مهرداد بهار (Mehrdad Bahar)

نشأته وبداياته

ولد مهرداد بهار في طهران عام 1929. تلقى تعليمه المبكر في المدارس الإيرانية، ثم التحق بجامعة طهران حيث درس الأدب الفارسي واللغات القديمة. تأثر بهار بالعديد من المفكرين والباحثين الإيرانيين والأجانب، مما ساهم في تكوين رؤيته الفكرية والمنهجية.

مسيرته الأكاديمية

بدأ بهار مسيرته الأكاديمية كباحث ومحاضر في جامعة طهران. تخصص في دراسة الحضارات الإيرانية القديمة، وخاصة فترة ما قبل الإسلام والإمبراطورية الساسانية. اشتهر بهار بمنهجه النقدي والتحليلي في دراسة النصوص التاريخية والأدبية، واعتمد على المقارنة بين المصادر المختلفة للوصول إلى فهم أعمق للتاريخ والثقافة الإيرانية.

ركز بهار في أبحاثه على عدة مجالات، منها:

علم الأساطير الإيرانية: درس الأساطير الإيرانية القديمة، وقدم تحليلات معمقة للرموز والأساطير التي تعكس القيم والمعتقدات الإيرانية القديمة.
اللغة الفارسية القديمة والوسطى: قام بدراسة اللغات الفارسية القديمة والوسطى، مثل الأفيستا والبهلوية، وساهم في فهم تطور اللغة الفارسية وتأثيرها على الثقافة الإيرانية.
التاريخ الإيراني: كتب عن جوانب مختلفة من التاريخ الإيراني، بما في ذلك الفترات السابقة للإسلام، وتاريخ السلالات الحاكمة، والتغيرات الثقافية والاجتماعية.

أعماله ومساهماته

ترك مهرداد بهار إرثًا فكريًا غنيًا من خلال كتاباته وأبحاثه. من أبرز أعماله:

“أسطورة آفرينش در تاريخ انديشه” (أسطورة الخلق في تاريخ الفكر): دراسة شاملة حول أساطير الخلق في الثقافة الإيرانية القديمة، وكيف تطورت عبر العصور.
“پژوهشی در اساطیر ایران” (دراسة في الأساطير الإيرانية): مجموعة مقالات وأبحاث حول جوانب مختلفة من الأساطير الإيرانية، وتحليل الرموز والأساطير الهامة.
“بنيادهاي فلسفه ايراني” (أسس الفلسفة الإيرانية): بحث في جذور الفكر الفلسفي في إيران، وتأثير الفلسفات الشرقية والغربية على تطور الفكر الإيراني.
“دين و اسطوره در ايران باستان” (الدين والأسطورة في إيران القديمة): دراسة العلاقة بين الدين والأسطورة في إيران القديمة، وكيف أثرت المعتقدات الدينية على جوانب الحياة المختلفة.

تميزت كتابات بهار بالدقة العلمية والتحليل العميق، بالإضافة إلى أسلوبه الأدبي الجذاب. ساهمت أعماله في تعريف القراء بالإرث الثقافي الغني لإيران، وتعزيز الفهم العميق لتاريخها وحضارتها.

تأثيره وإرثه

كان لمهرداد بهار تأثير كبير على الأوساط الأكاديمية والثقافية في إيران. ألهمت أبحاثه العديد من الباحثين والطلاب، وأسهمت في تطوير الدراسات الإيرانية. بالإضافة إلى ذلك، كان له دور في إحياء الاهتمام بالتراث الثقافي الإيراني، وتعزيز الهوية الوطنية.

أثرت كتابات بهار على عدة أجيال من الباحثين والمفكرين الإيرانيين. اعتبر من أهم الباحثين في مجال الدراسات الإيرانية، وأعماله لا تزال مرجعًا أساسيًا للطلاب والباحثين في هذا المجال. ترك بهار إرثًا فكريًا غنيًا، وساهم في فهم أعمق للتاريخ والثقافة الإيرانية.

نقد وتحليل

بالرغم من مساهماته الكبيرة، تعرضت بعض أفكار بهار للنقد. انتقد بعض الباحثين منهجه في تفسير الأساطير، ورأوا أنه قد يميل إلى التعميم أو الاعتماد المفرط على مصادر معينة. ومع ذلك، لا يمكن إنكار أهمية أعماله ومساهماته في مجال الدراسات الإيرانية.

ركز بعض النقاد على الجوانب السياسية في كتاباته، معتبرين أنها تعكس بعض الأفكار القومية أو الوطنية. على الرغم من ذلك، حافظ بهار على مكانته كباحث مرموق، وأعماله لا تزال تحظى بالاحترام والتقدير.

الحياة الشخصية

بالإضافة إلى مسيرته الأكاديمية، كان مهرداد بهار شخصية مثقفة ومحبة للفنون والأدب. كان يشارك في المناقشات الفكرية والثقافية، وله اهتمامات واسعة في مجالات مختلفة. تزوج بهار، وترك خلفه إرثًا فكريًا غنيًا.

عرف بهار بشخصيته المتواضعة والمحترمة. كان يتمتع بعلاقات جيدة مع زملائه وطلابه، وساهم في تطوير الحوار الثقافي والأكاديمي في إيران.

وفاته

توفي مهرداد بهار في طهران في 13 نوفمبر 1994، عن عمر يناهز 65 عامًا. تركت وفاته فراغًا كبيرًا في الأوساط الأكاديمية والثقافية في إيران. تم تكريمه بعد وفاته على مساهماته في الدراسات الإيرانية، ولا يزال إرثه الفكري حيًا حتى اليوم.

خاتمة

يعتبر مهرداد بهار شخصية بارزة في تاريخ الدراسات الإيرانية. ساهمت أبحاثه وكتاباته بشكل كبير في فهم الحضارة والثقافة الإيرانية القديمة والوسطى. ترك بهار إرثًا فكريًا غنيًا، وألهم العديد من الباحثين والطلاب. أعماله لا تزال مرجعًا أساسيًا للطلاب والباحثين في مجال الدراسات الإيرانية. تميز بهار بمنهجه النقدي والتحليلي، بالإضافة إلى أسلوبه الأدبي الجذاب. كان لمهرداد بهار تأثير كبير على الأوساط الأكاديمية والثقافية في إيران، وساهم في إحياء الاهتمام بالتراث الثقافي الإيراني.

المراجع

“`