حياته المبكرة وتعليمه
وُلد إيان بليمر في مدينة نيوكاسل في ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية. أظهر شغفًا بالعلوم الطبيعية منذ صغره، وهو ما دفعه لدراسة الجيولوجيا. حصل على درجة البكالوريوس في العلوم من جامعة نيو ساوث ويلز، ثم تابع دراساته العليا وحصل على درجة الدكتوراه في الجيولوجيا من جامعة ماكواري. خلال دراسته، ركز بليمر على علم المعادن وعلم الصخور، مما منحه قاعدة صلبة في فهم العمليات الجيولوجية.
مسيرته الأكاديمية
بعد حصوله على الدكتوراه، بدأ إيان بليمر مسيرته الأكاديمية في جامعة نيوكاسل، حيث عمل كباحث ومحاضر. انتقل لاحقًا إلى جامعة ملبورن، حيث شغل منصب أستاذ الجيولوجيا. خلال فترة عمله في جامعة ملبورن، أشرف على العديد من طلاب الدراسات العليا وقام بنشر العديد من الأبحاث العلمية في مجلات مرموقة. كما شغل مناصب إدارية مهمة، مثل رئيس قسم علوم الأرض.
بالإضافة إلى جامعة ملبورن، عمل بليمر في جامعات أخرى في أستراليا وخارجها، بما في ذلك جامعة جيمس كوك وجامعة أديلايد. وقد ساهمت خبرته الواسعة في تطوير المناهج الدراسية وتعزيز البحث العلمي في مجال الجيولوجيا.
إسهاماته العلمية
تشمل إسهامات إيان بليمر العلمية مجموعة واسعة من المواضيع الجيولوجية، بما في ذلك:
- علم المعادن وعلم الصخور: قام بليمر بدراسة التركيب المعدني والصخري للعديد من التكوينات الجيولوجية في أستراليا وحول العالم.
- الجيولوجيا الاقتصادية: ركز على دراسة تكون الرواسب المعدنية وكيفية استغلالها.
- الجيولوجيا البيئية: بحث في تأثير العمليات الجيولوجية على البيئة وكيفية التخفيف من آثارها السلبية.
- تاريخ الأرض: اهتم بدراسة تاريخ الأرض وتطورها عبر العصور الجيولوجية المختلفة.
نشر بليمر العديد من الكتب والمقالات العلمية التي ساهمت في إثراء المعرفة الجيولوجية. من بين أبرز كتبه كتاب “Tell Me I’m Wrong”، الذي يتناول قضايا تغير المناخ من منظور جيولوجي.
آراؤه حول تغير المناخ
يُعرف إيان بليمر بآرائه المثيرة للجدل حول تغير المناخ. يعتقد بليمر أن تغير المناخ هو عملية طبيعية تحدث عبر تاريخ الأرض، وأن الأنشطة البشرية ليست السبب الرئيسي في ارتفاع درجة حرارة الأرض. يرى أن العوامل الطبيعية، مثل النشاط الشمسي والانفجارات البركانية، تلعب دورًا أكبر في تحديد مناخ الأرض.
تسببت آراء بليمر في جدل واسع في المجتمع العلمي وخارجه. يرى البعض أن آراءه تتعارض مع الأدلة العلمية التي تشير إلى أن الأنشطة البشرية هي السبب الرئيسي في تغير المناخ الحديث. بينما يرى آخرون أن آراءه تستحق الدراسة والنقاش، وأنها تسلط الضوء على جوانب مهمة من قضية تغير المناخ.
أدت آراء بليمر إلى انتقادات حادة من قبل بعض العلماء والناشطين في مجال البيئة. اتهموه بإنكار الأدلة العلمية والترويج لمعلومات مضللة. في المقابل، دافع بليمر عن آرائه وأكد على حقه في التعبير عن وجهة نظره بحرية.
الجدل والانتقادات
واجه إيان بليمر العديد من الانتقادات والاتهامات بسبب آرائه حول تغير المناخ وقضايا علمية أخرى. تعرض لانتقادات من قبل علماء وناشطين بيئيين وسياسيين، واتهموه بتضليل الجمهور وتقويض الجهود المبذولة لمكافحة تغير المناخ.
في عام 2009، رفع عالم الجيولوجيا البيئية أندرو بيتمان شكوى ضد بليمر إلى لجنة السلوك بجامعة أديلايد، زاعمًا أن بليمر ارتكب سوء سلوك علمي في كتابه “Heaven and Earth”. ومع ذلك، رفضت اللجنة الشكوى بعد تحقيق شامل.
على الرغم من الانتقادات، يتمتع إيان بليمر بشعبية كبيرة بين بعض الأوساط، ويعتبرونه مدافعًا عن العلم الحقيقي وحرية التعبير. يرى أن من حقه التعبير عن آرائه بحرية، وأن النقاش العلمي المفتوح هو السبيل الأفضل للوصول إلى الحقيقة.
مؤلفاته
ألف إيان بليمر العديد من الكتب والمقالات العلمية، من بينها:
- “Tell Me I’m Wrong: Why Scientists Are Wrong About Global Warming” (2009): يجادل فيه بأن تغير المناخ ليس بسبب الأنشطة البشرية.
- “Heaven and Earth: Global Warming – The Missing Science” (2009): يقدم فيه حججًا ضد نظرية الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان.
- “A Short History of Planet Earth: Millions of Years in the Making” (2013): يستعرض فيه تاريخ الأرض وتطورها عبر العصور الجيولوجية.
تُرجمت بعض كتب بليمر إلى لغات أخرى، وحققت مبيعات جيدة في العديد من البلدان. أثارت كتبه جدلاً واسعًا في المجتمع العلمي وخارجه، وأدت إلى نقاشات حادة حول قضايا تغير المناخ والعلاقة بين العلم والمجتمع.
الجوائز والتكريمات
حصل إيان بليمر على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لإسهاماته العلمية، من بينها:
- زمالة الأكاديمية الأسترالية للعلوم التقنية والهندسة.
- جائزة كلارك مادل من الجمعية الجيولوجية الأسترالية.
- وسام المئوية من الحكومة الأسترالية.
تعتبر هذه الجوائز والتكريمات اعترافًا بمكانة إيان بليمر كعالم بارز في مجال الجيولوجيا وإسهاماته في تطوير المعرفة العلمية.
حياته الشخصية
إيان بليمر متزوج ولديه أطفال. يعيش حاليًا في أستراليا ويواصل نشاطه العلمي والكتابة. يُعرف بشخصيته القوية وآرائه الجريئة، ولا يتردد في التعبير عن وجهة نظره حتى لو كانت تتعارض مع الرأي العام.
خاتمة
إيان بليمر هو جيولوجي أسترالي بارز وأستاذ فخري في جامعة ملبورن. يتميز بآرائه المثيرة للجدل حول تغير المناخ وقضايا علمية أخرى. شغل مناصب أكاديمية وإدارية رفيعة المستوى في عدة جامعات أسترالية، مما جعله شخصية بارزة في المجتمع العلمي الأسترالي. على الرغم من الانتقادات التي واجهها بسبب آرائه، إلا أنه يعتبر مدافعًا عن حرية التعبير والنقاش العلمي المفتوح.