<![CDATA[
الحياة المبكرة والتعليم
ولد إرنست بورمان في 28 يوليو 1925. حصل على درجة البكالوريوس في عام 1949 ودرجة الماجستير في عام 1950 من جامعة ولاية أيوا. حصل على درجة الدكتوراه في عام 1953 من جامعة ولاية أيوا أيضًا، حيث ركزت دراسته على الخطاب. بدأ مسيرته الأكاديمية في جامعة مينيسوتا، حيث أمضى معظم حياته المهنية.
مسيرته المهنية
انضم بورمان إلى هيئة التدريس بجامعة مينيسوتا في عام 1953 وأمضى مسيرته الأكاديمية بأكملها هناك. شغل منصب رئيس قسم اتصالات الخطاب من عام 1965 إلى عام 1977. خلال فترة عمله كرئيس للقسم، أشرف على نمو وتطور القسم ليصبح واحدًا من أبرز أقسام الدراسات الاتصالية في البلاد. قام بتدريس مجموعة متنوعة من الدورات التدريبية، بما في ذلك الخطاب العام، والتواصل في المجموعات الصغيرة، ونظرية الاتصال.
كان بورمان باحثًا غزير الإنتاج، ونشر عددًا كبيرًا من المقالات والكتب طوال حياته المهنية. كتابه الأكثر شهرة هو “الفلسفة الاتصالية: تحليل وتطبيق” (Communication Theory: An Analysis and Application)، الذي نُشر عام 1980، والذي قدم فيه نظرية التقارب الرمزي. كان كتابه هذا نصًا أساسيًا في مجال الدراسات الاتصالية لسنوات عديدة.
نظرية التقارب الرمزي
نظرية التقارب الرمزي هي نظرية اتصالية تشرح كيف يتشارك الناس في “رؤى” أو “عناصر” تخلق إحساسًا بالهوية المشتركة داخل المجموعة. تقوم النظرية على فكرة أن المجموعات تتواصل من خلال استخدام الرموز، مثل القصص والنكات والأساطير، لتكوين إحساس بالواقع المشترك. هذه الرموز تسمى “الرسائل الدرامية”.
تعتبر الرسائل الدرامية قصصًا أو وصفًا أو تفسيرات يتم تبادلها داخل المجموعة والتي تعطي معنى لأعضائها. غالبًا ما تتضمن هذه الرسائل الشخصيات والأفعال والنتائج. عندما يتواصل أعضاء المجموعة مع بعضهم البعض حول الرسائل الدرامية، فإنهم يشتركون في نفس المعنى للواقع.
تعتبر نظرية التقارب الرمزي مهمة لأنها تساعدنا على فهم:
- كيف تتشكل الهويات الجماعية.
- كيف تتواصل المجموعات وتتخذ القرارات.
- كيف يمكن استخدام الاتصال لتغيير المواقف والسلوكيات.
تتكون نظرية التقارب الرمزي من ثلاثة مكونات رئيسية:
- الرسائل الدرامية: القصص أو الروايات التي تستخدمها المجموعة للتواصل.
- السلاسل الدرامية: مجموعات من الرسائل الدرامية التي تتشابك وتتداخل.
- الرؤية الدرامية: إطار عمل للمجموعة لفهم العالم.
وفقًا لبورمان، تشترك المجموعات في سلسلة من الرسائل الدرامية التي تشكل رؤيتهم الدرامية. تتشكل الرؤية الدرامية عندما يتبنى أعضاء المجموعة سلسلة من الرسائل الدرامية المشتركة. تسمح الرؤية الدرامية لأعضاء المجموعة بفهم العالم من خلال عدسة مشتركة، مما يؤدي إلى الشعور بالوحدة والهوية. يمكن أن تؤثر الرؤية الدرامية على طريقة تفكير المجموعة وشعورها وتصرفها.
تطبيقات نظرية التقارب الرمزي
تم تطبيق نظرية بورمان على مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك:
- الدراسات السياسية: لتحليل الخطاب السياسي وكيفية بناء الأحزاب والسياسيين لهوياتهم.
- دراسات الثقافة: لفهم كيف تشترك الثقافات في الرؤى والقيم.
- دراسات المنظمات: لفهم كيف تتواصل المنظمات وكيف تشكل هوياتهم.
- دراسات العلاقات الشخصية: لفهم كيف يتواصل الناس في علاقاتهم وكيف يشتركون في المعاني.
على سبيل المثال، في مجال السياسة، يمكن استخدام نظرية التقارب الرمزي لتحليل كيف يستخدم السياسيون القصص والرموز لخلق إحساس بالوحدة مع مؤيديهم. يمكن أن يساعدنا هذا التحليل في فهم كيف يمكن للسياسيين حشد الدعم لقضاياهم وكيف يمكنهم التأثير على سلوك الناخبين.
في دراسات الثقافة، يمكن استخدام النظرية لتحليل كيف تشترك الثقافات في الرؤى والقيم. يمكن أن يساعدنا هذا التحليل في فهم كيف تشكل الثقافة هويات الناس وكيف تؤثر على سلوكهم.
في دراسات المنظمات، يمكن استخدام النظرية لتحليل كيف تتواصل المنظمات وكيف تشكل هوياتهم. يمكن أن يساعدنا هذا التحليل في فهم كيفية إدارة المنظمات وكيف تؤثر على سلوك الموظفين.
في دراسات العلاقات الشخصية، يمكن استخدام النظرية لفهم كيف يتواصل الناس في علاقاتهم وكيف يشتركون في المعاني. يمكن أن يساعدنا هذا التحليل في فهم كيفية بناء العلاقات والحفاظ عليها.
التأثير والإرث
ترك عمل بورمان تأثيرًا دائمًا على مجال الدراسات الاتصالية. كانت نظرية التقارب الرمزي، على وجه الخصوص، نظرية مؤثرة وساهمت بشكل كبير في فهمنا لكيفية قيام المجموعات بتكوين هويات مشتركة. درّس بورمان وألهم عددًا كبيرًا من الطلاب، الذين ذهبوا ليصبحوا قادة في مجالهم. تستمر أعماله في التدريس والبحث حتى يومنا هذا. ألهمت أفكاره أجيالًا من العلماء والباحثين. قدم بورمان مساهمات كبيرة في فهمنا للتواصل الإنساني.
بعد تقاعده من جامعة مينيسوتا، استمر بورمان في الكتابة والبحث. حصل على العديد من الجوائز والأوسمة، بما في ذلك جائزة الإنجاز المهني من الرابطة الوطنية للاتصالات (National Communication Association). يعتبر بورمان شخصية مؤثرة في مجال الدراسات الاتصالية.
أعمال بارزة أخرى
بالإضافة إلى “الفلسفة الاتصالية: تحليل وتطبيق”، كتب بورمان العديد من المقالات والكتب الأخرى، بما في ذلك:
- “اتصال المجموعة والتفكير” (Group Communication and Thinking)
- “الخطاب العام: منهج السلوك” (Public Speaking: An Approach to Behavior)
خاتمة
كان إرنست بورمان شخصية رئيسية في مجال الدراسات الاتصالية، واشتهر بنظريته في التقارب الرمزي. كان بورمان أستاذًا وباحثًا مؤثرًا، وتركت أعماله تأثيرًا دائمًا على مجال الدراسات الاتصالية. لا تزال أفكاره تُدرس على نطاق واسع وتُستخدم في مجموعة متنوعة من المجالات.