نشأته وتعليمه
ولد بويد هالي في جرينسبورج بولاية إنديانا عام 1940. حصل على درجة البكالوريوس في الكيمياء من كلية لويولا في عام 1962، ثم حصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء الحيوية من جامعة كانساس في عام 1966. بعد حصوله على الدكتوراه، عمل هالي كزميل ما بعد الدكتوراه في معهد إنزيم بجامعة ويسكونسن ماديسون.
مسيرته الأكاديمية
بدأ هالي مسيرته الأكاديمية في جامعة وايومنغ، حيث عمل أستاذاً مساعداً للكيمياء من عام 1968 إلى عام 1972. ثم انتقل إلى جامعة كنتاكي، حيث عمل أستاذاً للكيمياء الحيوية من عام 1972 حتى تقاعده في عام 2012. خلال فترة عمله في جامعة كنتاكي، تركزت أبحاث هالي على إنزيمات الأدينوزين ثلاثي الفوسفات (ATP) وكيفية ارتباطها بالأيونات المعدنية. وقد نشر أكثر من 200 ورقة بحثية في المجلات العلمية المحكمة.
نشاطه المناهض للتطعيم
على الرغم من مسيرته المهنية في الكيمياء الحيوية، اشتهر بويد هالي في السنوات الأخيرة بنشاطه المناهض للتطعيم. بدأ هالي في الترويج لنظرياته حول التطعيمات والتوحد في أواخر التسعينيات، مدعيًا أن مادة الثيميروسال الحافظة، التي كانت تستخدم في بعض التطعيمات، تسببت في تلف عصبي أدى إلى ظهور أعراض التوحد لدى الأطفال. هذه الادعاءات لا تستند إلى أي دليل علمي قوي وقد تم دحضها من قبل العديد من الدراسات واسعة النطاق.
أحد أبرز ادعاءات هالي هو أن الثيميروسال يتحول في الجسم إلى الزئبق الإيثيلي، وهو شكل من أشكال الزئبق يعتقد أنه سام للأعصاب. ومع ذلك، فقد أظهرت الدراسات أن الزئبق الإيثيلي يختلف عن الزئبق الميثيلي (النوع الموجود في الأسماك الملوثة)، وأن الجسم يتخلص منه بسرعة أكبر، مما يقلل من خطر تراكمه في الدماغ.
شارك هالي في العديد من المؤتمرات والندوات المناهضة للتطعيم، حيث قدم عروضًا تروج لنظرياته غير المثبتة. كما قدم شهادات أمام الهيئات التشريعية الحكومية، محاولًا التأثير على السياسات المتعلقة بالتطعيمات. وقد أدت جهوده إلى إثارة مخاوف عامة بشأن سلامة التطعيمات، مما ساهم في انخفاض معدلات التطعيم في بعض المناطق.
تلقى هالي انتقادات واسعة النطاق من المجتمع العلمي والخبراء في مجال الصحة العامة بسبب ترويج معلومات مضللة حول التطعيمات. وقد حذروا من أن هذه المعلومات يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة على الصحة العامة، حيث أن انخفاض معدلات التطعيم يزيد من خطر تفشي الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات.
مؤسسة CTI Science
أسس بويد هالي مؤسسة تسمى CTI Science، والتي تروج لمنتجات تدعي إزالة السموم من الجسم من المعادن الثقيلة، بما في ذلك الزئبق. وقد تم انتقاد هذه المنتجات لعدم فعاليتها وسلامتها، حيث لم يتم إثبات فعاليتها من خلال الدراسات العلمية الموثوقة.
تدعي CTI Science أن منتجاتها يمكن أن تساعد في علاج مجموعة متنوعة من الحالات الصحية، بما في ذلك التوحد، وألزهايمر، والتصلب المتعدد. ومع ذلك، لا يوجد دليل علمي يدعم هذه الادعاءات. وقد حذرت السلطات الصحية من استخدام هذه المنتجات، مشيرة إلى أنها قد تكون ضارة بالصحة.
دحض الادعاءات المتعلقة بالتطعيم والتوحد
من المهم التأكيد على أن الادعاءات التي تربط بين التطعيمات والتوحد قد تم دحضها بشكل قاطع من قبل المجتمع العلمي. وقد أجريت العديد من الدراسات واسعة النطاق التي لم تجد أي صلة بين التطعيمات والتوحد. تشمل هذه الدراسات:
- دراسة نشرت في مجلة The Lancet عام 2002، والتي شملت أكثر من 500,000 طفل دنماركي، ولم تجد أي زيادة في خطر الإصابة بالتوحد بين الأطفال الذين تلقوا التطعيمات المحتوية على الثيميروسال.
- دراسة نشرت في مجلة Pediatrics عام 2003، والتي شملت أكثر من 1,000 طفل أمريكي مصاب بالتوحد، ولم تجد أي ارتباط بين التطعيمات والتوحد.
- دراسة نشرت في مجلة Vaccine عام 2011، والتي استعرضت أكثر من 1,000 دراسة حول التطعيمات والتوحد، وخلصت إلى أنه لا يوجد دليل على وجود صلة بينهما.
تعتبر التطعيمات من أكثر التدخلات الصحية فعالية وأمانًا. فهي تحمي الأطفال والبالغين من الأمراض المعدية الخطيرة التي يمكن أن تسبب الإعاقة وحتى الموت. إن فوائد التطعيمات تفوق بكثير المخاطر المحتملة.
المخاطر المحتملة لرفض التطعيم
رفض التطعيم يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على الصحة العامة. عندما تنخفض معدلات التطعيم، تزداد فرصة تفشي الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات. يمكن أن تؤدي هذه التفشيات إلى مرض خطير وإعاقة وحتى الموت، خاصة بين الأطفال الصغار والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي رفض التطعيم إلى انتشار الأمراض المعدية إلى الآخرين، بما في ذلك أولئك الذين لا يستطيعون الحصول على التطعيم بسبب حالتهم الصحية. وهذا يشكل خطرًا خاصًا على الأطفال حديثي الولادة والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
الخلاصة
بويد هالي هو أستاذ متقاعد في الكيمياء الحيوية وناشط مناهض للتطعيمات. يشتهر بنشر نظريات غير مدعومة علميًا تربط بين التطعيمات والتوحد. وقد تم دحض هذه الادعاءات مرارًا وتكرارًا من قبل المجتمع العلمي. من المهم الاعتماد على المعلومات العلمية الموثوقة واتباع توصيات الخبراء في مجال الصحة العامة فيما يتعلق بالتطعيمات.