<![CDATA[
التأسيس والخدمة خلال الحرب العالمية الأولى
تأسس السرب رقم 21 في 27 يوليو 1915 في مطار هيث بالقرب من لندن. في البداية، تم تجهيز السرب بطائرات ذات محركين من طراز بيوكر بي إي 2 سي (B.E.2c)، والتي كانت تستخدم بشكل أساسي في مهام الاستطلاع والقصف الخفيف. انتقل السرب إلى فرنسا في نوفمبر 1915، وبدأ على الفور في المشاركة في العمليات القتالية في الجبهة الغربية. كانت مهمة السرب الرئيسية هي تقديم الدعم الجوي للقوات البرية البريطانية، من خلال توفير معلومات استخباراتية، وتدمير أهداف العدو.
خلال الحرب العالمية الأولى، أجرى السرب رقم 21 عددًا كبيرًا من المهام، بما في ذلك:
- الاستطلاع الجوي وتحديد مواقع العدو.
- قصف مواقع العدو، بما في ذلك الخنادق والقواعد العسكرية.
- مهاجمة الطائرات المعادية، على الرغم من أن طائرات السرب في ذلك الوقت لم تكن مصممة خصيصًا لهذه المهمة.
- دعم القوات البرية من خلال توفير معلومات استخباراتية وتحسين دقة المدفعية.
تغيرت طائرات السرب خلال الحرب العالمية الأولى. في عام 1917، تم استبدال طائرات بيوكر بي إي 2 سي بطائرات بريستول فايتر (Bristol Fighter)، وهي طائرة مقاتلة قاذفة أكثر قدرة. ساهم هذا التغيير في زيادة قدرة السرب على الاشتباك مع طائرات العدو، وتحسين قدرته على القصف.
عُرف السرب رقم 21 بشجاعة طاقمه وتفانيهم. فقد السرب عددًا كبيرًا من الطيارين وأفراد الطاقم الجوي خلال الحرب، الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل خدمة بلادهم. حصل العديد من أفراد السرب على أوسمة وشارات تقديرًا لشجاعتهم وتفانيهم.
فترة ما بين الحربين العالميتين
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى في عام 1918، تم حل السرب رقم 21 مؤقتًا في فبراير 1919. أعيد تشكيل السرب في عام 1920، وتم تجهيزه بطائرات أخرى، مثل طائرات دي هافيلاند دي إتش 9 إيه (de Havilland DH.9A)، والتي استخدمت في مهام الاستطلاع والقصف. في هذه الفترة، شارك السرب في مهام السلامة في الشرق الأوسط، بما في ذلك العراق.
خلال فترة ما بين الحربين، خضع سلاح الجو الملكي البريطاني لعملية إعادة تنظيم كبيرة، بهدف تحسين قدرته على مواجهة التهديدات المستقبلية. كان السرب رقم 21 جزءًا من هذه العملية، حيث تم تحديث معداته وتكتيكاته. في هذه الفترة، تلقى السرب طائرات جديدة، مثل طائرات فايبري إنديانابوليس (Fairey IIIF)، والتي كانت تستخدم في مهام الاستطلاع والقصف البحري. كان السرب يتدرب بانتظام على العمليات المشتركة مع القوات البرية والبحرية.
الحرب العالمية الثانية
مع اندلاع الحرب العالمية الثانية في عام 1939، أعيد تنشيط السرب رقم 21 في مهام حيوية. بدأ السرب القتال في فرنسا في عام 1939، وشارك في العمليات الجوية خلال حملة فرنسا. بعد سقوط فرنسا، عاد السرب إلى بريطانيا، وشارك في معركة بريطانيا، حيث لعب دورًا حيويًا في الدفاع عن الأراضي البريطانية ضد الهجمات الجوية الألمانية. خلال هذه الفترة، تم تجهيز السرب بطائرات من طراز بريستول بلينهايم (Bristol Blenheim)، والتي كانت تستخدم في مهام القصف الخفيف والاستطلاع.
في عام 1941، أعيد تجهيز السرب رقم 21 بطائرات من طراز دوغلاس بوزي (Douglas Boston). شارك السرب في عدد كبير من العمليات خلال الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك:
- قصف الأهداف الألمانية في أوروبا المحتلة.
