تاريخ هياس
يعود تاريخ هياس إلى أواخر القرن التاسع عشر، عندما تأسست كجمعية مساعدة المهاجرين العبرانيين في مدينة نيويورك. في ذلك الوقت، كان هدفها الرئيسي هو مساعدة المهاجرين اليهود الذين كانوا يفرون من الاضطهاد في أوروبا الشرقية والذين وصلوا إلى الولايات المتحدة. قدمت هياس للمهاجرين الدعم في مجالات مختلفة، بما في ذلك المساعدة في الحصول على السكن والعمل، وتوفير الرعاية الصحية، وتقديم المساعدة القانونية. توسعت هياس تدريجياً في نطاق عملها لتشمل مساعدة اللاجئين من جميع الخلفيات الدينية والإثنية.
خلال الحربين العالميتين، لعبت هياس دوراً حاسماً في إنقاذ اللاجئين اليهود وغيرهم من الأقليات المضطهدة من الهولوكوست. ساعدت المنظمة الآلاف من الأشخاص على الفرار من أوروبا والعيش في ملجأ آمن. بعد الحرب العالمية الثانية، واصلت هياس عملها في مساعدة اللاجئين والمشردين في جميع أنحاء العالم، وتقديم الدعم لهم في جهود إعادة التوطين وإعادة الإدماج.
على مر السنين، تطور عمل هياس ليشمل مجموعة واسعة من الأنشطة، بما في ذلك:
- المساعدات الإنسانية: توفير الغذاء والمأوى والرعاية الصحية للاجئين والمشردين.
- الحماية: حماية اللاجئين من العنف والاستغلال والاتجار بالبشر.
- الدعوة: الدعوة إلى سياسات وقوانين صديقة للاجئين.
- خدمات إعادة التوطين: مساعدة اللاجئين على البدء من جديد في بلدانهم الجديدة.
- برامج الاندماج: مساعدة اللاجئين على الاندماج في المجتمعات المضيفة.
أهداف ورسالة هياس
تتمثل مهمة هياس في “إثراء حياة اللاجئين من خلال حماية كرامتهم والدفاع عن حقوقهم ودمجهم في مجتمعات جديدة.” تعتمد المنظمة على القيم اليهودية المتمثلة في الرحمة والعدالة والمساواة في عملها. تهدف هياس إلى خلق عالم يتم فيه الترحيب باللاجئين وحمايتهم، ويتمكنون من العيش بكرامة وأمان.
تشمل أهداف هياس الرئيسية ما يلي:
- توفير الحماية للاجئين المعرضين للخطر: تعمل هياس على تحديد اللاجئين المعرضين للخطر وتقديم الدعم اللازم لهم.
- الدفاع عن حقوق اللاجئين: تدافع هياس عن حقوق اللاجئين على المستوى العالمي والإقليمي والوطني.
- تسهيل إعادة التوطين والاندماج: تساعد هياس اللاجئين على إعادة التوطين في بلدان جديدة والاندماج في مجتمعاتهم الجديدة.
- بناء مجتمعات مضيافة: تعمل هياس على تثقيف المجتمعات حول قضايا اللاجئين وتعزيز التفاهم والتعاون.
عمل هياس في جميع أنحاء العالم
تعمل هياس في أكثر من 20 دولة حول العالم، وتقدم الدعم للاجئين في جميع مراحل رحلتهم، من لحظة فرارهم من ديارهم إلى جهودهم لإعادة بناء حياتهم في مجتمعات جديدة. تشمل المناطق التي تعمل فيها هياس: أفريقيا، الأمريكتين، أوروبا، والشرق الأوسط. تعمل المنظمة بشكل وثيق مع الشركاء المحليين والدوليين لتقديم المساعدات الإنسانية والخدمات القانونية والبرامج التعليمية والتدريبية للاجئين.
تشمل بعض الأمثلة على عمل هياس في جميع أنحاء العالم:
- مساعدة اللاجئين في أوكرانيا: تقدم هياس المساعدة الإنسانية للاجئين الأوكرانيين الذين فروا من الحرب، بما في ذلك المأوى والغذاء والرعاية الصحية.
- دعم اللاجئين في أمريكا اللاتينية: تقدم هياس المساعدة القانونية والاجتماعية للاجئين وطالبي اللجوء في أمريكا اللاتينية، بما في ذلك المساعدة في الحصول على وثائق الهوية والوصول إلى الخدمات الأساسية.
- تقديم الدعم للاجئين في الشرق الأوسط: تعمل هياس مع اللاجئين في الشرق الأوسط، بما في ذلك اللاجئين السوريين والفلسطينيين، لتقديم المساعدة الإنسانية وخدمات الحماية.
التعاون والشراكات
تعتمد هياس على الشراكات والتعاون مع المنظمات الأخرى والحكومات والجهات المانحة لتقديم خدماتها للاجئين. تعمل هياس بشكل وثيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) والمنظمات غير الحكومية الأخرى، وكذلك مع الحكومات المحلية والوطنية. تساهم هذه الشراكات في تعزيز قدرة هياس على الوصول إلى اللاجئين وتقديم الدعم لهم.
تعتبر الشراكات جزءًا أساسيًا من استراتيجية هياس. تشمل الشراكات الرئيسية ما يلي:
- المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR): تتعاون هياس مع المفوضية لتقديم المساعدة للاجئين في جميع أنحاء العالم.
