<![CDATA[
مقدمة
تعتبر حمية قليلة السعرات الحرارية جدًا (VLCD)، والمعروفة أيضًا باسم حمية التجويع أو الحمية الصارمة، نظامًا غذائيًا يقتصر على تناول كمية منخفضة جدًا أو منخفضة للغاية من السعرات الحرارية يوميًا. تُستخدم هذه الحمية بشكل أساسي لإحداث فقدان سريع للوزن لدى الأفراد الذين يعانون من السمنة المفرطة، وعادة ما يتم الإشراف عليها من قبل أخصائيي الرعاية الصحية. تهدف هذه المقالة إلى استكشاف جوانب مختلفة من حمية VLCD، بما في ذلك تعريفها، وفوائدها، ومخاطرها، وكيفية تطبيقها بشكل آمن.
ما هي حمية قليلة السعرات الحرارية جدًا؟
تتميز حمية VLCD بتقييد شديد للسعرات الحرارية، حيث يتراوح استهلاك السعرات الحرارية اليومي عادةً بين 800 و 1200 سعر حراري. بالمقارنة، يحتاج البالغون عادةً إلى 2000-2500 سعر حراري يوميًا للحفاظ على وزنهم الحالي. تتكون هذه الحمية عادةً من بدائل للوجبات، مثل المشروبات أو العصائر أو ألواح البروتين، والتي يتم صيغتها لتوفير العناصر الغذائية الأساسية مع تقليل السعرات الحرارية. في بعض الحالات، قد تتضمن حمية VLCD أيضًا كميات صغيرة من الأطعمة التقليدية منخفضة السعرات الحرارية.
فوائد حمية قليلة السعرات الحرارية جدًا
على الرغم من طبيعتها التقييدية، يمكن أن تقدم حمية VLCD بعض الفوائد للأفراد المناسبين، خاصة أولئك الذين يعانون من السمنة المفرطة. تشمل الفوائد المحتملة:
- فقدان الوزن السريع: يمكن أن تؤدي حمية VLCD إلى فقدان وزن كبير في فترة زمنية قصيرة، مما قد يكون محفزًا للأفراد الذين يحتاجون إلى إنقاص وزن كبير لتحسين صحتهم.
- تحسين المؤشرات الصحية: يمكن أن يؤدي فقدان الوزن الناجم عن حمية VLCD إلى تحسين المؤشرات الصحية مثل مستويات السكر في الدم، وضغط الدم، ومستويات الكوليسترول، خاصة لدى الأفراد الذين يعانون من حالات صحية مرتبطة بالسمنة مثل السكري من النوع 2 وأمراض القلب.
- التحضير للجراحة: في بعض الحالات، قد يوصي الأطباء بحمية VLCD للمرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة قبل إجراء الجراحة، لتقليل المخاطر المرتبطة بالسمنة أثناء الجراحة.
مخاطر ومضاعفات حمية قليلة السعرات الحرارية جدًا
بينما يمكن أن تكون حمية VLCD فعالة لفقدان الوزن، إلا أنها تأتي مع مخاطر ومضاعفات محتملة يجب أخذها في الاعتبار بعناية. من الضروري استشارة أخصائي رعاية صحية قبل البدء في هذا النظام الغذائي. تشمل المخاطر المحتملة:
- نقص التغذية: نظرًا لأن حمية VLCD تحد بشدة من السعرات الحرارية، فقد يكون من الصعب الحصول على جميع العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم، مما قد يؤدي إلى نقص الفيتامينات والمعادن.
- حصوات المرارة: يمكن أن يؤدي فقدان الوزن السريع إلى زيادة خطر الإصابة بحصوات المرارة.
- عدم انتظام الدورة الشهرية: قد تواجه النساء اللائي يتبعن حمية VLCD اضطرابات في الدورة الشهرية أو توقفها.
- فقدان كتلة العضلات: يمكن أن تؤدي حمية VLCD إلى فقدان كتلة العضلات بالإضافة إلى فقدان الدهون، مما قد يؤثر سلبًا على عملية التمثيل الغذائي.
- آثار جانبية أخرى: تشمل الآثار الجانبية الشائعة الأخرى الإمساك، والتعب، والدوار، والصداع، وتساقط الشعر.
- المخاطر النفسية: قد يكون الالتزام بنظام غذائي مقيد للغاية صعبًا من الناحية النفسية، وقد يؤدي إلى اضطرابات الأكل أو مشاكل في العلاقة بالطعام.
من يجب عليه تجنب حمية قليلة السعرات الحرارية جدًا؟
لا تعتبر حمية VLCD مناسبة للجميع. يجب على الأشخاص التاليين تجنب هذا النظام الغذائي:
- النساء الحوامل والمرضعات: تحتاج النساء الحوامل والمرضعات إلى سعرات حرارية وعناصر غذائية إضافية لدعم نمو الطفل أو إنتاج الحليب.
- الأطفال والمراهقون: يحتاج الأطفال والمراهقون إلى نظام غذائي متوازن لدعم النمو والتطور.
- الأفراد المصابون ببعض الحالات الصحية: يجب على الأفراد المصابين بأمراض الكلى أو الكبد أو القلب، أو الذين لديهم تاريخ من اضطرابات الأكل، استشارة الطبيب قبل البدء في حمية VLCD.
