون بشكل أكبر على الجوانب المالية أو التسويقية. هذا التركيز ساهم في تحسين كبير في العمليات.
الوفاة والتكريم
توفي إي. هانتر هاريسون في 16 ديسمبر 2017، عن عمر يناهز 73 عامًا. تم تكريمه من قبل العديد من المنظمات في صناعة السكك الحديدية. أشادوا بإنجازاته القيادية وتأثيره على الصناعة. ترك إرثًا دائمًا كقائد مبدع أحدث تغييرات جذرية في صناعة السكك الحديدية.
إرث مستمر
تستمر تأثيرات هاريسون في التأثير على صناعة السكك الحديدية حتى اليوم. تستمر الشركات في تطبيق مبادئ الإدارة التي ساهم في تطويرها. يستمر قادة السكك الحديدية في دراسة أساليبه القيادية. يعتبر هاريسون أحد أهم الشخصيات في تاريخ صناعة السكك الحديدية، وستظل مساهماته حية في الأجيال القادمة.
خاتمة
كان إي. هانتر هاريسون شخصية مؤثرة في صناعة السكك الحديدية، حيث اشتهر بأساليبه القيادية المبتكرة وتركيزه على الكفاءة التشغيلية. من خلال قيادته لشركات مثل إلينوي سنترال وكاناديان ناشيونال وكاناديان باسيفيك، أحدث تغييرات جذرية في العمليات وزاد من الأرباح. على الرغم من أسلوبه الصارم، إلا أن إرثه كقائد مبدع ومحول للصناعة مستمر حتى اليوم.