- تقديم الدعم الجوي للقوات البرية خلال العمليات في شمال إفريقيا وإيطاليا.
- المشاركة في الغارات الجوية على أهداف استراتيجية في ألمانيا.
خلال الحرب العالمية الثانية، أظهر السرب رقم 21 قدرة عالية على التكيف مع التغيرات في ساحة المعركة. قام السرب بتكييف تكتيكاته وطائراته لضمان استمرار فعاليته في مواجهة التحديات الجديدة. فقد السرب مرة أخرى عددًا كبيرًا من الطيارين وأفراد الطاقم الجوي خلال الحرب، والذين ضحوا بأرواحهم من أجل قضية الحرية. حصل العديد من أفراد السرب على أوسمة وشارات تقديرًا لشجاعتهم وتفانيهم.
فترة ما بعد الحرب والحرب الباردة
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في عام 1945، تم تغيير دور السرب رقم 21. تم تجهيز السرب بطائرات من طراز دي هافيلاند موسكيتو (de Havilland Mosquito)، والتي كانت تستخدم في مهام الاستطلاع والتصوير الفوتوغرافي. في عام 1946، تم حل السرب مرة أخرى. ومع ذلك، أعيد تشكيل السرب في عام 1953، وأصبح جزءًا من القوات الجوية البريطانية في ألمانيا. تم تجهيز السرب بطائرات من طراز كانبيرا (Canberra)، والتي كانت تستخدم في مهام القصف التكتيكي.
خلال فترة الحرب الباردة، كان السرب رقم 21 جزءًا من الوجود الجوي البريطاني في ألمانيا، وكان مستعدًا لتقديم الدعم الجوي للقوات الغربية في حالة نشوب صراع مع الاتحاد السوفيتي. قام السرب بمهام تدريبية مكثفة، وإجراء عمليات محاكاة للقتال الجوي. كما شارك السرب في عدد من التدريبات العسكرية المشتركة مع القوات الجوية للدول الأخرى الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو). في هذه الفترة، تطورت التكنولوجيا بشكل كبير، وتلقى السرب طائرات جديدة، مثل طائرات هانتر (Hunter) وتورنادو (Tornado).
كان السرب رقم 21 يمثل قوة ردع مهمة خلال الحرب الباردة، وكان يمثل رمزًا لقوة والتزام سلاح الجو الملكي البريطاني. أظهر السرب مرونة وقدرة على التكيف مع التغيرات في التهديدات، وحافظ على مستوى عالٍ من الاستعداد القتالي.
الحل النهائي
في عام 1979، تم حل السرب رقم 21 نهائيًا. كان هذا القرار جزءًا من عملية إعادة هيكلة أوسع لسلاح الجو الملكي البريطاني. على الرغم من حل السرب، إلا أن إرثه استمر في الذاكرة الجماعية لسلاح الجو الملكي البريطاني. يعكس تاريخ السرب رقم 21 شجاعة وتفاني أفراده، وتطور التكنولوجيا الجوية، والتغيرات في المشهد السياسي العالمي. لقد ترك السرب بصمة واضحة في تاريخ الطيران العسكري، وسيظل يُذكر كأحد السرايا الأكثر فخرًا في سلاح الجو الملكي البريطاني.
خاتمة
يُعد السرب رقم 21 في سلاح الجو الملكي البريطاني مثالًا حيًا على الشجاعة، والمرونة، والتكيف مع التغيرات في ساحة المعركة على مر السنين. من تأسيسه خلال الحرب العالمية الأولى، مرورًا بمشاركته في الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة، وصولًا إلى حله النهائي، ترك السرب بصمة واضحة في تاريخ الطيران العسكري. فقد السرب العديد من الأرواح في سبيل الدفاع عن بلادهم، وحصل العديد من أفراده على أوسمة وشارات تقديرًا لشجاعتهم وتفانيهم. يمثل تاريخ السرب رقم 21 قصة عن البطولة، والابتكار، والقدرة على التكيف، وسيظل يُذكر كأحد السرايا الأكثر فخرًا في سلاح الجو الملكي البريطاني.