كيفية تطبيق حمية قليلة السعرات الحرارية جدًا بأمان
إذا قرر الشخص، بالتشاور مع أخصائي الرعاية الصحية، أن حمية VLCD مناسبة له، فيجب اتباع الإرشادات التالية لضمان السلامة والفعالية:
- الإشراف الطبي: يجب أن يتم الإشراف على حمية VLCD من قبل أخصائي رعاية صحية مؤهل، مثل الطبيب أو أخصائي التغذية.
- المتابعة المنتظمة: يجب إجراء فحوصات طبية منتظمة لمراقبة الصحة العامة وتقييم أي آثار جانبية.
- توفير العناصر الغذائية الأساسية: يجب التأكد من أن البدائل الغذائية المستخدمة في النظام الغذائي توفر جميع العناصر الغذائية الأساسية، مثل البروتين والفيتامينات والمعادن.
- الترطيب: يجب شرب كمية كافية من الماء للحفاظ على الترطيب وتجنب الإمساك.
- العودة التدريجية إلى النظام الغذائي العادي: بعد الانتهاء من حمية VLCD، يجب العودة تدريجيًا إلى نظام غذائي متوازن لمنع استعادة الوزن.
- النشاط البدني: يجب دمج النشاط البدني المنتظم في نمط الحياة لتحسين الصحة العامة والمساعدة في الحفاظ على فقدان الوزن.
الفرق بين حمية قليلة السعرات الحرارية جدًا والحميات منخفضة السعرات الحرارية الأخرى
تختلف حمية VLCD عن الحميات الأخرى منخفضة السعرات الحرارية في عدة جوانب:
- تقييد السعرات الحرارية: حمية VLCD أكثر تقييدًا للسعرات الحرارية من الحميات منخفضة السعرات الحرارية الأخرى، مثل الحميات التي تتراوح بين 1200 و 1500 سعر حراري يوميًا.
- بدائل الوجبات: غالبًا ما تعتمد حمية VLCD على بدائل الوجبات، في حين أن الحميات الأخرى منخفضة السعرات الحرارية قد تسمح بمجموعة واسعة من الأطعمة.
- الإشراف الطبي: عادة ما يتم الإشراف على حمية VLCD من قبل أخصائيي الرعاية الصحية، في حين أن الحميات الأخرى منخفضة السعرات الحرارية قد لا تتطلب بالضرورة إشرافًا طبيًا.
- الغرض: تستخدم حمية VLCD عادة لإحداث فقدان وزن سريع لدى الأفراد الذين يعانون من السمنة المفرطة، في حين أن الحميات الأخرى منخفضة السعرات الحرارية قد تستخدم لأهداف مختلفة، مثل الحفاظ على الوزن أو تحسين الصحة العامة.
نصائح للحفاظ على الوزن بعد حمية قليلة السعرات الحرارية جدًا
بعد الانتهاء من حمية VLCD، من الضروري اتخاذ خطوات للحفاظ على الوزن الذي تم فقده. تشمل النصائح:
- تناول نظام غذائي متوازن: ركز على تناول نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون والدهون الصحية.
- ممارسة الرياضة بانتظام: مارس التمارين الرياضية بانتظام، مثل المشي أو الجري أو السباحة، لمدة 30 دقيقة على الأقل معظم أيام الأسبوع.
- تتبع السعرات الحرارية: تتبع السعرات الحرارية لتحديد كمية الطعام التي تحتاجها للحفاظ على وزنك الجديد.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم: احصل على 7-8 ساعات من النوم كل ليلة، حيث يمكن أن يؤثر قلة النوم على عملية التمثيل الغذائي والشهية.
- إدارة التوتر: تعلم كيفية إدارة التوتر، حيث يمكن أن يؤدي التوتر إلى الإفراط في تناول الطعام.
اعتبارات إضافية
هناك بعض الاعتبارات الإضافية التي يجب وضعها في الاعتبار عند التفكير في حمية VLCD:
- الدعم النفسي: قد يحتاج بعض الأفراد إلى دعم نفسي للتعامل مع التحديات النفسية المرتبطة بالنظام الغذائي المقيد.
- تعديل نمط الحياة: يجب أن تهدف حمية VLCD إلى أن تكون جزءًا من تغيير أكبر في نمط الحياة يشمل عادات الأكل والنشاط البدني.
- المتابعة طويلة الأجل: يجب إجراء متابعة طويلة الأجل للتأكد من الحفاظ على فقدان الوزن وتحسين الصحة العامة.
الخلاصة
حمية قليلة السعرات الحرارية جدًا هي نظام غذائي مقيد يمكن أن يؤدي إلى فقدان الوزن السريع. ومع ذلك، فهي تأتي مع مخاطر ومضاعفات محتملة، لذلك من الضروري استشارة أخصائي رعاية صحية قبل البدء فيها. يجب أن يتم الإشراف على هذه الحمية من قبل أخصائيي الرعاية الصحية، ويجب اتباع الإرشادات اللازمة لضمان السلامة والفعالية. يجب أن تكون حمية VLCD جزءًا من تغيير أكبر في نمط الحياة يشمل عادات الأكل الصحية والنشاط البدني المنتظم. يمكن أن تساعد هذه الإجراءات الأفراد على تحقيق فقدان الوزن والحفاظ عليه على المدى الطويل.