- المنظمات غير الحكومية الأخرى: تعمل هياس مع مجموعة متنوعة من المنظمات غير الحكومية لتقديم خدمات متخصصة للاجئين.
- الحكومات: تتعاون هياس مع الحكومات في جميع أنحاء العالم لتقديم الدعم للاجئين وتنفيذ برامج إعادة التوطين والاندماج.
- الجهات المانحة: تعتمد هياس على الدعم المالي من الجهات المانحة الخاصة والعامة لتمويل برامجها وخدماتها.
التحديات التي تواجهها هياس
تواجه هياس العديد من التحديات في عملها، بما في ذلك:
- الزيادة في أعداد اللاجئين والنازحين: يشهد العالم زيادة كبيرة في أعداد اللاجئين والنازحين بسبب النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية والتغيرات المناخية.
- قيود الوصول: قد يكون الوصول إلى اللاجئين صعباً بسبب القيود الأمنية والسياسية.
- نقص التمويل: تعتمد هياس على التمويل من الجهات المانحة، وقد يكون الحصول على التمويل الكافي تحدياً.
- التحديات السياسية: يمكن أن تؤثر التغيرات في السياسات الحكومية على عمل هياس وقدرتها على تقديم الدعم للاجئين.
- التمييز والعنصرية: يواجه اللاجئون في كثير من الأحيان التمييز والعنصرية في المجتمعات المضيفة، مما يعيق جهودهم في الاندماج.
على الرغم من هذه التحديات، تظل هياس ملتزمة بمهمتها في حماية اللاجئين وتقديم الدعم لهم.
الاستدامة والتنمية
تدرك هياس أهمية الاستدامة والتنمية في عملها. تعمل المنظمة على مساعدة اللاجئين على أن يصبحوا مكتفين ذاتياً وقادرين على المساهمة في مجتمعاتهم الجديدة. تشمل جهود هياس في مجال الاستدامة والتنمية ما يلي:
- التدريب المهني: توفير التدريب المهني للاجئين لمساعدتهم على الحصول على عمل وكسب لقمة العيش.
- برامج ريادة الأعمال: دعم اللاجئين في بدء مشاريعهم التجارية الخاصة.
- التعليم: توفير فرص التعليم للأطفال والبالغين اللاجئين.
- الدعم النفسي والاجتماعي: تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للاجئين لمساعدتهم على التغلب على الصدمات والتكيف مع حياتهم الجديدة.
من خلال هذه الجهود، تسعى هياس إلى مساعدة اللاجئين على بناء مستقبل مستقر ومزدهر لأنفسهم وعائلاتهم.
التأثير والمساهمة
لعبت هياس دوراً حاسماً في مساعدة ملايين اللاجئين والنازحين على مر السنين. ساهمت المنظمة في إنقاذ الأرواح، وتقديم المأوى والغذاء والرعاية الصحية، والدفاع عن حقوق اللاجئين، وتسهيل جهود إعادة التوطين والاندماج. من خلال عملها، ساهمت هياس في بناء عالم أكثر عدلاً ورحمة.
تُظهر إحصائيات هياس التأثير الكبير الذي تحدثه المنظمة:
- ملايين الأشخاص استفادوا من خدمات هياس: ساعدت هياس ملايين اللاجئين والنازحين على إعادة بناء حياتهم.
- آلاف الأشخاص أعيد توطينهم: ساعدت هياس الآلاف من اللاجئين على إعادة التوطين في بلدان جديدة.
- ملايين الدولارات تم إنفاقها على المساعدات الإنسانية: استثمرت هياس ملايين الدولارات في تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين.
مستقبل هياس
تستمر هياس في التكيف مع التحديات المتغيرة في العالم وتقديم الدعم للاجئين. تخطط المنظمة لتوسيع نطاق عملها وزيادة تأثيرها في المستقبل. تركز هياس على:
- الاستمرار في الدفاع عن حقوق اللاجئين: ستواصل هياس الدعوة إلى سياسات وقوانين صديقة للاجئين.
- توسيع نطاق برامجها: ستعمل هياس على توسيع نطاق برامجها لتشمل المزيد من اللاجئين في جميع أنحاء العالم.
- تعزيز الشراكات: ستواصل هياس تعزيز الشراكات مع المنظمات الأخرى والحكومات والجهات المانحة لزيادة تأثيرها.
- الابتكار: ستستمر هياس في الابتكار في أساليب عملها لتقديم أفضل الخدمات للاجئين.
تظل هياس ملتزمة بمهمتها في إثراء حياة اللاجئين. من خلال عملها، تسعى هياس إلى بناء عالم يتم فيه الترحيب باللاجئين وحمايتهم، ويتمكنون من العيش بكرامة وأمان.
خاتمة
هياس (HIAS) هي منظمة رائدة في مجال مساعدة اللاجئين، ولها تاريخ طويل في تقديم الدعم الإنساني والحماية للاجئين في جميع أنحاء العالم. من خلال عملها، ساهمت هياس في إنقاذ الأرواح، وتحسين حياة اللاجئين، وبناء مجتمعات أكثر عدلاً ورحمة. تواصل هياس العمل على مساعدة اللاجئين على إعادة بناء حياتهم واندماجهم في مجتمعات جديدة، وتعمل على تحقيق رؤيتها لعالم يتم فيه الترحيب باللاجئين وحمايتهم.