<![CDATA[
حياتها المبكرة وتعليمها
ولدت ميراندا ياب في سنغافورة عام 1948. أظهرت منذ صغرها شغفًا بالعلوم والتكنولوجيا. التحقت بجامعة سنغافورة (التي أصبحت فيما بعد جزءًا من جامعة سنغافورة الوطنية) وحصلت على درجة البكالوريوس في العلوم (مع مرتبة الشرف) في الكيمياء. واصلت دراستها العليا في جامعة كلية لندن (UCL) في المملكة المتحدة، حيث حصلت على درجة الدكتوراه في الهندسة الكيميائية. ركزت أبحاثها للدكتوراه على ديناميكيات المفاعلات الكيميائية، مما وضع الأساس لعملها المستقبلي في مجال العمليات الحيوية والهندسة الحيوية.
المسيرة المهنية والإنجازات
بعد حصولها على الدكتوراه، عادت ياب إلى سنغافورة وانضمت إلى قسم الكيمياء في جامعة سنغافورة. سرعان ما حولت تركيزها إلى مجال الهندسة الحيوية الناشئ، مع إدراكها للإمكانات الهائلة لزراعة الخلايا الحيوانية في إنتاج المستحضرات الصيدلانية الحيوية. في أوائل الثمانينيات، بدأت ياب في استكشاف تطوير وسائط زراعة خالية من المصل، والتي كانت تعتبر آنذاك تحديًا كبيرًا. كانت وسائط زراعة الخلايا التقليدية تعتمد على إضافة المصل الحيواني، والذي كان مكلفًا وعرضة للتلوث ويحتوي على مكونات غير محددة. أدركت ياب أن تطوير وسائط محددة كيميائيًا وخالية من المصل سيكون أمرًا بالغ الأهمية لإنتاج موثوق وآمن للأجسام المضادة وحيدة النسيلة والبروتينات العلاجية الأخرى.
قضت ياب سنوات عديدة في البحث والتجريب، وقامت بتحسين تركيبات وسائط زراعة الخلايا لتحقيق النمو الأمثل وإنتاجية الخلايا الحيوانية. طورت سلسلة من وسائط زراعة الخلايا الخالية من المصل والتي أصبحت مستخدمة على نطاق واسع في الصناعة. تميزت هذه الوسائط بقدرتها على دعم النمو العالي للخلايا وإنتاج البروتين في مجموعة متنوعة من خطوط الخلايا الحيوانية، بما في ذلك خلايا المايلوما الهجينة وخلايا CHO (خلايا مبيض الهامستر الصيني). كما طورت ياب أيضًا عمليات زراعة عالية الكثافة للخلايا الحيوانية، مما يسمح بإنتاجية أكبر للمنتجات العلاجية.
كان لعمل ياب تأثير عميق على صناعة التكنولوجيا الحيوية في سنغافورة. ساعدت في إنشاء معهد الهندسة الحيوية وتقنية النانو (IBN) في وكالة العلوم والتكنولوجيا والبحوث (A*STAR)، وعملت كمديرة تنفيذية مؤسسة للمعهد. تحت قيادتها، أصبح IBN مركزًا عالميًا رائدًا للأبحاث في مجال الهندسة الحيوية وتقنية النانو. كما شاركت ياب في تأسيس العديد من شركات التكنولوجيا الحيوية وتقديم المشورة لها، مما ساهم في نمو النظام الإيكولوجي للتكنولوجيا الحيوية في سنغافورة.
بالإضافة إلى مساهماتها التقنية، كانت ياب معلمة وموجهة متميزة. قامت بتدريس وتدريب أجيال من المهندسين الحيويين والعلماء في سنغافورة وخارجها. كان طلابها وزملائها يقدرونها لذكائها وحماسها وتفانيها في البحث. نشرت ياب أكثر من 200 ورقة بحثية في مجلات علمية مرموقة وحصلت على العديد من براءات الاختراع لابتكاراتها.
أهم الإنجازات والإسهامات
- تطوير وسائط زراعة الخلايا الخالية من المصل: ساهمت بشكل كبير في تطوير وسائط خالية من المصل لزراعة الخلايا الحيوانية، مما أدى إلى إنتاج أكثر أمانًا وكفاءة للأجسام المضادة وحيدة النسيلة والبروتينات العلاجية.
- عمليات زراعة عالية الكثافة: طورت عمليات زراعة عالية الكثافة للخلايا الحيوانية، مما أدى إلى زيادة إنتاجية المستحضرات الصيدلانية الحيوية.
- تأسيس معهد الهندسة الحيوية وتقنية النانو (IBN): لعبت دورًا حاسمًا في تأسيس IBN، الذي أصبح مركزًا رائدًا للأبحاث في مجال الهندسة الحيوية وتقنية النانو.
- التدريس والتوجيه: قامت بتدريس وتدريب أجيال من المهندسين الحيويين والعلماء، مما ساهم في تطوير الكفاءات في مجال التكنولوجيا الحيوية.
- المساهمة في النظام الإيكولوجي للتكنولوجيا الحيوية في سنغافورة: شاركت في تأسيس العديد من شركات التكنولوجيا الحيوية وتقديم المشورة لها، مما ساهم في نمو صناعة التكنولوجيا الحيوية في سنغافورة.
الجوائز والتكريمات
حصلت ميراندا ياب على العديد من الجوائز والتكريمات لعملها الرائد في مجال الهندسة الحيوية والتكنولوجيا الحيوية. وشملت هذه الجوائز:
- ميدالية العلوم والتكنولوجيا الرئاسية (سنغافورة)
- جائزة المهندس المتميز (جامعة سنغافورة الوطنية)
- عضوية الأكاديمية الوطنية للهندسة (الولايات المتحدة)
- زميلة في الأكاديمية السنغافورية للعلوم
إرثها
تركت ميراندا ياب إرثًا دائمًا في مجال الهندسة الحيوية والتكنولوجيا الحيوية. ساهم عملها الرائد في تطوير صناعة التكنولوجيا الحيوية في سنغافورة وخارجها. لقد ألهمت أجيالًا من العلماء والمهندسين لمتابعة مهن في مجال التكنولوجيا الحيوية وتحسين صحة الإنسان من خلال الابتكار العلمي. لا تزال إسهاماتها في وسائط زراعة الخلايا وعمليات زراعة الخلايا عالية الكثافة مستخدمة على نطاق واسع في الصناعة اليوم.
حياتها الشخصية
كانت ميراندا ياب امرأة متواضعة ومتفانية. استمتعت بقضاء الوقت مع عائلتها وأصدقائها وكانت تحب السفر والقراءة. كانت أيضًا فاعلة خير نشطة وداعمة للعديد من القضايا الخيرية.
وفاتها
توفيت ميراندا ياب في 14 أكتوبر 2015، بعد صراع طويل مع المرض. تركت وراءها زوجها وأطفالها وأحفادها، بالإضافة إلى عدد لا يحصى من الزملاء والأصدقاء الذين افتقدوها بشدة.
خاتمة
كانت ميراندا ياب رائدة في مجال الهندسة الحيوية والتكنولوجيا الحيوية. ساهم عملها الرائد في تطوير صناعة التكنولوجيا الحيوية في سنغافورة وخارجها. لقد ألهمت أجيالًا من العلماء والمهندسين لمتابعة مهن في مجال التكنولوجيا الحيوية وتحسين صحة الإنسان من خلال الابتكار العلمي. ستظل مساهماتها في وسائط زراعة الخلايا وعمليات زراعة الخلايا عالية الكثافة مستخدمة على نطاق واسع في الصناعة، وسيظل إرثها دائمًا.